قدّم لهم النصيحة في حوار مع الوطن: أخِّروا صفتكم المذهبية وكونوا بركة على من جاورتم سلماً لمن خالطتم
السيد علي الأمين لشيعة الكويت: انتبهوا يا سادة حتى لا يورطكم البعض في مشاريع من خارج وطنكم
نمثل الأغلبية الشيعية في بلدنا لكن الدولة لم تعترف بنا والعرب لم يحتضنونا والنتيجة: أصبحنا في سلة واحدة مع الآخرين وتم تسليمنا للمشروع الإيراني
نعيش في ركود وجمود ونكد سياسي وتأخر إعلان حكومتنا سببه شهية البعض المفتوحة للمزيد من الحصص
أي انتصار هذا في 2006؟ لقد كانت حرباً كارثية النتائج
الدول العربية عززت مكانة حزب الله وحركة أمل في لبنان على حساب الأغلبية الشيعية المعتدلة والصامتة
النظام السوري ليس إلهاً حتى لا يجوز الاعتراض عليه والآخرون ليسوا فراعنة.. يمكن مواجهتهم
العرب صنعوا لنا «الطائف» ثم تخلوا عنا.. كم نحن بحاجة الآن إلى تنفيذ هذا الاتفاق
المرجعية الدينية في العراق حرّمت التظاهر في بغداد وأباحته في البحرين.. إنه الكيل بمكيالين
ولاؤنا لأوطاننا ولأنظمتنا السياسية ولا يجب الاستجابة لمحاولات عبور ولاية الفقيه إلى خارج الحدود
أقول لبشار: أطلق الحريات وأسرع بالحوار وحقق الإصلاحات بعيداً عن الروتين
ليس من مصلحة إيران أن تخسر الخليج فهو بوابتها إلى العالم العربي
لست متخوفاً من وصول إخوان مصر إلى الحكم وعودة «حماس» إلى حضن السلطة الفلسطينية حماية لها ويخدم المشروع العربي
لم نكن جزءاً من اختيار الفقيه بإيران حتى تسود علينا ولايته
يجب أن تتصدى المرجعيات الدينية لمحاولات الساسة إقحامها في السياسات لكي تثبت أبوّتها لعموم المسلمين
أجرى الحوار فوزي عويس:
ضيف هذا الحوار عالم شيعي علامة مجتهد في داخله تثوير لكنه عندما يتحدث يحاول جاهداً كبح جماح هذا التثوير من خلال التنوير إدراكاً منه إلى أن الكلمة عندما تخرج من الفم فإنها تملك قائلها ولهذا فإنه يقدر تماما خطورة الكلمة، ويجتهد لوضعها في نصابها الصحيح وفق رؤيته؟.. انه المرجع الشيعي الديني اللبناني سماحة السيد علي الأمين الذي تحدث لـ «الوطن» في حوار شامل أسدى خلاله نصيحة لشيعة الكويت بضرورة الانتباه والحذر من مغبة محاولات البعض توريطهم في مشاريع مذهبية.
السيد الأمين تحدث خلال الحوار عن الأوضاع على الساحة اللبنانية التي بات النكد السياسي كما يقول سمة من سماتها فقال بأن تأخر إعلان الحكومة حتى الآن يعود الى شهية البعض المفتوحة لحصد المزيد من الحصص، مشدداً في الوقت نفسه على حقيقة مهمة مفادها أنه لا جديد مع أية حكومة جديدة كما كان الحال مع الحكومات السابقة ما دامت الدولة اللبنانية ضعيفة ومسلوبة القوة وغير قادرة على بسط سلطتها على كافة أراضيها.
واستعرض السيد الأمين خلال الحوار الذي تطرق الى العديد من القضايا واقع الأغلبية الشيعية المعتدلة التي ينتمي اليها فأشار الى انه قد تم تسليمها الى المشروع الإيراني رغما عنها وذلك بعد وضعها في سلة واحدة مع حزب الله وحركة أمل بسبب عدم قدرة الدولة على دعمهم وافتقادهم للحضن العربي، كما تحدث عن مفهوم ولاية الفقيه فأكد على ضرورة التصدي للمحاولات الرامية لعبورها الحدود الإيرانية ولام المرجعيات الدينية في كل من العراق ولبنان لتسييسها وعدم تصديها بالفتاوى الصحيحة عن الفتن والأزمات.
وفيما يلي حصاد الحوار مع العلامة المجتهد سماحة السيد علي الأمين، سؤال منا وجواب منه:
* في البداية سألته: بأي حال تبدو الساحة اللبنانية وما السبب في تأخر إعلان الحكومة الجديدة؟
– الساحة اللبنانية في حال من الجمود نتيجة الأوضاع التي آلت إليها الأمور بعد إسقاط الحكومة السابقة ولعل السبب في تأخر إعلان الحكومة يعود الى الاختلاف على الحصص التي يطمح كل فريق على الحصول عليها وعليه فإن رئيس الحكومة المكلف لا يمكنه الاستجابة لتلك الشهية الكبيرة عند البعض في الفوز بالمزيد من الحصص، ولذلك تحدث التجاذبات وتقع الخلافات والنتيجة حالة من الركود والجمود.
