الإثنين , ديسمبر 9 2024
البابا فرنسيس - السيد علي الامين - لقاء الاخوة الانسانية - وثيقة الاخوة الانسانية

العلامة الأمين سفير السلام والحوار من لبنان إلى العالم- بقلم الإعلامي كاظم عكر

المرجع الشيعي العلامة السيد علي الأمين سفير السلام والحوار من لبنان إلى العالم

خاص لبنان الجديد |  كاظم عكر |  30 آذار 2019

بصمة المرجع الشيعي العلامة السيد على الأمين إلى مزيد من التألق في العالمين العربي والاسلامي

المرجع اللبناني الشيعي السيد علي الامين الشخصية اللبنانية الشيعية الأبرز التي تركت بصمتها الخاصة في مجالات الحوار والتلاقي وتعزيز فرص السلام في المجتمعات كافة بجميع شرائحها الدينية والمذهبية والسياسية.كاظم عكر

أرسى العلامة  مجموعة من النُظُم والقيم في الحوار بين الأديان وفي نبذ العنف والتطرف الذي تعاني منه هذه المجمتعات على مدى سنوات خلت.

المرجع الأمين أحد أبرز الأعضاء اللبنانيين الشيعة في “مجلس حكماء المسلمين” الذي أُسس برعاية مباركة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، ويشارك فيه نخبة من كبار القيادات والشخصيات الدينية والفكرية في العالم العربي والاسلامي، وقد أسس هذا المجلس كأول كيان مؤسسي جامع لحكماء الأمة الإسلامية، تنفيذاً لما خرج به المشاركون في منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة من توصيات جاءت في وثيقة البيان الختامي للمنتدى.

ويُعتبر “مجلس حكماء المسلمين” كهيئة دوليَّة مستقلَّة تأسَّست عام 2014  حيث يضم  ثلَّة من علماء الأمَّة الإسلاميَّة وخبرائها ووجهائها ممَّن يتَّسمون بالحكمة والعدالة والاستقلال والوسطيَّة للمساهمة في تعزيز السِّلم في المجتمعات المسلمة، وكسر حدَّة الاضطرابات والحروب التي سادت مجتمعات كثيرة من الأمَّة الإسلاميَّة في الآونة الأخيرة، وتجنيبها عوامل الصراع والانقسام والتَّشرذم.

وكان حضور العلامة في هذا المجلس علامة فارقة كمرجعية شيعية استطاعت أن تقدم الرؤية الموضوعية الحقيقة حول كل القضايا المطروحة على الساحة في موضوع الحوار عموما وحوار الاديان خصوصا.

ولا شك أن اختيار العلامة الأمين يأتي كقيمة إضافية لما يقدمه سماحته من رؤى ونظريات ومواقف تهدف إلى تعزيز الجهود في نبذ العنف والتطرف وبث القيم الإنسانية السامية، ومبادئ الاسلام السمِحة في المجتمعات كواحدة من أبرز وتسهم  في  المزيد من الجهود للحد من ظواهر العنف والإرهاب التي أصابت المجتمع على مدى سنوات.

ويعتبر العلامة الأمين من قفهاء الشيعة اللبنانيين الذين التزموا قضايا الحوار والتلاقي كوسيلة وحيدة لتجنب العنف، فأرسى سماحته سياسة الإعتدال على مبدأ التواصل الحر بعيدا عن منغلقات الطائفية والمذهبية والدينية، وبعيدا عن كل الإعتبارات السياسية في العديد من مطالعاته ومؤلفاته مواقفه على أساس أن الأمة واحدة، متجاوزا الحدود المذهبية والدينية إلى مجتمع واحد يلتزم القيم الإنسانية والأخلاقية والسماوية.

ولذلك اختير العلامة الأمين كمرجع لبناني شيعي إلى المشاركة في العديد من المنتديات والمؤتمرات المتخصصة في عالم الفكر والحوار والأديان، ويلبي سماحته بمسؤولية كبيرة فيواجه التحدي بتحدي أكبر ويقول كلمته بجرأة وحكمة على أعلى المنابر فتكون الصورة التي يقدمها عن لبنان، وعن الطائفة الشيعية خارج السائد، الصورة الحقيقية بعيدا عن المغالات والتضليل، فأصبح إسم العلامة الأمين بذاته أحد أبرز العناوين في مجال الحوار بين الأديان والمجتمعات.

وقد اختير الأمين  لإلقاء كلمة في المؤتمر التاريخي العالمي الذي عقد في أبو ظبي تحت عنوان مؤتمر الأخوة الإنسانية الذي نظمه مجلس حكماء المسلمين تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، وجاء هذا المؤتمر  بالتزامن مع زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف للدولة، حيث شارك فيه أكثر من 700 شخصية وقيادات دينية وفكرية وإعلامية من مختلف دول العالم.

ألقى العلامة الأمين كلمته في الجلسة الإفتتاحية للمؤتمر، وكانت من أبرز الكلمات التي لاقت التأييد الكامل بمضمونها وشفافيتها والتي قاربت المشكلة بموضوعية عالية الأمر الذي أدى إلى إشادة وتقدير لأكثر من مسؤول في لبنان والخارج.

