الجمعة , نوفمبر 8 2024

قناة المستقلة- العلامة المجتهد السيد علي الأمين – حول مستقبل العلاقات الخليجية الايرانية

* المطلوب من ايران دعوة دول مجلس التعاون الخليجي الى حوار صريح وشفاف لبعث الاطمئنان وازالة الاحتقانات من المنطقة.

* النظام السوري غير محتاج الى مساعدة  حزب الله

* الشيعة العرب هم جزء من الشعب العربي في الصميم ولاؤهم لأوطانهم والولاية عليهم لدولهم وليست لولاية الفقيه

* نظام ولاية الفقيه ليس له ولاية سياسية و دينية خارج حدود ايران الجغرافية

* الحكام مدعوون الى اقامة العدل والاستماع الى اصوات شعوبهم

حول العلاقات الخليجية الايرانية – قناة المستقلة – العلامة المجتهد السيد علي الأمين – الدكتور عادل الموسوي – 4-4-2011 –  حلقة نقاش : تقديم الاستاذ محمد مصدق يوسفي –

تلخيص المصدر : قناة المستقلة – جريدة اللواء – جريدة المستقبل

 

في حوار أجرته قناة المستقلة  الفضائية من لندن مع  سماحة العلامة السيد علي الأمين حول العلاقات المتجهة إلى التصعيد بين إيران ودول مجلس التعاون الخليجي  وعن علاقة الشيعة العرب بالدولة الإيرانية وعن تدخلها  بشؤون الكويت  والبحرين وعن التحالف المدعى في المنطقة بين سوريا وحزب الله.

ورداً على سؤال عن موقف ايران من البيان الصادر عن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد قبل يومين في الرياض قال العلامة الأمين:

إن تلك الدول هي أعلم بمصالحها وبالمخاوف الحاصلة لها من الأحداث التي جرت في البحرين والكويت  ومن حقها الطبيعي أن تتضامن مع بعضها وفق المعاهدات القائمة بينها وعلى هذا الأساس فإن دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين جاء  بناءاً على طلب من السلطة الشرعية فيها ووفق المعاهدات  التي تحكم العلاقات بين دول مجلس التعاون وهذا يعتبر من الشؤون الداخلية لتلك الدول .

والموقف الذي أعلنته الإدارة الايرانية الرافض لدخول تلك القوات إلى البحرين أمر غير مفهوم بحسب الأعراف الجارية بين الدول وأمرُ لا يفهمه الرأي العام المحلي والعالمي لأن تلك القوات كما ذكرنا دخلت إلى البحرين بموجب معاهدات وهي قوات عربية شقيقة وليست معادية للبحرين ولا لشعبها.

وفي جوابه على سؤال عن التدخل الإيراني في أحداث البحرين والكويت قال العلامة الأمين: لا توجد لدينا معلومات مؤكدة عن تدخل إيراني في تلك الأحداث نعم قد سمعنا أخيراً عن اعتقال لبعض الأشخاص في الكويت بتهمة التجسس لصالح ايران  والتدخل أمر مرفوض بأي شكل من الأشكال والمطلوب من إيران أن تكون مصدراً للإطمئنان في منطقة الخليج وليس من مصلحة إيران أن تخسر نافذتها المهمة إلى العالم العربي  المتمثلة بدول مجلس التعاون الخليجي  ويجب أن تكون العلاقات بين إيران وبين دول الخليج علاقات طيبة تحكمها مبادئ الأخوة وحسن الجوار والمصير المشترك إضافة إلى روابط الدين والتاريخ الموجودة بين شعوب تلك الدول.

وأضاف العلامة الأمين:وإذا كانت الإدارة الإيرانية ترى في دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين  تدخلاً في شؤون البحرين  مع إنها قوات شقيقة للبحرين فهذا لا يجب أن يمنع إيران من قيام أحسن العلاقات مع البحرين وغيرها من دول المنطقة .فإن إيران تقيم أحسن العلاقات  مع العراق  وتقوم بالزيارات رفيعة المستوى إليه مع أن العراق لا يزال  تحت حماية الجيوش الأميركية.