نكد سياسي
* إذاً هناك حالة من «النكد السياسي» وهو مصطلح يؤول لسماحتكم؟
– النكد السياسي عادة ما يكون بين فريقين والآن من المفترض أن تكون الحكومة المكلفة هي حكومة الفريق الواحد «8 آذار» الذي يجب أن تكون رؤيته السياسية موحدة ولكن الاختلاف الحاصل على الحصص ظهر فيما بين هذا الفريق الواحد.
* إنه نتاج النكد السياسي.
– النكد السياسي اعتدنا عليه في لبنان.
* ماذا تتوقع من موعد لتشكيل الحكومة الجديدة؟
– الثابت ان تشكيل الحكومات في لبنان حتى في ظل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية كانت تتأخر والسبب ان المناصب في لبنان لم تعد مواقع مسؤولية وأمانة وطنية بقدر ما هي غنائم يتنافسون عليها ويتنازعون بسببها ولهذا كانت الحكومات يتأخر تشكيلها خمسة او ستة اشهر وعلى أية حال يفترض ان نكون قد بتنا على مقربة من اعلان تشكيل الحكومة الجديدة.
* كيف رأيتم الكويت؟
– جئت الى الكويت قبل ثماني سنوات مشاركا في احد المؤتمرات والحق انني رأيتها في هذه المرة اكثر ازدهارا وعمرانا وتقدما.
الأوطان أولاً
* كشيعي عربي كيف ترى واقع الكويتيين الشيعة؟
– لقد انعم الله تعالى على الكويت بنعم كثيرة جدا تستلزم منهم الشكر لكي تدوم فضلا عن الانتباه لبلدهم والمحافظة عليه وصيانته والانصهار في بوتقته الوطنية التي من شأنها أن تحفظ الجميع.
* هذا ما ينبغي لكن ماذا عن رؤيتكم لحالهم وما نصيحتكم لهم؟
– نصيحتي لهم دوما كما هي نصيحتي لأهلنا في لبنان او غيرها ان تكون الصفة المذهبية متأخرة وهذا يعني ان الشيعة في الكويت هم مواطنون كويتيون قبل ان يكونوا شيعة فالحالة المذهبية كما الحالة الفكرية التي يمكن لأي انسان ان يتبني منها ما يريد وعليه لا يجب ان يكون هناك اي مشروع خاص لأي فريق من الفرق فمشروع الجميع ينبغي ان يكون وطنيا من دون ان تكون له اية صفة مذهبية وهذا يعني ان المطالب يجب ان تكون وطنية لا ترتبط من قريب او من بعيد بالخارج.
* كيف ترى الحاصل من منظوركم؟
– لا اشك في ولاء الشيعة في الكويت لوطنهم وحبهم له وقد قدموا الكثير من التضحيات في المحطات الصعبة لأجله ولكن قد تكون هناك بعض الاحزاب او الجمعيات او الاشخاص الذين لا يمكن ان يختزلوا طائفة بأسرها في كل الاحوال وهؤلاء قد تكون لهم مشاربهم السياسية المرتبطة بالخارج ويجب على الطائفة الشيعية في الكويت ان تتنبه الى ان بإمكان هؤلاء ان يورطوها في مشاريع من خارج الوطن لا ينبغي لهم ان ينخرطوا فيها وانما يجب دوما ان تكون لهم اجندتهم الوطنية لا الطائفية او الخارجية.
لغة غير مفهومة
* بشكل عام هل ترى ان لشيعة الخليج او لبعضهم مشاريع خاصة بهم يستقلون بها عن اوطانهم؟
– لا ارى ذلك والشيعة في الخلجي مشاريعهم دائما هي الاندماج والانصهار في اوطانهم وهذا ما اوصاهم به أئمتهم كالإمام باقر والإمام الصادق الذي قال:
شيعتنا بركة على من جاوروا
سلم لمن خالطوا
إذا رضوا لم يسرفوا
وإذا غضبوا لم يظلموا
* ماذا يمكن ان تقولوا لإيران التي تحاول العبث بأمن الكويت وغيرها من بلدان الخليج؟
– اقول لها بأن هذا التدخل مرفوض وانه ليس من مصلحتها ان تخسر الخليج وهو بوابتها الى العالم العربي ولابد من ان تقلع عن مثل هذه التدخلات والتصريحات التي تدعي ملكيتها لدول الخليج كما قرأنا اخيرا فمثل هذا الكلام لا يفهمه الرأي العام الدولي او العربي او الاسلامي لان هناك قانونا دوليا مستقرا منذ عهود وقرون ومن غير المنطقي العودة الى استخدام لغة غير مفهومة وينبغي علينا جميعا سنة وشيعة سواء في لبنان او في بلدان الخليج وفي العالم العربي عموما ان نرفض هذه التدخلات الخارجية انطلاقا من الولاء لأوطاننا.
مرفوضة
* تقولون دائما بأن ولاية الفقيه ليست عابرة للحدود بمعنى انها ليست ملزمة الا في حدود الدولة التي تأخذ بها فهل تقرون بها على هذا النحو؟
– القول بان ولاية الفقيه ليست عابرة للحدود والاوطان قصدت به انه اذا اختارها شعب ما فانه يصبح ملزما بها ولكن ليس هناك من ولاية لهذا الفقيه الذي اختاره شعبه حاكما على الآخرين خارج حدود وطنه فمثلا عندما يختار اهل طهران او شعب اصفهان حاكما فليس لهذا الحاكم علاقة بلبنان او الكويت او بأية دولة ذلك لان الآخرين لم يكن لهم دور في عملية اختيار الحاكم وتوليته فعندما حدث في ايران اقتراع في زمن الامام الخميني بعد الثورة الاسلامية اجروا استفتاء واختاروا الفقيه حاكما لكننا لم نكن كشيعة عرب في اوطاننا جزءاً من عملية الاختيار هذه.