وصدر عن هذا المؤتمر وثيقة تاريخية بعنوان “وثيقة الأخوة الإنسانية” أكدت أنَّ الأديانَ لم تَكُنْ أبَدًا بَرِيدًا للحُرُوبِ أو باعثةً لمَشاعِرِ الكَراهِيةِ والعداءِ والتعصُّبِ، أو مُثِيرةً للعُنْفِ وإراقةِ الدِّماءِ، فهذه المَآسِي حَصِيلَةُ الانحِرافِ عن التعاليمِ الدِّينِيَّة، ونتيجةُ استِغلالِ الأديانِ في السِّياسَةِ، وكذا تأويلاتُ طائفةٍ من رِجالاتِ الدِّينِ – في بعض مَراحِلِ التاريخِ – ممَّن وظَّف بعضُهم الشُّعُورَ الدِّينيَّ لدَفْعِ الناسِ للإتيانِ بما لا علاقةَ له بصَحِيحِ الدِّينِ، من أجلِ تَحقِيقِ أهدافٍ سياسيَّةٍ واقتصاديَّةٍ دُنيويَّةٍ ضَيِّقةٍ؛ لذا فنحنُ نُطالِبُ الجميعَ بوَقْفِ استخدامِ الأديانِ في تأجيجِ الكراهيةِ والعُنْفِ والتطرُّفِ والتعصُّبِ الأعمى، والكَفِّ عن استخدامِ اسمِ الله لتبريرِ أعمالِ القتلِ والتشريدِ والإرهابِ والبَطْشِ؛ لإيمانِنا المُشتَرَكِ بأنَّ الله لم يَخْلُقِ الناسَ ليُقَتَّلوا أو ليَتَقاتَلُوا أو يُعذَّبُوا أو يُضيَّقَ عليهم في حَياتِهم ومَعاشِهم، وأنَّه – عَزَّ وجَلَّ – في غِنًى عمَّن يُدَافِعُ عنه أو يُرْهِبُ الآخَرِين باسمِه.

هذه الوثيقة اعتبرها المرجع الأمين  بمثابة دستور عالمي يرسم للبشرية صورة التعايش الأخوي بسلام واحترام بين الأفراد والشعوب والجماعات والأمم.

ويضيف: “هذه الوثيقة التاريخية هي دعوة لكل الدول والقيادات في العالم لنبذ الصراعات والعمل بقيم الحرية والمحبة والسلام، وبهذه التعاليم الموجودة في الوثيقة يتجنب العالم شرور الحروب ومآسيها ويعمل على مساعدة الفقراء وجسر الهوة بينهم وبين الأغنياء، وبذلك يضمن العالم استمرار التقدم والإزدهار في أمن وأمان”.

ومنذ أيام شارك الأمين في مؤتمر “الإسلام رسالة رحمة” بدعوة من رابطة العالم الإسلامي في روسيا الاتحادية بالتعاون مع الإدارة الدينية لمسلمي جمهورية الشيشان، بمشاركة وفود من أكثر من 40 دولة إسلامية، ويناقش هذا المؤتمر أربعة محاور رئيسية حول “مقومات التعايش في الإسلام” وحول “مسلمو روسيا ومجتمع السلام”: بالاضافة لبحث قضية “الإرهاب والتطرف”: حيث يناقش العلاقة بين الأديان والإرهاب والإرهاب ورسالة الإسلام وظاهرة العنف باسم الدين والمنظمات الإرهابية والعلاقات المشبوهة.

وحول “المسلمون والتواصل الحضاري” حيث يناقش موضوعات المشترك الإنساني والمصالح المتبادلة نحو معالجة فاعلة للمشكلات والأزمات الدولية والعلاقات بين روسيا والعالم الإسلامي والإسلاموفوبيا والعنف المضاد.

وفي هذا المؤتمر ألقى كلمة اتسمت كسابقاتها بالموضوعية والشفافية في استعراض المشكلة وفي إبداء المفاهيم والرؤى حول أهم غايات و مقاصد الدين الإسلامي وقال سماحته : إن من أهم غايات ومقاصد الرسالات السماوية التي حملها الرسل والأنبياء إلى البشر من الله الخالق هو إقامة العلاقات في المجتمع البشري على أسس وقواعد من الأخلاق الحميدة التي ترسخ عرى التواصل والترابط بين أعضائه، والتي تقربهم من بعضهم البعض وتبعدهم عن الصراعات والنزاعات.

إن المرجع الشيعي العلامة السيد علي الأمين سفير السلام والحوار من لبنان إلى العالمين العربي والإسلامي ويثبت من جديد أن الدين رسالة تسامح وتضحية وعطاء وأن الدين قيم ومبادي إنسانية قبل أي شيء آخر، ويثبت من جديد أن دور المرجع ورجل الدين أكبر بكثير مما يعتقد البعض، وأن هذا الدور يجب أن يتخطى الطائفة واعتباراتها والوطن واعتباراته، لينطلق إلى عالمه الكبير عالم الحوار والمحبة والتسامح وتلك هي رسائل الأديان الحقيقة.