العلاّمة السيد علي الأمين
· محميد المحميد – موقع الشامل
«نقول للذين يريدون الدخول في صراع «السلطة» وسفك الدماء، عليهم أن يفعلوا ذلك بأسمائهم، وأسماء طموحاتهم، وعناوين أحزابهم، وليس باسم الله ورسله وكتبه، وليس باسم المذاهب وأئمة الدين».. تلك المقولة الرائعة الراسخة صدرت من العلامة السيد علي الأمين، المرجع الشيعي اللبناني الشهير، والمعروف بمواقفه المعتدله، الى درجة أغضبت إيران وحزب الله الإرهابي.
أمثال السيد علي الأمين وغيره من أصحاب الطرح المعتدل هم الذين يجب أن يتم التركيز عليهم لإشغال الفكر، بدلا من الانسياق خلف أصحاب المواقف المتشددة ذات الولاء التام لإيران ومرجعيتها الطائفية فوق الوطنية، ومن أشهر مواقف السيد الأمين أنه يتمنى على شيعة البحرين أن ينتموا إلى مملكة البحرين قبل انتمائهم إلى الطائفة، كما أنه دعا إلى تنظيم المال الشرعي والانتقال من مرجعية الفرد إلى مرجعية المؤسسة، حيث يقول ان الطائفة الشيعية أغنى الطوائف في العالم، وأموالها تذهب بذهاب المرجع الديني من دون أن يسأل أحد، ويعتبر أنه لا يجوز أن تكون العلاقات الدينية على حساب الأوطان، والمتهاون بوطنه متهاون بدينه حتماً، ويرى أن علاقات الأديان لا يجوز أن تكون على حساب الأوطان، وأن إيران إذا أرادت ان تقيم علاقات مع الطائفة الشيعية فإن ذلك يجب أن يتم عبر حكومات البلدان ولا يجوز ان تكون مباشرة، كما أنه يؤمن بولاية الدولة في مقابل ولاية الفقيه.. والعديد من المواقف والآراء المنشورة في الوسائل الإعلامية، وقد اقتبسنا جزءا منها، والغريب أن مثل هذه الآراء وأصحابها لا يراد لها أن تخرج للعلن، كما تمت مواجهتها بكل أشكال الإرهاب والتخويف.
وفي مطلع الشهر الجاري نشرت جريدة الزمان اللبنانية حوارا مطولا مع السيد علي الأمين، ويحق لنا أن ننشر بعضا منها، حيث يقول:
) إن السبب الرئيسي في ظهور الطائفية العنيفة في مجتمعاتنا يعود إلى الصراع على السلطة بين الأحزاب الدينية والجماعات السياسية المحلّية في الدول التي توجد فيها تعدّدية طائفية ومذهبيّة تدعمها دول اقليمية متصارعة على النفوذ في المنطقة.
( لقد عاش السنة والشيعة إخوانا في مجتمعاتهم وأوطانهم قروناً عديدة وسيبقون كذلك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكانوا يختلفون في قضايا تاريخية ودينية تبعاً لاختلاف الاجتهادات ولم يؤثر ذلك في علاقاتهم الأخوية وعيشهم المشترك لأنه لم يكن فيما بينهم صراع داخلي على السلطة والحكم.
( المطلوب من المرجعيات الدينية الشيعية الاجتماع لإصدار فتوى صريحة بتحريم الإساءة إلى الرموز الدينية تقطع الطريق على العاملين لزرع الفتنة والفرقة بين أبناء الأمّة الواحدة.
(نعتقد ان أمريكا وايران كسائر الدول التي تبحث عن مصالحها في المنطقة، ولا نستبعد حصول التقارب بينهما في مستقبل الأيام، ولا نرى ان السياسة الايرانية القائمة تخدم المصالح المشتركة بينها وبين الدول العربية وشعوب المنطقة، ولذلك فإننا نجدد دعوتنا إلى قيام الحوار الجاد بين القيادة الإيرانية وقيادة المملكة العربية السعودية لمنع زيادة الاحتقانات المذهبية في المنطقة وقطع الطريق على التدخلات الأجنبية فيها.
( لا شكّ أن بعث فكرة التقريب من جديد يسهم في تخفيف الاحتقان السنّي الشيعي ويحاصر ثقافة الفرقة والتّطرّف، ونحن اليوم بحاجة ماسة إلى تفعيل هذه الفكرة وتطويرها لتقوم بالدور الأكثر تأثيراً في ظلّ الخطاب الطائفي والمذهبي المتصاعد في مجتمعاتنا في هذه المرحلة التي تتطلّب بذل المزيد من الجهود الحثيثة لنشر ثقافة الاعتدال والوسطية ودرءاً لمفاسد الفرقة والنزاع.
تلك هي بعض الآراء الجريئة والمواقف الشجاعة للعلامة السيد علي الأمين، ومن الواجب نشر وتعزيز مثل هذا الفكر الوسطي المعتدل، الذي يعلي الوطن فوق الطائفة، ويكشف كل ألاعيب تجار الطوائف وسماسرة العمل الطائفي في كل منابرهم ووسائلهم.