* ماذا عن الحاصل هل عبرت ولاية الفقيه الحدود ام لم تعبر؟
– هناك محاولات لكي تعبر الحدود بالطبع لكيلا ينبغي الاستجابة لها والشعب الايراني وما ختار وكل شعب وما اختار اما نحن فأنظمتنا السياسية تختلف عن النظام الايراني والعقد الاجتماعي بيننا وبين شركائنا في اوطاننا يحتم علينا ان يكون ولاؤنا لاوطاننا وطاعتنا لأنظمتنا السياسية وليس لإيران.
* ألم تقل ان ولاية الفقيه هذه مرفوضة من الشعب الايراني؟
– مرفوضة نعم من نسبة لا بأس بها من الشعب الايراني فالأحداث والمظاهرات التي خرجت في ايران اعتراضا على نتائج الانتخابات الرئاسية اثبتت ذلك واعلن هؤلاء وبصراحة انهم ضد رأي الفقيه القاضي بعدم اعادة الانتخابات.
* وماذا يعني ان ترفض نسبة كبيرة من العلماء في ايران ولاية الفقيه؟
– هذا صحيح فنسبة كبيرة من العلماء تاريخيا يرفضون الولاية السياسية للفقيه وهؤلاء اكثر بكثير من الذين يقولون بأن له هذه الولاية السياسية لكن في ايران اصبح الولي الفقيه حاكما.
السياسة ضد العبور
* اذن السيد علي خامنئي رئيس لنظام سياسي لا مرجعية دينية عليا؟
– هو رئيس لنظام سياسي لكن هذا النظام السياسي يختار على رأسه فقيها وعالما الا ان هذا لا يعني ان له ولاية خارج حدود بلده ولا يمكنه الزام الآخرين بأحكامه.
* وماذا عن المرجعيات الدينية والتي باتت تتعرض للكثير من الانتقادات وحتى للمطالبة بإعادة النظر في مفهومها؟
– المرجعية الدينية أمر من قديم اعتادته الطائفة الشيعية وهي تعني العودة الى عالم مشهور لهدف التعرف على الاحكام العبادية أي انه مرجعية دينية تبليغية وليس له من سلطة سياسية وذلك على غرار مرجعية الازهر الشريف للمسلمين السنة الذين يريدون التعرف على امور دينهم وايضا على غرار مرجعية الفاتيكان للمسيحيين لكن ليس لأي من المرجعتين ايضا اية سلطة سياسية.
* لكن المرجعية الدينية تبقى عابرة للحدود؟
– هي مرجعية ذات طابع فكري لا سياسي اما اذا ما تسيست المرجعية الدينية فعندئذ ليس لها حق عبور الحدود.
* الحاصل ان هناك مرجعيات عبرت وعلى أية حال: لماذا طالبت بايجاد مرجعية شيعية جديدة وما تصورك لمثل هذه المرجعية الجديدة؟
– طالبت بهذه المرجعية لهدف لم شمل المسلمين وارى ان تكون خارجة عن سلطان السياسة لأن المرجعيات الدينية في العراق وايران ارتبطت بشكل أو بآخر بسلطان السياسة وتأثرت بها بمعنى ان وجهات نظرها باتت تتأثر بالحاكم السياسي مما جعلها تتعرض لكثير من الانتقادات ولذلك طالبنا وما زلنا بخروج المرجعية الدينية عن سلطان السياسة.
* هل لسماحتكم ان تدللوا لنا بنموذج صريح لارتباط المرجعيات الدينية بسلطان السياسة؟
– مثلا المرجعية الدينية في العراق كان مطلوبا ان يكون لها دور مؤثر في وحدة المسلمين وابعاد الفتن عنهم خلال مراحل خطيرة لكنها صمتت وفي لبنان بعض المرجعيات صمتت كذلك عندما كان الصمت غير مطلوب خلال ازمات خطيرة ومن غير المنطقي ان تصمت في مثل هذه الاوقات والظروف وكان ينبغي ان تخرج وتحرم القتال بين المسلمين وهذا الصمت جاء نتيجة تأثر هذه المرجعيات بالسياسة.
حلال في العراق حرام في البحرين
* لكن ألا ترون ان بعض السياسيين هم الذين يحاولون تسييس المرجعيات الدينية باللجوء اليهم والوقوف على ابوابهم وانتظار فتاواهم في الامور والقضايا السياسية؟ ولماذا تقبل المرجعية الدينية ان يعود اليها السياسيون في قضايا سياسية؟
– ان بعض السياسيين العراقيين مع الاسف كانوا يعودون الى المرجعيات الدينية في الامور الانتخابية ويجعلوها عنوانا لحملاتهم!، ان على المرجعية ان تواجه مثل هذا اللجوء اليها وترفض التدخل في الشأن السياسي لكي تثبت ابوتها لعموم المسلمين.
