السيد علي الامين حفظكم الله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
اتمنى ان تكون بخير و سدد الله خطاك
سيدي العزيز انا من القارئين لكتبكم و المتابعين لارائكم و كنت اريد ان افهم اذا لم تثبت الامامه السياسيه للامام علي عليه السلام و ثبتت فقط الامامه الدينيه له و لاولاده فما هي الاثار المترتبه على الايمان بامامتهم الدينيه و اعني بذلك و حسب اعتقادك هل نرجع في امور ديننا الى ائمة اهل البيت اولا ثم الصحابه ثانيا ؟ لانه في الحقيقه انا حصل عندي التباس في الموضوع , هل في رايك ان امامة الامام علي و اولاده , اقصد الامامه الدينيه , هي ثابته عندك ام لا , و هل انت معتقد بها ام لا ؟ و ماهي الادله التي تعتقد بها في ثبوت الولاية الدينيه للائمه ؟ و ما الواجب علينا نحن الذين نعتقد بولاية الائمه الدينيه اتجاههم ؟
اجيبونا يرحمكم الله و بادلتكم التي تعتقدون بها وو فقكم الله لما فيه خير المسلمين
ملاحظه , لقد ارسلت قبل فتره رساله استفسر فيها من سماحتكم عن موضوع الاراء و الفتاوي الغريبه الموجوده في كتب المسلمين السابقه و حتى بعض الكتب و الاراء الحديثه سواء في الكتب الشيعيه او السنيه فهل يصح التركيز فيها على كتب الشيعه و عدم التنبيه لما في كتب اهل السنه ؟ افلا ترى ان ما طرح في كتب الشيعه فقط هو ابتعاد عن الحياد و الموضوعيه ؟ بحيث ان المشاهد يعتقد ان مثل هذه الامور موجوده عند كتب الشيعه فقط
و شكرا لسماحتكم و اتمنى لكم الصحه و العافيه
* الأخ العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جواب سماحته:
( بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز محمد الزبيدي دام حفظه
إن الإمامة الدينية التي نعتقد بثبوتها لأئمة اهل البيت عليهم السلام تستدعي أن يتخذهم المسلمون قدوة في حياتهم وأدلّةً على أحكام الشريعة فهم مؤتمنون عليها ففي عصر المشافهة لهم والحضور معهم يجب على السامعين الأخذ بأقوالهم ورواياتهم لأنهم عن رسول الله (ص) يحدّثون وينقلون وهم الصّادقون وامّا بعد وفاتهم وغيبتهم فإن الروايات والأخبار المنقولة لنا عنهم فيجب أن نعرضها على كتاب الله وسنة رسول الله (ص) وهم قد طلبوا ذلك منّا فنأخذ عنهم بما وافق كتاب الله وسنّة نبيّه (ص) ونترك المخالف لهما وهذا هو المنهج الذي يجب اعتماده مع كل الأخبار والروايات التي تروي لنا سنة رسول الله (ص) سواء في ذلك الروايات المروية عن الأئمة الأطهار والصحابة الأخيار ويشمل هذا المنهج كل الكتب الدينية والآراء الفقهية المروية عن علماء السنة والشيعة فيجب أن نعرض تلك الإجتهادات والمنقولات على المصدرين الأساسين للشريعة الإسلامية وهما كتاب الله وسنة رسول الله (ص) .
ونحن نوافقك الرأي بأن الفتاوى الغريبة المخالفة للكتاب و السنة موجودة عند علماء من الفريقين السنة و الشيعة ويجب علينا أن نرفض تلك الفتاوى التكفيرية التي تزرع الفرقة و البغضاء بين المسلمين لأنها مخالفة لوحدة الأمة التي تعتبر مقصداً مهماً من مقاصد الشريعة التي عبّر عنها الكتاب المكريم والسنة النبوية في مواضع عديدة.
وفقنا الله وإياكم إلى منهج الحق و الصواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)