الخميس , نوفمبر 7 2024

مجلة الشراع : العلامة السيد علي الأمين : *اقترحت على بري ونصر الله ((مؤتمر حجير)) لنعرف الى اين ذاهبون ولم الق تجاوباً.

العلامة السيد علي الامين:

مجلة الشراع –

* الحرب المفتوحة نحر للبنان

*لا قيمة للانتخاب بالنصف زائداً واحداً اذا لم يؤد الى الاستقرار

*اقترحت على بري ونصر الله ((مؤتمر حجير)) لنعرف الى اين ذاهبون ولم الق تجاوباً.

*لا حل الا بالتوافق على المبادرة العربية وانتخاب العماد سليمان

*نصر الله ليس رئيساً للبنان ولا قائداً لكل الشعب ليعلن الحرب

*حزب الله وامل مدعوان لإخراج الطائفة الشيعية من اسوار المذهبية والطائفية

*تظاهرة 14 شباط/فبراير اكدت ان نهج الحريري لم ينته وما زال متألقاً

اعتبر العلامة السيد علي الامين ان لا حل للأزمة اللبنانية الا بالتوافق على المبادرة العربية وانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية، وتمنى الا يتعدى كلام السيد حسن نصر الله عن الحرب المفتوحة مع اسرائيل حدود الكلام الى الافعال لأن في ذلك نحراً للبنان.

((الشراع)) التقت السيد الامين وأجرت معه الحوار التالي:

# بعد تظاهرة 14 شباط/فبراير الاخيرة، وأنتم شاركتم فيها، اعتبرت قوى 14 آذار/مارس ان مرحلة جديدة بدأت، ما هي ملامح هذه المرحلة؟

–          لا شك ان الحشود التي كانت موجودة في ذكرى 14 شباط/فبراير ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، أكدت استمرارية هذا الخط وهذا النهج، وان هناك حضوراً ما يزال متميزاً ومتألقاً لهذا النهج ولم ينته بانتهاء الشهيد رفيق الحريري، ويفترض طبعاً لمن كان له البصيرة ان ينظر الى هذا الواقع وان يتعاطى معه كأمر لا بد منه لأنه لا يمكنك ان تكوّن وطناً بدون رأي هذه الحشود الموجودة، ومن هنا اعتقد بأنه سيكون هناك في المرحلة القادمة، تطلع الى حالة من القناعة بهذا الامر الواقع التي تدفع الى حالة من الحوار بين مختلف الاطراف بين 14 آذار/مارس و8 آذار/مارس وهذا ما نتوقع ان تقتنع به مختلف الاطراف، أي ليس من حل سوى الاجتماع من أجل التوافق على الاقل على المبادرة العربية التي شكلت بمعظم بنودها قاسماً مشتركاً بين الجميع.

# هل من معطيات جديدة حول هذه المبادرة وزيارة عمرو موسى المرتقبة؟

–          يبدو هناك معطيات معينة من خلال ما يقوله الفريقان من ان المبادرة العربية مقبولة من الجميع، والشيء الذي يعجب منه المرء هو ما دام هناك اتفاق على هذه المبادرة بين الفريقين، فلماذا اذن لا ينفذون القاسم المشترك الذي يتفقون عليه وهو انتخاب العماد ميشال سليمان، لأنه في كل القضايا التي يختلف عليها العقلاء في كل العالم وفي المجتمعات، ينطلقون من الامر المتفق عليه الى ما لم يتفقوا عليه، ولذلك يجب البدء بانتخاب العماد سليمان وعندها يصبح لدينا مرجعية للدولة وللشعب وللمؤسسات، وهذه المرجعية هي التي تساهم في ايجاد الحل لباقي القضايا المختلف عليها، وكما يقال صعود السلم يكون درجة درجة.