* ألا ترون ايضا ان مشكلة المرجعيات هذه انتقلت بالتالي الى وكلائهم؟
– بالطبع لأنهم يتأثرون بالمرجعية الأم التي تخضع لسلطان السياسة وهذا طبيعي.
* ما رأيكم في المواقف الاخيرة لكل من المرجعية الشيعية الدينية في العراق ولبنان؟
– من خلال متابعاتي فإن مواقف المرجعتين كانت ضعيفة وغير مواكبة للاحداث وعمقها فعلى الساحة اللبنانية وصلت الامور الى حد سفك الدماء وكان هناك عملية اجتياح لبيروت وكان ينبغي على المرجعية الدينية على الاقل ان تخرج وتحرم القتال فيما بين المسلمين قبل ان تصل الامور الى هذا الحد ولم نسمع في مرة من المرات ان قالت هذه المرجعية لإيران: لا يصح التدخل في شؤون هذه الدولة أو تلك أو في شؤون المنطقة وبقيت متفرجة تلوذ بالصمت وفي العراق رأينا المرجعية في النجف تحرم التظاهر في بغداد لأجل المطالبة بحقوق اجتماعية مشروعة.
* لكنها اباحت هذا التظاهر في البحرين؟
– نعم اباحته في البحرين مع ان التظاهرات في هذا البلد هي مظنة لوقوع الخطر والضرر نتيجة التعددية القائمة وحساسية المطالب وهنا كان لابد وان تنهاهم المرجعية وتدفعهم في اتجاه التحاور لا ان تقول لهم: استمروا بالاعتصام أو حتى ان توحي اليهم بجواز الاستمرار في الاعتصام بينما تمنع ذلك في بغداد!؟ ان هذا امر غير صحيح ويكشف عن ان المرجعية ليس لها رؤية موحدة حول القضايا.
* هل من كلمة الى اهل البحرين بعد ان تم اخماد النار على الساحة هناك؟
– اتوجه بكلمتي اولا الى الحكومة البحرينية واتمنى عليها ان تتجنب العقاب الجماعي، نعم هناك اشخاص اخطأوا وهؤلاء ينبغي محاكمتهم لكن عموم الناس لا يريدون ما يريده هؤلاء الاشخاص أو ما تريده بعض الاحزاب والجماعات ولا بد وان يكون هناك فرزا وفصلا، ثم بعد ذلك اتوجه بدعوة جادة للحوار وبحيث تعود المعارضة الى طاولة الحوار، وذلك لأن ما سوف يحصلون عليه من خلال الحوار سيكون اكبر وافضل بكثير مما سيحصلون عليه من خلال النزاعات هذا ان كانوا اصلا سيحصلون على شيء.
حان الوقت
* هل تتوقعون سماحتكم ان تتطور الحركات الاحتجاجية في ايران لتكون ثورة على الثورة؟
– نحن ابدا لا نتمنى ان تحدث ثورات في كل البلدان هكذا دفعة واحدة أو تصبح الثورات كما الموديل ولكن ما نريده ونتمناه حقا في كل البلدان ان تكون هناك اصلاحات ولا بد للحكام وللأنظمة ان تستبق الامور وتعمل على تحقيق اصلاحات شعبية وتحقق لشعوبها الحرية الدينية والثقافية وغيرهما فهذا هو المطلوب.
* كانت هناك حركة احتجاجية واسعة في ايران عقب الانتخابات الرئاسية وطالبت بالاصلاح فهل ترون انها تسببت في اصلاحات؟
– لا، وقد تعرضت هذه الحركة للقمع كما شاهدنا من خلال وسائل الاعلام ولم يعقبها اية اصلاحات ولذلك ينبغي على المحاكم ألا تؤجج الاوضاع من خلال المزيد من القهر والقمع لأن ذلك يولد الانفجارات وقد حان الوقت كي يسمع الحكام اصوات شعوبهم ويتحاورون معهم ويعملون على تلبية حاجاتهم من الاصلاحات.
* كيف تنظر لبقية الأحواز العرب الذين يتعرضون للقهر؟
– لقد زرت الأهواز قديماً..
* عفوا ألحظ انك نطقتها الأهواز لا الأحواز؟
– لا نريد ان نختلف على التسمية لكن المعروف انها الاهواز وذلك في اللغة العربية والقواميس لكن هذا شأنهم في اختيار الاسم، وعموماً الشعب العربي في الاهواز لا يريد في الحقيقة الانفصال عن ايران وما يطالبون به ضرورة تحسين احوالهم المعيشية وتأمين حقوقهم الاقتصادية والتمتع بحرياتهم الفكرية والثقافية وكل هذه مطالب مشروعة ولهذا فان المطلوب من الدولة الايرانية ان تستجيب لهم وتلبي مطالبهم وتحاور الذين يعرفون حاجيات مناطقهم واذا ما تحقق هذا فسوف يتحقق الاصلاح وسيهدأ الأهوازيون.