وعن ارتباط الشيعة العرب بإيران من خلال نظرية ولاية الفقيه قال العلامة الأمين:

إن ولاية الفقيه ليس لها سلطة دينية ولا سياسية خارج الحدود الإيرانية وهي تلزم الشعب الإيراني الذي اختارها عند تأسيس الجمهورية الاسلامية.ونحن نحترم خيارات الشعوب . والشيعة العرب لم يكونوا جزءاً من هذا الخيار والإختيار .بل كان للشيعة العرب منذ القدم خياراتهم السياسية في أوطانهم وشعوبهم التي ينتمون إليها والولاية عليهم هي للأنظمة السياسية القائمة في بلادهم فالشيعة في الكويت هم كويتيون وفي العراق عراقيون وفي لبنان لبنانيون وفي البحرين بحرينيون  وفي السعودية سعوديون وهكذا  والعلاقة مع إيران هي علاقة ثقافية ودينية وليست سياسة ولا يصلح أن تكون الروابط الدينية على حساب الإنتماءات الوطنية والعلاقة يجب أن تكون بين إيران كدولة مع الدول الأخرى وليس مع طائفة أو جماعة أو حزب.

وعن التوترات الطائفية في المنطقة  قال العلامة الأمين:

إن هذه التوترات التي تأخذ طابعاً مذهبياً هي في الحقيقة ناشئة عن التوترات السياسية وإذا كانت دول المنطقة خصوصاً إيران تخشى من أن تؤدي هذه التوترات إلى التدخل الأجنبي في دول المنطقة وسياستها فإن المطلوب أن تسارع إيران بوصفها الدولة الكبرى في المنطقة إلى دعوة دول الخليج إلى حوارٍ صريح وشفاف يبعث الطمأنينة في نفوس الجميع ويزيل الإحتقانات السياسية ويقطع الطريق على النافخين بأبواق الفتنة المذهبية في المنطقة.

ووصف العلامة الأمين الأخبار التي تحدثت عن تدخل مجموعات من حزب الله ومن الحرس الإيراني  في قمع التظاهرات في سوريا قائلاً بأنها مجرد أخبار ليس عليها دليل وهي تأتي في ظل المناخات  الهادفة إلى إضفاء الطابع المذهبي على الخلافات والصراعات القائمة في المنطقة .ولا يخفي حزب الله علاقته السياسية  بسوريا وإيران والجميع يعلم أن النظام السوري هو نظام قوي بأجهزته الأمنية والعسكرية ولا يحتاج إلى مساعدة حزب الله وغيره في ذلك.

ورداً على سؤال  عن  التدخلات الدينية لإيران في سوريا  قال العلامة الأمين:

في سوريا توجد تعددية دينية  والمزارات الدينية والمقامات موجودة فيها قبل ولادة الجمهورية الإسلامية وقبل وجود حزب الله وكذلك الحوزات الدينية كانت موجودة وإن كانت تحتاج إلى تنظيم مع بعض الطقوس والعادات التي تجري هناك وترفضها قطاعات كثيرة من الشعب السوري  لأن فيها إثارة للحساسيات الطائفية  واستعادة لنزاعات التاريخ.

وختم العلامة الأمين قوله بالتوجه إلى الحكام أن يعيدوا النظر في العلاقة القائمة بين الحاكم والمحكوم بالقرب من الشعب والعمل على تحقيق الإصلاحات العادلة والإبتعاد عن وسائل القمع والقهر بالإعتماد على الحوار الجاد والتواصل المباشر بين الحكام والمحكومين  وبذلك يمكن الوصول إلى الكثير من التطلعات والإنجازات  ونبعد عن أوطاننا وشعوبنا ومجتمعاتنا  شرور النزاعات والإنقسامات.