# قوى 14 آذار/مارس اعلنت انها ستعمد الى الانتخاب بالنصف زائداً واحداً اذا استمر تعطيل المبادرة العربية؟

–    الانتخاب بالنصف زائداً واحداً هو مادة اختلاف في البلد، وهناك فريق كبير يرفضها، وما دام ان الفريقين متفقان على انتخاب العماد سليمان فلماذا اذن الانتخاب بالنصف زائداً واحداً؟ لماذا لا يتم الانتخاب بالاجماع؟ وطالما الرئيس متفق عليه فلا مبرر للذهاب الى النصف زائداً واحداً.

# لكن اذا استمر التعطيل؟

–          نحن هدفنا من الانتخاب ان يحصل استقرار وليس الهدف حصول الانتخاب بالمطلق، واذا افترضنا اننا نريد ان ننتخب ولا يحصل استقرار فما قيمة هذا الانتخاب عندئذٍ.. هذا بغض النظر عن اللغة الدستورية او القانونية، فالانتخاب بالنصف زائداً واحداً قد يكون امراً يقره الدستور، ولكن لا شك ان الغاية من الانتخاب هو حصول الاستقرار، فإذا كانت هذه الخطوة لا تؤدي الى الاستقرار فما الفائدة منها.

# ما تعليقك على ما اعلنه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عن الحرب المفتوحة مع اسرائيل؟

–          انا اعتقد ان اللغة التي اتسم بها خطاب السيد حسن الاخير كان فيها شيء من الانفعال المتأثر بالحادثة التي حصلت، على اعتبار انه فقد اخاً من اخوانه وركناً من اركانه الاساسيين، بهذا المقدار فالامر مقبول اما اذا كان هناك جدية بإعلان الحرب المفتوحة فأعتقد انه ليس رئيساً للجمهورية وليس قائداً لكل الشعب اللبناني حتى يعلن الحرب بهذا الشكل، لأنه هو في وطن فيه شركاء وفي مثل هذا الامر يجب ان يعود الى شركائه ليرى ان كان هناك مصلحة للبنان في ذلك، وان كانت الحرب المفتوحة اصلاً هي مهمة لبنان؟ ام انها هي مهمة العالم العربي الذي لديه مبادرة سلام ما زالت مطروحة، ومن هنا فالدعوة الى حرب مفتوحة تحمّل لبنان اموراً لا يمكن ان يتحملها وتجعل اعباء الصراع العربي – الاسرائيلي كلها وكأنها مفروضة على لبنان فقط، فلبنان هو جزء من هذه الامة العربية ولا يمكن ان يتحمل اعباء ذلك الصراع وحده، ولذا يجب ان يكون هناك حالة من التبصر والتدبر في عواقب الامور لأن لبنان ليس بحالة استعداد لمثل هذه الحرب، وكلنا يعلم القدرات التي يمتلكها لبنان وهناك القدرات الموجودة عند العدو الاسرائيلي ولا يوجد أي نوع من التكافؤ ما يعني ان هذا الخيار هو نحر للبنان.

# كيف ترى الواقع داخل الطائفة الشيعية في لبنان اليوم؟

– لا شك بأن الواجهة السياسية للطائفة الشيعية المتمثلة بحزب الله وحركة امل اداؤها اداء متعثر، اداء لم ينفع الطائفة الشيعية، وانما هذا الاداء السياسي لقوى الامر الواقع التي تمثل الطائفة الشيعية نتيجة الامر الواقع ونتيجة ما جرى في السنوات الماضية، هو اداء ليس لصالح الطائفة الشيعية، لأنه ادى الى عزلها داخلياً والى عزلها عربياً او على الاقل الى التشكيك بولائها لوطنها داخل لبنان، وهذا ليس فيه اي مصلحة للطائفة الشيعية، مع ان الطائفة الشيعية من عمومها لا تقل وطنية وولاء لوطنها عن سائر الطوائف الاخرى  وهي في تطلعاتها السياسية كتطلعات بقية الطوائف، وهي تطمح إلى قيام دولة المؤسسات والقانون والعيش المشترك بين مختلف الطوائف.

