الثلاثاء , أكتوبر 15 2024

ما الفرق بين الجهاد والإرهاب؟

ما الفرق بين الجهاد والإرهاب؟

الجهاد حركة دفاعية شُرّعت لدفع العدوان عن الأوطان والإنسان، ولا يكون دفع العدوان بممارسة العدوان، وهو ما يستفاد من قول الله:«وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين».

وقد ذكر الفقهاء شروطاً عدة للجهاد في كتبهم الفقهية كوجوب الإعداد والاستعداد، ووجوب تجنيب الأبرياء من النساء والشيوخ والأطفال وأماكن العبادة وغيرها كالشجر والحيوان، وهذا يعطي صورة عامة عن أهداف الجهاد ومقاصده ووسائله، ويختلف اختلافاً جوهرياً عما اصطلح عليه أخيراً في السياسة بالإرهاب الذي أصبح قتل الأبرياء وترويع الآمنين لدوافع سياسية من أبرز معانيه.

وهذا المعنى للإرهاب تمنع الشريعة الإسلامية القيام به منعاً باتاً، وتعتبره من كبائر الإثم والعدوان التي يستحق فاعلها العذاب الأليم في الآخرة والعقاب الشديد في الدنيا، وقد عبرت الشريعة السمحاء عن الذي يشهر السلاح لإخافة الآخرين وترويعهم بـ»المحارب» و{المفسد في الأرض»، واعتبرت هذا العمل حرباً على الله ورسوله وجزاؤه ما جاء في القرآن الكريم: «إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف..».

وقد ذكر الفقهاء أن من شهر السلاح لإخافة الناس فهو محارب، وفي بعض النصوص الدينية روايات تتحدث عن حكم القاتل غير قاتله والضارب غير ضاربه من بينها:«لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه»، و{أعتى الناس على الله من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه»، و{لو أن رجلاً ضرب رجلاً سوطاً لضربه الله سوطاً من نار».

العلامة السيد علي الأمين – جريدة الجريدة الكويتية – 19 – 7 – 2013