* تراجع مشروع الإمام الصّدر * الرئيس بري وحماية الجنوب
*عجز الدولة وأجهزتها * قوات الطوارئ فرق سياحية
* مشروعنا الدولة قبل ولادة 14 آذار
* المجلس الشيعي الغائب الأكبر* القرار الإتهامي ليس ضدّ الطائفة الشيعية
* موقفنا واجب ديني ووطني *سوريا والإصلاح *الهلال الشيعي ومستقبل إيران
في مقابلة مع إذاعة صوت لبنان قال العلامة الأمين جواباً على سؤال أين الشيعة اليوم من المشروع الذي طرحه الإمام الصدر :
ـ لقد كان مشروع الإمام الصدر مرتكزاً على الدعوة إلى قيام الدولة اللبنانية وعلى ارتباط الطائفة الشيعية بوطنهم لبنان الذي عبر عنه بالوطن النهائي لجميع أبنائه من مختلف الطوائف اللبنانية وقد ظهرت هذه النظرة من خلال أدبياته السياسية والدينية ومواقفه وهذه النظرة آمن بها اللبنانيون الشيعة منذ قيام الكيان اللبناني والإمام الصدر أكد عليها ورسخها في الأذهان .
وقد تراجعت هذه النظرة كثيراً بعد تغييبه من خلال عدم استمرار الوارثين لنهجه في الدعوة إلى قيام الدولة اللبنانية التي كان عنوانها في زمن الإمام الصدر المطالبة بصعود الجيش اللبناني إلى الجنوب في زمن التنظيمات الفلسطينية المسيطرة عليه في حينه .وقد تخلى الوارثون له عن المطالبة بمشروع الدولة اللبنانية وصعود الجيش لبسط سلطته وقد رفضوا لسنوات طويلة منذ تسعينات القرن الماضي أن تبسط الدولة سلطتها عبر الجيش اللبناني ولا يزالون حتى اليوم يمنعون من قيام الدولة بسط سلطتها الكاملة في الجنوب وغيره من المناطق الخاضعة لهيمنتهم .
ـ وجوابا على القول أن الرئيس بري اعتبر بأن المقاومة هي التي كانت تحمي المواطنين والجنوب في ظل غياب الدولة .
قال العلامة الأمين : فليسمح لنا الرئيس بري فنحن كنا في الجنوب وعشنا مع أهلنا في ظل الإعتداءات الإسرائيلية على القرى والمدن ورأينا المعاناة والمصائب التي حلت بأهلنا الذين دمرت قراهم وبيوتهم وهجروا من أرضهم وسكنوا في المدارس والحدائق العامة وكان الكثير من القيادات يعيشون في قصورهم بعيدين عن الحرب وويلاتها وكانت تلك القيادات تذهب إلى الجنوب بعد انتهاء الحرب ..وليقل لنا الرئيس بري كيف حمى الجنوبيين عندما تهجر منهم مليون نسمة في حرب تموز .. نحن نرى أن الحماية الحقيقية للجنوب وللوطن كله لا تكون إلا من خلال الدولة اللبنانية التي تقوم بمسؤولياتها بدون عوائق ومجاملات .
نحن لا ننكر بأن المقاومة كان لها دور هام في الصمود والتصدي للعدوان وأنها قدمت الكثير من التضحيات ولا تزال على استعداد ولكن لا نرى أن ذلك يغني عن قيام الدولة اللبنانية التي يطمئن جميع اللبنانيين لحمايتها ومرجعيتها ولا يغني ذلك عن انضمام المقاومة نفسها إلى الدولة اللبنانية أيضاً .
ورداً على سؤال عن دور الجيش اللبناني قال : العلامة الأمين :
إن الجيش اللبناني لم يتمكن أن يحمي المواطنين لأنه ممنوع عليه أن يقوم بدوره في بسط السلطة الكاملة للدولة في مناطق تواجد قوى الأمر الواقع منذ التسعينات خلافاً لإتفاق الطائف .
وقال العلامة الامين: إن ما يمنع حصول الحرب في الجنوب ويحمي المواطنين هو قيام الدولة بكامل واجباتها وصيرروتها المسؤول الوحيد عن أرضها وشعبها وليس السبب في الهدوء الحاصل في الجنوب اليوم هو القرار 1701 لأن قوات الطوارىء الدولية تحولت من قوات لدعم بسط سلطة الدولة اللبنانية إلى فرق سياحية لا فاعلية لها .
وأيضا ليس السبب في الهدوء الذي نراه في الجنوب اليوم هو المعادلة الثلاثية الجيش والشعب والمقاومة .إن السبب بكل بساطة يعود إلى توقف العمليات الحربية وتبقى ساحة الجنوب مفتوحة على احتمالات الحرب في كل يوم ما دامت الدولة اللبنانية ليست هي من يمسك بقرار السلم والحرب على أرضها وقد ظهر فشل هذه المعادلة إبان حرب تموز وما حصل بعدها من أحداث لم تتمكن فيها الدولة من حماية المواطن المخالف بالرأي لقوى الأمر الواقع كما حصل في السابع من أيار في بيروت وغيرها كما حصل معنا في مدينة صور ومع غيرنا في مناطق عديدة .
