لذ بالطفوف
لــذ بــالطّفوف وأجــرِ فيها الأدمعا = وادعُ الإلـــهَ تــهــجّداً وتــضــرّعا
والثمْ ثراها فَهْيَ بالأحرارِ صارتْ = لــلــطــهارةِ والــفــضائلِ مــجــمعا
واســأل مــناك بــبابها هــي طــيبةٌ = بــتــرابها قــلــبُ الــنُّــبُوَّةِ أُودِعَـــا
وتـــزوّدنّ مـــن الــحــسين وآلــه = عــبراً غدت لذوي البصائر مرجعا
تمضي العصور وتنطوي صفحاتها = والــسّــبط بـــاق لــلــقيامة مــفزعا
حـــاز الــخــلود بــبــذله وفــدائــه = وعــلى عــروش الــخالدين تــربّعا
فــنضى ثــياب العيش حرّا وارتدى = أثــواب فــخر لــن تــزول وتُنزعا
ومــضى إلــى ســوح الفداء محامياً = عــن بــيضة الــدّين الّذي قد ضُيّعا
أحــيــا الــجــهاد بــســيفه ودمــائه = فــاهــتزّ عــرش لــلطغاة وصُــدّعا
يــا ســيّدي يــا مــشعل الحقّ الّذي = لا يــنطفي أبــداً ويــبقى الأســطعا
كــيف الــسّبيل إلى علاك ولم تزل = لــلــتضحيات مــثالها بــل أروعــا
شــاءت عــلوج أمــيّة أن تــخضعا = لـــم تــعطهم بــيد وكــنت الأمــنعا
وأبــيــت إقــرار الــعبيد فــلم تــهن = كــلاّ ولــم تــحزن وصرت الأرفعا
وبــذلت دون الــدّين أرواحــاً غلت = شــيــباً وشــبّــاناً وطــفلا مــرضعا
تــاللّه لا أنــسى الــحسين وصــحبه = فــي كــربلا يــتسابقون الــمصرعا
لــبّــوا نـــداء إمــامــهم وتــشوّقوا = لــلــقاء مــولاهم وكــانوا الأســمعا
نــزلــوا إلــى الــهيجاء لــم يــتقبّلوا = عــيــشاً بــإذلالٍ وكــانوا الأشــجعا
لاقـــوا حــشودا لــلضّلالة أقــدمت = تــبــغي عــلــوّاً والــفساد الأفــظعا
ثــبتوا أســوداً في الوغى لم يرهبوا = جــيشاً وقــد ســدّ الــفضاء الأوسعا
لــم ينثنوا عن نصر دين المصطفى = حــتّــى تــفــانى جــمعُهُم وتــوزّعا
سُــقيت صــحارى كربلا بدمائهم = وغــدت لأصحاب المبادئ مضجعا
فــانزل بــها والق الرّحال بأرضها = فــلقد حــوتْ مــعنى الولايةِ أجمعا
العلاّمة السيد علي الأمين