التأجيل يعني الانفجار الأشد
* عقود طويلة ولم تكن هناك اية استجابة لمطالبهم وهاهم الآن يطالبون بدعم بل وبتدخل عربي فهل ان حدث هذا يعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي الايراني أم أن الزمن تجاوز هذا النوع من التدخل في شؤون الدول؟
– نحن ننتقد النظام الايراني في استخدامه العنف ضد المتظاهرين وعليه فلا يمكننا دعم اية حركة تمارس العنف ضد الاخرين وهذا ما يجب ان يسود كمفهوم لكن من الممكن دعم حقوق الشعب العربي المشروعة في الاهواز او في عربستان لكن من دون ان يكون هذا الدعم من خلال تدخل مباشر لأن ذلك وحده سوف يدفع بايران الى استخدام نفس الطريقة في دول اخرى وعندها ستزيد حدة التصعيدات في المنطقة.
* كيف تنظرون الى الحركة الاحتجاجية التي تتزايد حدتها يوماً بعد يوم واسبوعاً بعد آخر في سورية الآن؟
– هذه الحركة التي يرتفع صوتها ويزداد عددها كما نشهد اسبوعا بعد آخر ما من شك انها حركة شعبية تعكس معاناة داخلية للشعب وبالطبع هي حركة مشروعة ولا يجوز قمعها وقهرها لأن القمع والقهر لن يحلا المشكلة، نعم قد يؤجلها ولكن مع هذا التأجيل سيزيدها انفجاراً فيما بعد وعليه فان المطلوب الاصغاء الى صوت هذه الحركة الشعبية المشروعة وعلى النظام السوري السعي لاحتوائها من خلال اجراء الاصلاحات الحقيقية وعبر حوار فوري وليس من خلال تقديم الوعود او بالقمع الذي يحدث الآن.
واسفاه
* هناك من العلماء والمرجعيات من أيدوا الثورة في تونس ومصر وعارضوها في سورية بدعوى أن دمشق لا تزال العاصمة العربية الصامدة التي تواجه اسرائيل فما تعليقكم؟
– مع الأسف فهذه ازدواجية في المعايير وعدم انصاف في الرؤية الموحدة للقضايا فاذا كان الشعب العربي في مصر وفي تونس له الحق في ان يتظاهر ويثور ويحتج ويطالب بمطالب مشروعة فكيف يكون لاحق لهذا الشعب في سورية ان يفعل نفس الشيء، ان النظام في سورية ليس إلهياً حتى لا يجوز الاعتراض عليه وفي غيرها فرعونياً فيجوز الاعتراض عليه والمطلوب تأييد هذه المطالبات هنا وهناك لكن شريطة الا تندفع في اتجاه العنف وفي المقابل لا يجوز للنظام ان يمارس العنف الدموي.
* ما تأثير هذه الحركة الاحتجاجية الآخذة في التزايد بسورية على الساحة اللبنانية؟
– ما من شك ان الاستقرار في سورية عنصر مهم للاستقرار في لبنان وفي المنطقة العربية كلها واذا ما تمت الاصلاحات التي يطالب بها الشعب في سورية فأعتقد ان ذلك سيكون له تأثير سواء في لبنان او في غيره.
* واذا تفاقمت الأمور؟
– لا نتمنى ان تتفاقم الأمور لا سمح الله وان نذهب في اتجاه..
* نحن نتحدث عن احتمالات.. ماذا لو سقط النظام في سورية؟
– سقوط النظام في سورية سيؤدي الى حالة من اللا استقرار في المنطقة وقد تأخذها الى صراعات ولذلك فنحن نتمنى ان تبقى سورية مستقرة لكنها لن تتمكن من ان تكون كذلك من دون معالجة اوجه الخلل والاستماع لصوت الحركة الاحتجاجية التي تتزايد في المدن والقرى واجراء الاصلاحات المطلوبة فوراً.
لست راضياً
* أراضِ عن طريقة المعالجة التي يتم التعامل بها مع الحركة الاحتجاجية؟
– لست راضياً واعتقد انها طريقة لا يمكن ان تحل المشكلة وكما قلت قد تخمد مؤقتاً لكنها لا يمكن ان تطفئها وهذا خطر لأن النار سوف تشتعل حتماً مرة اخرى وبشكل أكبر.
* ماذا يمكت ان تقول للرئيس السوري بشار الاسد؟
– اقول له: اطلق العنان للحريات واسمح للناس بأن تعبر عن رأيها وادع لحوار سريع ومباشر مع وجوه تلك الحركات الشعبية واعمل قدر الامكان على تحقيق الاصلاحات المطلوبة والعاجلة فوراً وبعيداً عن الروتين الاداري المميت الذي يمكن ان يعرقل الاصلاح الحقيقي.
* هل تجد نفسك مرتاحاً من النتائج التي بلغتها ثورتا مصر وتونس؟
– الحكم الآن سيكون في غير محله فالأمور لا تزال بحاجة الى المزيد من الوقت لكي تتضح وحالة المخاض في البلدين لا تزال مستمرة وعندما ترسو مركب كل بلد منهما على الشاطئ يمكننا عندها ان نتحدث.
الإخوان الآن أفضل
* ثمة من يرشح «الاخوان المسلمون» في مصر للعب دور اكثر اهمية واقوى تأثيرا خلال المرحلة المقبلة فهل تتفق مع القائلين بذلك؟
– من خلال متابعاتي استطيع القول ان حركة «الاخوان المسلمون» في مصر تجاوزت الانتماء الديني وتطالب بإجراء اصلاحات سياسية بالنظام ولم تنطلق من منطلقات حزبية دينية، والحركة الشعبية التي انطلقت من ميدان التحرير كانت مطالبها سياسية ونادت بالحرية وبضرورة تغيير النظام الحاكم ولم تنطلق من منطلق ديني على الاطلاق وعكست انتماءها الوطني.