# بتقديرك هل ساهمت قوى 14 آذار في مكان ما بعدم تعزيز المناخ لقيام حالة داخل الطائفة الشيعية خارج أداء أمل وحزب الله؟

– ليس فقط 14 آذار اخطأت في هذا المجال، الدولة اللبنانية أيضاً أخطأت، لأنه لم يتم التعاطي مع الطائفة الشيعية إلا من خلال قوى الأمر الواقع، أي هي التي حكّمت قوى الأمر الواقع بهذه الطائفة، بحيث انها جعلت كل خدمات الدولة وكل علاقات الدولة تمر عبر هذه الزعامات وهذه القيادات، وهذا كان قبل حرب تموز وتعزز بعد حرب تموز، أي من كان سبباً للمشكلة في الجنوب أو البقاع أو بيروت أو لبنان ككل، جاءت الدولة لتمنحه كل هذه الإمكانات والخدمات للطائفة الشيعية، وهذا عزز دور قوى الأمر الواقع أكثر فأكثر، فالمشكلة إذن موجودة عند الدولة وعند قوى 14 آذار لأنهم يتعاطون وفق منطق المحاصصة، وبما ان الممثل الرسمي للطائفة الشيعية هي قوى الأمر الواقع، فكان التعاطي يمر دائماً عبرها، بينما ليس بالضرورة ان يكون الممثل للطائفة رسمياً في مجلس النواب أو غيره من مواقع الدولة ممثلاً حصرياً لكل الشعب، فهناك أكثرية ليست مرتبطة بهذا الفريق أو ذاك، وكان المفترض بالدولة وقوى 14 آذار ان تتعاطى مع تلك الاصوات التي تتفق معها في مشروع بناء الدولة والنهوض بها، الدولة القادرة على بسط سيادتها وشرعيتها والتي تكون هي المرجعية في كل القضايا.

# أنتم تلتقون مع قوى 14 آذار، لكن يلاحظ ان هناك قطيعة تامة مع قوى 8 آذار لماذا؟

–          أنا حاولت، وبعد حرب تموز التقيت بالرئيس نبيه بري وطرحت وجهة نظر بأن يقوم هو بجمع أعيان الطائفة الشيعية ومفكريها ومثقفيها للبحث في شؤونها، وللإجابة عن سؤال إلى أين نحن ذاهبون؟

#.. مؤتمر شيعي عام؟

–          نعم. وطلبت منه ان يُعيد إلينا مؤتمر الحجير. وقلت له إذا كان بعضكم غير قادر على الاعلان عن رأيه فعلى الأقل فليُدعَ هؤلاء الناس واستمعوا إلى آرائهم وأفكارهم. فلا يجوز ان يقرر الرئيس بري والسيد حسن شيئاً للطائفة الشيعية وعلى الطائفة الشيعية كلها ان تسير خلفهما، أو على كل لبنان أن يسير وراءهما! هذا ليس منطقياً فلذلك طالبنا بلقاء موسع على غرار مؤتمر الحجير للاستماع إلى آراء الآخرين في الطائفة لنبعد عنها الأخطار ولنناقش معاً الأمور لأننا في سفينة واحدة.

# وبماذا أجابك؟

–          لم نلق آذاناً صاغية وحتى الآن لم يجاوب بشيء، وهذا الامر عندما طرحته عليه، كنت قد طرحته قبل ذلك على سماحة السيد نصرالله أيضاً، وقلت له نحن راضون بأن تقود السفينة حركة أمل وحزب الله لكن نحن ركاب في هذه السفينة ويجب ان تستمعوا إلينا، فنحن نرى أمواجاً قادمة، عليكم أن تستمعوا، فاجمعوا عقلاء الطائفة ومثقفيها وأعيانها واستمعوا إليهم وأيضاً لم نجد تجاوباً.

