جريدة الأنباء الكويتية – بيروت ـ زينة طبارة – مقابلة مع العلامة السيد علي الأمين
هل فعلا أن الطائفة الشيعية الكريمة في لبنان أصبحت رهينة القرار الايراني وبتصرف الولي الفقيه؟
– القرار الرسمي للطائفة الشيعية في لبنان سيطر عليه في السنوات الماضية حتى اليوم _حزب الله وحركة أمل) وحصلوا من خلال الإستقواء بالسلاح على وكالة حصرية من الدولة اللبنانية بتمثيل الطائفة في كل دوائر الدولة ومؤسساتها وانحصرت كل الخدمات للطائفة الشيعية بأصحاب الوكالة الحصرية بما في ذلك المساعدات العربية التي جاءت إلى لبنان بعد عدوان تموز 2006- ونتيجة لإرتباط الحزبين(حزب الله وحركة امل ) بالسياسة الإيرانية في لبنان والمنطقة أصبح قرار الطائفة الشيعية في لبنان تابعاً للرؤية الإيرانية وإن كان معظم أبناء الطائفة الشيعية لا يؤمنون بولاية الفقيه السياسية.
ماذا ينتظر الصوت الشيعي الوطني في لبنان كي يعلو ويحطم القيود المفروضة عليه من "حزب الله" و "حركة أمل" ؟ وهل سنشهد ربيعاً شيعياً على غرار الربيع العربي؟
– الصوت الشيعي الآخر الرافض لسياسة حزب الله وحركة أمل كان موجوداً منذ البداية ونحن كنا ندعو إلى قيام الدولة اللبنانية وصعود الجيش اللبناني إلى الجنوب ورفض التدخل الخارجي الإيراني وغيره منذ ثمانينات القرن الماضي ولكن الدولة اللبنانية لم تحتضن الرأي الاخر المدافع عنها والمطالب بها وهذا كان مطلب عموم الطائفة الشيعية اللبنانية وما زال وقد بدأت الطائفة تشعر بخطورة السياسة التي يعتمدها الثنائي الشيعي (حزب الله وحركة امل) وبدأت تظهر أصوات جديدة داعية إلى الإصلاح وتغيير هذه السياسة التي أضرت باللبنانيين عموماً وبالطائفة خصوصاً في وطنها لبنان وفي محيطها العربي عموماً.
"حزب الله " استطلع الاراضي الفلسطينية المحتلة بطائرة دون طيار (طائرة أيوب) . ماذا يعني لكم هذا العمل المتقدم على مستوى المواجهة مع اسرائيل ؟ ومن برأيكم يقف تقنيا وراء تحليق الطائرة "حزب الله" أم الحرس الثوري الإيراني؟
– إن إرسال طائرة استطلاع بدون طيار إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة كشف عن أن حزب الله ما زال مصراً على بناء قوته العسكرية خارج الدولة اللبنانية وهي سوف تؤدي إلى مرحلة جديدة من الصراع في المنطقة خصوصاً على الأراضي اللبنانية وهي استدراج لعروض حرب جديدة يغيب عنها عصر التكافؤ بين القوات المتقاتلة وتجعل من لبنان وحده يدفع ثمن الحرب وعبء الصراع العربي الإسرائيلي الذي اتسعت دائرته ليشمل إيران ايضاً.
ولا نعتقد أن هذه الطائرة ستغير موازين القوى في المنطقة ولذلك فإن المطلوب هو انضمام هذا السلاح الجديد وغيره إلى منظومة الدفاع في الدولة اللبنانية ليكون تحت إمرتها وضمن مؤسساتها العسكرية.
وأما السؤال عن الجهة التي أطلقت هذه الطائرة فإن السيد نصرالله قد كشف عن إنها صناعة إيرانية ومن المعروف في بلاد العالم أن السلاح المصنوع في بلدٍ يحتاج إلى خبرة بلد التصنيع.
الجيش السوري الحر يؤكد مقتل 60 عنصر حزب الله في حمص وأسر 13 آخرين بينما الحزب ينفي . ما هي قراءتك للموضوع؟
– لا نعرف مدى صحة أخبار النفي والإثبات ونحن في كل الأحوال قد عبرنا عن رفضنا لدخول حزب الله وغيره في الأحداث الجارية في سوريا وقلنا أن ساحة الجهاد لشعبنا هي في بناء وطننا ودولتنا وفي الحفاظ على وحدتنا الوطنية والعيش المشترك .وعندما يكون الصراع بين الأشقاء فإن موقفنا يجب أن يكون في السعي إلى الإصلاح ووقف سفك الدماء وما قاله السيد نصر الله عن وجود لبنانيين داخل قرى سورية لا يبرر القتال في تلك القرى بين اللبنانيين والسوريين لأن حماية تلك القرى وساكنيها هو من واجبات النظام السوري.
كيف تقرأ مواقف الرئيس سليمان الأخيرة من السلاح والطائرة وهل هي مواقف تعبر عن رؤيتكم وتوجهاتكم؟
– نحن موقفنا واضح من السلاح وهو المطالبة بانضمامه إلى الجيش اللبناني المكلف وحده بحماية الأراضي اللبنانية من الإعتداءات الخارجية وانضمام المقاومة إلى الجيش تعطيه القدرة الأكثر على مواجهة الاعتداءات المحتملة من العدو الإسرائيلي وبذلك تتعزز وحدتنا الداخلية وينصرف الجميع إلى بناء دولة المؤسسات والقانون ونحن نؤيد فخامة رئيس الجمهورية بالسعي إلى هذه الأهداف وإعلانه عن أن هذا السلاح الجديد يجب أن يكون في خدمة الدفاع الوطني وليس لأهداف خارجية.
الأربعاء 17 أكتوبر 2012 الأنباء