* أمتخوف سماحتكم من «الاخوان المسلمين» ان هم حكموا مصر أم ان تجاوزهم للانتماء الديني كما تقول يمكن ان يبدد اية مخاوف؟
– لست متخوفا من وصول «الاخوان المسلمون» الى السلطة في مصر ذلك لأن هناك الآن تغييرا كبيرا في نظرتهم وثقافتهم الفكرية وفي ممارساتهم الميدانية وفي الدور الذي يلعبونه هذا فضلا عن وجود حالة كبيرة من الوعي في الشارع المصري والتي لن يسمح اصحابها وهم الاعداد الاكبر من تعداد الشعب بأن يسود التعصب الديني الساحة أو ان يتسم الحكم بهذا التعصب.
* ما تحليلكم لاتمام المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس في اعقاب نجاح الثورة المصرية وفي ظل اشتعال الحركة الاحتجاجية السورية؟
– ندعو الله تعالى ان تستقر هذه المصالحة وتستمر ويتم تنفيذ كافة بنودها وفي الحقيقة كان يجب ان تتم هذه الخطوة بالامس قبل اليوم لكنها تمت، من وجهة نظري ادراكا بأن المرحلة المقبلة وفق القراءات الحالية لم تعد تحتمل المزيد من عزل حركة حماس التي لا يجوز ان تبقى وحيدة وغريبة من دون أي غطاء قانوني لأن عدم وجود مثل هذا الغطاء قد يدفع بإسرائيل الى ان تقوم بعملية عسكرية في غزة وعليه فقد بات الجميع في ظل ما تشهده المنطقة من احداث على قناعة بأن الخيار الانسب انما هو عودة «حماس» الى غطاء السلطة الفلسطينية الشرعية فذلك يشكل حماية خاصة لها خصوصا في ظل الوضع الجديد في مصر.
أستبعد
* هل تتوقعون فكا للحام المحور السوري الايراني المستمر منذ سنوات طوال؟
– ما تشهده الساحة السورية الآن من حركات احتجاجية لا تنطلق من منطلقات طائفية وهذه الحركات ليست معترضة على العلاقات الخاصة لسورية مع ايران لكن الاعتراضات هي على ممارسات النظام الداخلية والمتظاهرون ينادون بالحريات والحقوق وفرص العمل وشخصيا ضد تصوير الحركات الاحتجاجية هذه في الشارع السوري وكأنها تارة موجهة ضد ايران أو ضد الشيعة وتارة ضد حزب الله واحيانا ضد العلويين.
* كيف وهناك رسائل تدلل على ذلك فالسوريون يحطمون الشاحنات الايرانية لدى دخولها حدود بلدهم؟
– لم اشاهد ذلك وقد يكون لذلك دلالته من الناحية السياسية وعلى كل حال فإن السوريين ليسوا شعبا طائفيا وهم لم ينتفضوا من منطلق طائفي ابدا، نعم قد تكون هناك ملاحظات على بعض ممارسات الطقوس الدينية أو الثقافية لكن الاساس في احتجاجات الناس ما اوضحت سلفا.
* هل تميل الى تصديق رواية وجود عناصر من الحرس الثوري الايراني تساهم في قمع الحركة الاحتجاجية في سورية؟
– أستبعد ذلك وهذا الامر من الاشاعات التي تتزايد في ظل مناخ الاحتقانات الطائفية والمذهبية وتجد لها سوقا ثم ان النظام السوري لم يصل الى درجة الانهيار حتى يحتاج الى مساعدة ايران أو حزب الله فالجيش السوري يدخل درعا وكافة المدن.
علو الصوت
* كيف للعرب ان يستقطبوا سورية من الحضن الايراني؟
– نحن لا نريد ان نصور الامر على انه حرب بين العرب وايران وعلى العكس نريد ان تقوم العلاقات بين الطرفين على اساس الاحترام المتبادل ومقتضيات روابط الدين والتاريخ ومن خلال الحوار البناء.
* أليس هذا كلاما نردده منذ عهود وعقود لكنه لم يجد الآذان الصاغية من ايران بل قوبل بتصريحات استفزازية وتصرفات لا عقلانية؟
– هذا الكلام اما انه لم يجد الآذان الايرانية الصاغية أو ان كثيرا منا لم يرفع صوته في هذا الاتجاه كما ينبغي وشخصيا اميل الى الامر الثاني ويجب ان نرفع اصواتنا ونصارح ايران بوجهات نظرنا ونشدد على ضرورة استقلالنا وسيادتنا وعدم القبول بالتدخل في شؤوننا الداخلية.
الطائف
* هل لايزال اتفاق «الطائف» قابلا للتنفيذ؟
– نعم وقد كان هذا الاتفاق فعلا فرصة مهمة جدا لبناء الدولة اللبنانية لكن مع الاسف فإن الدولة في ظل الوصاية السورية في تلك المرحلة من تتمكن من بسط سلطتها على كامل اراضيها وحتى الميليشيات التي تم حلها ظاهريا دخل امراؤها الى السلطة وفي الوقت نفسه بقوا عقبة امام تنفيذ اتفاق الطائف.