# هل تعتقد ان هناك مشروعاً شيعياً خاصاً لأمل وحزب الله في لبنان؟

–          لا أظن، وأظن ان الرئيس بري مغلوب على أمره، وحزب الله لا يعلن ان لديه مشروعاً خاصاً، لكن الاعمال الموجودة على الأرض توحي للناس كلها ان له مشروعاً خاصاً، وهذا أمر خطأ فالمشروع الخاص مرفوض من الطائفة الشيعية قبل غيرها. وهو مشروع إذا وُجد مكتوب له الموت عند الطائفة الشيعية، فضلاً عن الآخرين في لبنان الذي لا يقبل المشاريع الخاصة كلها، فلبنان يرفض أي مشروع طائفي أو مذهبـي، وصحيح ان حزب الله له قوة شعبية ومكانة لكن من الوهم أن يعتبر ان هذه المكانة أخذها من السلاح، فالمكانة السياسية والقوة الشعبية يمكن أن يحصل عليهما من دون سلاح، فهو نفسه يعتبر ان الجنرال ميشال عون أقوى رجل عند الطائفة المسيحية، وهو ليس لديه سلاح، إذن يمكن لحزب الله أن يكون قوياً من خلال المشاركة الفعالة في العملية السياسية وفي النظام اللبناني من دون سلاح، ولذلك فالطائفة الشيعية مدعوة لأن تدعو حركة أمل وحزب الله إلى إخراجها من أسوار المذهبية ومن السجون الطائفية إلى رحاب الوطن الواسعة والعيش المشترك والوحدة الوطنية التي دعا إليها الإمام موسى الصدر، لأنه لا ينقذنا سوى الاعتدال في هذا البلد.

# لماذا لا تجتمع قوى المعارضة على الساحة الشيعية ليكون لها حضور أكبر وقدرة على التأثير؟

–          نحن، كنا نتكلم في كل تلك الأمور، بالخفاء، لكننا رفعنا الصوت للعلن بعدما رُفضت دعواتنا للتشاور، لأنه من حقنا أن نسأل إلى أين أنتم ذاهبون بنا؟ أقنعونا بأن ما تقومون به هو لمصلحة الطائفة الشيعية ولمصلحة الوطن ونحن مستعدون للفداء لأجل هذه المصلحة. أما أن يصدر منكم القرار وعلينا الانصياع فهذا أمر غير ممكن وغير معقول، إضافة إلى قناعتنا بأن هذا النهج وهذا الأداء هو ليس لمصلحة الطائفة الشيعية لا وطنياً ولا عربياً ولا إسلامياً، لذلك رفعنا الصوت وقلنا هناك خلل يجب تصحيحه. ولم يكن الهدف ان نوجد نحن حزباً أو تجمعاً ثالثاً إنما الهدف كان ان نُظهر هذا الرأي حتى يكون هناك شيء من الحراك النقدي داخل الطائفة الشيعية، وبعدها تختار هذه الطائفة حين يفسح لها المجال لتُعبّر عن رأيها في الاستحقاقات القادمة، هي تختار من يمثلها، ويُفترض بسائر القوى والجهات الأخرى التي تسعى لإقامة تجمعات سياسية داخل الطائفة الشيعية، أو تجمعات أوسع ان تتحرك هي وان تستفيد من هذا الأمر، أما أنا فلست بهذا الصدد، لست بصدد إنشاء أي حالة حزبية أو ما يشابه ذلك، وعلى الآخرين ان يتحركوا، وان يسألوا عن ذلك، فأنا فمهمتي هي انني وجدتُ أخطاء وأخطاراً وقد نبهت إليها وليس هدفي لا ان أغير أمل ولا حزب الله، هدفنا هو الاصلاح، ولذلك قلنا لهم نحن معكم وأنتم تقودون السفينة لكن استمعوا إلى من معكم داخل هذه السفينة.