الخميس , أبريل 24 2025

مع هذا العالم الشيعي لا أمانع أن أكون شيعيا ! – مهند العيسى

أطروحات العالم الشيعي اللبناني السيد علي الأمين – وفقه الله – ، أطروحات جريئة و قوية تحتاجها الأمة الإسلاميًة بشدة في ظل تفرقها و تشتتها على فرق عديدة و أحزاب متناحرة ، فأطروحات السيد علي الأمين تحتاج إلى دراسة معمقة و معمقةٍ جداً ، لما سيكون لها أثر كبير في ردم الهوة – المفتعلة – بين المذاهب الإسلامية عموماً ، و بين المذهب السني و الشيعي خصوصاً .
و هنا أضع اقتباساً نصياً من أحد بحوث السيد علي الأمين ، الذي يبين عمق فهمه لبداية تاريخ الإسلام ، إذ يقول : ( لقد كان اعتماد الصحابة و منهم الخلفاء الراشدون على الكتاب و السنة ، و قد كانوا يختلفون ، و إلى بعضهم البعض يرجعون ، و كانت الآراء تتعدد فيما بينهم فيؤخذ بالأقرب إلى الكتاب و السنة ، و لم يصل هذا التعدد في الآراء درجة المذاهب ، بل بقيت تلك المرحلة و ما بعدها خالية من المذاهب ، فلم يكن لهم من دين سوى الإسلام ، و لم يكن لهم من مذهب سوى الإسلام ، فلم يكن مذهب علي ابن أبي طالب جعفرياً و شيعياً ، و لم يكن مذهب عمر بن الخطاب سنياً ، كما لم يكن الخليفة أبو بكر مالكياً ، و لا السيدة عائشة أم المؤمنين حنفية أو حنبلية ، و هكذا ، فلم يكن لسائر الصحابة و الخلفاء من مذهب سوى الإسلام و فقط ، بدون أي قيد آخر ، وقد كان الجواب عند السؤال من الشخص عن دينه أنه الإسلام ، وأنه مسلم لا غير ، بدون أي قيد من القيود المذهبية ) انتهى كلامه .
المصدر: هنا الرابط

و من هنا يزول عجبك عن عنوان مقالتي هذه ، لأن ما خطته أنامل السيد علي الأمين في بحثه هذا ، لا يعدو كونه هو ما يدعو له السنة المعتدلون ، و هم الغالب بحسب رؤيتي العامة لواقع السنة ، و لا يعدوا هذا الخطاب أيضاً كونه هو الحبل المتين و الطريق القويم لتوحيد الأمة الإسلاميّة ، و الابتعاد بها عن التخلف و الجمود ، و الانطلاق بها لقيادة الأمم إلى الإصلاح الشامل لهذا العالم المليء بالماديات ، و المفتقر من الروحانيات الإيمانية .

شارك المعرفة وانشر