* وهل خذلكم العرب ابان هذا الاتفاق؟
– العرب هم الذين اوجدوا لنا اتفاق الطائف لكنهم تخلوا عن رعايته ولم يسهروا على تطبيقه وتركوه لتلك القوى ليواجه العزل والآن نحن بحاجة الى المطالبة بتنفيذ اتفاق الطائف.
* بأية آلية؟
– الآلية لا يوجد أبسط منها فالاتفاق موجود ويقضي بحل الميليشيات والاندماج في مشروع الدولة اللبنانية ويمكن ان يقال هذا الكلام من جديد لرؤساء الميليشيات بما فيهم الموجودون في السلطة حزب الله وحركة أمل لكن الذي حدث مع الأسف ان بعضهم وافق على الاتفاق وتقلد المناصب العليا في الدولة واحتفظ في الوقت نفسه بالميليشيات والدول العربية جاءت وعززت مكانتهم وسكتت عن هذا بل واعتبرتهم النموذج الوحيد والممثل الاوحد للشيعة ولغيرهم رغم انهم في النهاية ارتبطوا بالمشروع الايراني والآن نحن فعلا بحاجة لتفعيل هذا الاتفاق وتنفيذه والعرب قادرون على ذلك.
بقوة السلاح
* امتخوفون من حكومة حزب الله المقبلة في لبنان؟
– المشكلة اطلاقا ليست في الحكومة سواء الماضية او المقبلة ولكن المشكلة عندنا تكمن في ضعف الدولة اللبنانية وعدم استطاعتها بسط سلطتها على كامل اراضيها ولوجئنا بأي رئيس حكومة آخر من خارج حزب الله او غير متحالف معه فسنكون على نفس الحال.
* ولماذا لا يعلو صوت الاغلبية الشيعية في لبنان ويحاولون فرض كلمتهم؟
– الشيعة المعتدلون في لبنان رفعوا اصواتهم في ظل هيمنة الثنائي «حزب الله وحركة أمل» والذين ارتبطوا بالمشروع الايراني لكنهم لم يجدوا الحاضنة العربية ولا حتى الدولة اللبنانية التي دافعوا عنها فنحن منذ حقبة الثمانينيات ونحن ندافع عن الجيش اللبناني وانتشاره في الجنوب قبل عام 2000 وبعدها وقبل سنة 2006 وفي اعقابها ومع ذلك لم تتمكن الدولة اللبنانية من حماية انصارها.
* ولهذا تواريتم مجددا؟
– هجموا علينا في دار الافتاء الجعفري بقوة السلاح واخرجونا من الجنوب في عام 2008 ومنذ ذلك الوقت لم اعد الى الجنوب مرة اخرى ومع الاسف فان العرب اعتبروا ان الثنائي «حزب الله وحركة أمل» هما الممثل الوحيد للشيعة ولهما كافة الامكانات العربية والسفراء العرب كل علاقاتهم معهما رغم ان حزب الله مرتبط مع الرئيس بري وكلاهما مرتبط بالرؤية الايرانية.
* وبات هذا امرا واقعا وسكتم عليه؟
– قوة الامر الواقع كرست هذا الحال ونحن لا يمكننا ان نتكلم في ظل هيمنة السلاح وعندما تكلم البعض في ظل هيمنة السلاح اصابهم ما اصابهم ولكن كان المطلوب من الدولة اللبنانية ان تحتضن الرأي الآخر من الطائفة الشيعية كما كان على العرب ان يفعلوا الشيء نفسه وهو ما لم يحدث مع الاسف.
رفضونا
* يا سيدي انت تتحدث وتقول انه كان على الدولة اللبنانية ان تفعل والسؤال: أين هي هذه الدولة وألم تقل بضعفها في سياق حديثك؟
– هؤلاء سيطروا عليها.
* وإلى متى؟
– الى ان يكون للشيعة المعتدلين في لبنان حاضنة من العرب خصوصا وهم الاغلبية الصامتة وهؤلاء سيرفعون اصواتهم عندما تتوفر لهم الاجواء المناسبة.
* لماذا لم يشارك هؤلاء الشيعة المعتدلون في الحكومات السابقة؟
– رفضوا.
* هل طالبتم بذلك كحق من حقوقكم؟
– تكلمنا معهم عندما استقال وزراء حزب الله وحركة أمل من السلطة في عام 2006 وفي عام 2007 وطالبنا بتوزير شيعة معتدلين ولم يستجب لمطلبنا فالامر الواقع كرس هيمنتهم وجعلهم الممثلين الوحيدين للشيعة في لبنان أما الشيعة الآخرون فلا شيء لهم وعليه بات الشيعة جميعهم في سلة واحدة وسلموهم الى المشروع الايراني اذ لا دولة تعترف بهم ولا عرب يحتضنونهم.
كارثة
* هل صحيح أنكم كنتم ضد حرب تموز 2006؟
– طلبت قبل وقوعها من السيد حسن نصر الله ان نجمع مفكرين ومثقفين وحكماء ووجهاء ونستمع لآرائهم في شأن ادارة شؤون البلاد والعلاقة مع الدولة اللبنانية ولم يحدث هذا فأعدت الطلب على الرئيس نبيه بري بعد الحرب.
* هل كنتم تريدون حرمان العرب من هذا الانتصار؟
– اي انتصار؟ لقد كانت نتائج هذه الحرب كارثية وكلفتنا تدمير مئات القرى وآلاف الشهداء والجرحى والدماء والتهجير ونحن ما كنا بحاجة لذلك خصوصا وقد كان هناك نصر قائم في عام 2000 وكان انجازا بحق وأسفر عن خروج الاسرائيليين من جنوب لبنان، وقد كان الخلاف معهم لأنهم ادخلونا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل وكانت حربا غير متكافئة وكارثية النتائج.
* بعيدا عن قيد سؤالي ما الذي تودون اضافته؟
– لا شيء سوى دعائي بأن يعم الأمن والأمان بلادنا.
=======================
يا أيها الحكماء تحركوا فالحوار مطلوب ولا فائدة من التشنجات
أرى تحت الرماد وميض نار
ويوشك أن يكون لها ضرام
رددت هذا البيت من الشعر على مسامع ضيفي وسألته: ألا يمكن أن نطبق هذا القول على ما تشهده منطقة الخليج من غليان الآن؟
< في الحقيقة فإن ما نسمعه فيه استنهاض للغات طائفية ومذهبية وعنصرية من شأنها ان تؤجج الصراعات والنزاعات وتزيد الفرقة والاحتقان ولذلك فإن المطلوب ان يتحرك الحكماء من العرب وفي ايران لكي يصلوا الى حالة حوار لان الفرقة لن تنفع سوى الذين يتربصون بالأمة الاسلامية وارى ان تبادر ايران الى دعوة دول الخليج ومحاورتها بشكل مباشر لتبديد المخاوف.
< كيف يا سيدي والشاعر قال في نفس القصيدة:
وان النار من عودين تزكي
وان الحرب اولها كلام
وقد سمعنا وقرأنا التهديدات التي تخرج من ايران متوعدة ومؤكدة ان المنطقة ستبقى مركزاً للازمات ما بقيت الانظمة الحاكمة في الخليج الذي تدعي ملكيته وهكذا؟
< مثل هذه التصريحات يجب ان يقلع عنها المسؤولون الايرانيون وكذلك وسائل الاعلام التي تضرب على الوتر المذهبي وتخالف لغة القانون الدولي المتعارف عليه بين الدول الحديثة وعلى الادارة الايرانية ان تفكر محليا وتدرك ان مثل هذه التصريحات ومثل هذا الكلام يزيد من التصعيد والتشنج الذي لن يحصد احد منه اية فائدة.
=======================
الأمة بحاجة لرؤيتك ولتصديك مباشرة للقضايا
أرنا صورتك وأسمعنا صوتك يا سيد سيستاني
بعد أن انتقد المرجعية الشيعية الدينية في العراق لاباحتها التظاهر في البحرين ومنعها له في بغداد طلبت من العلامة الأمين ان يبرق للسيد السيستاني فقال موجها برقيته له: لابد وأن تتصدى مباشرة للقضايا فالأمة تحتاج الى ان تسمع صوت مرجعيتها ولا يكفي ان نقرأ: «قال مكتب آية الله السيد السيستاني كذا وكذا» أو قال الوكيل الفلاني فلماذا هذا أو ذاك؟ ان الامة تريد ان ترى السيد وتسمع صوته وتقف على رأيه مباشرة منه لا من خلال وكلائه أو ناطقين باسمه أو مكتبه.
=======================
سألناه: هل تعتقد أنه سيستوعب ما استوعبته حماس!
حزب الله سيصل في نهاية المطاف إلى قناعة بضرورة الانخراط في مشروع الدولة
* عما اذا كان يتوقع ان تتحلل حركة «حماس» من العلاقة مع ايران بعد اتمام المصالحة فيما بينها وبين حركة فتح قال السيد الأمين:
– نعم.. نعم فحماس ستعود الى احضان السلطة الفلسطينية ومنه الى احضان المشروع العربي اكثر من الماضي فالشعب الفلسطيني تحمل كثيرا وعانى من مرارة الانقسام ومن ارتباط «حماس» بالمحور غير العربي ومن هنا ارى بانه سيكون هناك شيء من المتغيرات لصالح السلطة الفلسطينية والمشروع العربي.
* هل تعتقدون ان حزب الله في لبنان سوف يستوعب ما استوعبته حماس ويسارع في التصالح مع الدولة اللبنانية؟
– نأمل ذلك فالذين يرتبطون بالمشروع الايراني سواء حزب الله او غيره يجب ان ينخرطوا في مشروع الدولة اللبنانية ويحفظون بذلك اوطانهم ويسهمون في بنائها فعلاقة اي حزب ودولة اخرى خطأ فادح ولابد وان تكون هذه العلاقة من خلال الدولة وان شاء الله تعالى ارى ان حزب الله في نهاية المطاف لابد وان يصل الى قناعة تتمثل في الانخراط في مشروع الدولة اللبنانية فهذا هو الاسلم له ولعموم الشعب اللبناني.
=====================
نصر الله مدرسة في الوطنية
عندما سألته عن رأيه في البطريرك نصر الله صفير قال سماحة السيد علي: أحبه فهذا الرجل سيبقى مدرسة في الوطنية والالتزام وادعو الله تعالى ان يحفظه ويرعاه ويسدده خطاه.