ـ وعن تصنيف المستقلين الشيعة بأنهم من قوى 14 آذار قال العلامة الأمين :
نحن كانت دعوتنا إلى قيام الدولة اللبنانية وصعود الجيش اللبناني إلى الجنوب منذ ثمانينات القرن الماضي وهذا ما كنا ندعو إليه قبل ولادة 14 آذار في عام 2005 ولازلنا من المطالبين بذلك على الرغم من أن الدولة اللبنانية لا تقف مع من يدافع عن مشروعها وسيادتها ولكنها تقف مع من يشهر السلاح بوجهها بل تعطيه المكافآت في مواقعها ومناصبها وكل خدماتها .
ونحن التقينا مع 14 آذار في مشروع الدولة الذي رفعوه شعاراً لهم ولكنهم مع الأسف لم يحققوا الآمال المعقودة عليهم في قيام الدولة وبناء مؤسساتها ودخلوا مع القوى التي تعيق قيام الدولة بالمحاصصات وإعطاء الوكالات الحصرية في تمثيل الطوائف والمناطق .
ـ وعن المجلس الشيعي وانتهاء مدة هيئاته القانونية قال العلامة الأمين :
لا علاقة لي بالمجلس الشيعي ولا أعرف شيئاً عن أخباره الداخلية وهو ما دام مطيعاً لقوى الأمر الواقع وتابعاً لآرائهم فإن ذلك يغنيه عن كل القوانين ومخالفتها لأن رئيس السلطة التشريعية يشكل له الغطاء وهو فوق القوانين ! وأما على المستوى السياسي والديني والثقافي فالمجلس الشيعي أصبح الغائب الأكبر في ظل هيمنة القوى الحزبية عليه .
وعن قانونية عزله من إفتاء صور قال العلامة الأمين: لا علاقة لما جرى بالقوانين خصوصاً وأن مؤسسة المجلس كما قلنا أصبحت خاضعة للقوى السياسية التي عارضناها بالكلمة والموقف فواجهتنا بالسلاح وأخرجتنا من دار الإفتاء الجعفري في صور بالقوة بمرأى ومسمع من أجهزة الدولة العاجزة عن مخالفة قوى الأمر الواقع ولا زلنا حتى اليوم في بيروت منذ أحداث السابع من أيار ولم تتمكن السلطات القضائية وغيرها من أن تعيد لنا كتابا واحداً من مكتبتنا ولا غرضاً من أغراضنا الشخصية التي كانت موجودة في دار الإفتاء الجعفري الذي كنا نسكنه بعد تدمير منزلنا في صور أثناء حرب تموز .
ـ وعن القرار الإتهامي : قال العلامة السيد علي الأمين :
ليس موجهاً ضد الطائفة الشيعية وإنما هو ضد أشخاص كما قال الرئيس الحريري وغيره من المسؤولين وهو لا يزال في إطار الظن الذي لا يغني من الحق شيئاً ولا يجوز التعاطي مع القرار و كأنه حقيقة قائمة . ونحن من خلال تواصلنا مع أبناء الطائفة الشيعية لم نشعر منهم بأن الطائفة مستهدفة والطائفة هي جزء كبير من الشعب اللبناني لا يمكن اختزالها بأشخاص أو أحزاب على الرغم من حضور تلك الأحزاب لتوفر كل الإمكانات من مال وسلاح لديها بما في ذلك إمكانات الدولة المحصورة بها من وظائف وخدمات
ـ وقال : لست نادماً على مواقفي التي كنت أعلم مسبقاً بأن أثمانها باهظة ولكنني مرتاح الضمير لأخذها لأنني انطلقت فيها من واجبي الوطني في الدفاع عن أهلي وبلدي ومن واجبي الديني في قول كلمة الحق التي رأيت فيها مصلحة للشعب والوطن دون اعتبار للمناصب والوظائف وإن كان هناك من شيء في النفس فليس سوى العتب على الذين وقفنا معهم في خندق الدفاع عن الدولة ومؤسساتها ولم يكونوا بمستوى الآمال ولعلهم كانوا معذورين !!
ـ وعن الأوضاع في سوريا قال الأمين :
يؤلمنا كثيراً ما نسمعه ونشاهده من أحداث في سوريا وكان ينبغي أن لا تصل الأمور إلى هذا الحد من التصعيد وسفك الدماء خصوصاً وأنه كان بالإمكان معالجتها بدون الذهاب إلى الخيارات الأمنية والعسكرية ونأمل أن تبقى الفرصة قائمة للإصلاح وتعديل الأمور . ونحن لا نرى أن مصير الطائفة الشيعية مرتبط بتلك الأحداث ونتائجها والذي سوف يتأثر بالمتغيرات إن حصلت أولئك الأشخاص وأحزابهم التي لم تؤيد الإصلاحات التي طالب بها الشعب السوري . ولا أرى أن إحراق العلم الإيراني أو علم حزب الله في المظاهرات السورية هو منطق طائفي بل هو ردَ على السياسة الإيرانية التي تستنكر قتيلاً يسقط في البحرين ولا تستنكر ما يحصل في سوريا لأن القتيل بغير حق يجب أن يكون مستنكراً بأي مكان .
ـ وعن الهلال الشيعي قال العلامة الأمين :
لا أعتقد بأن هناك هلالاً شيعياً في المنطقة ولعل الترويج لمثل هذا يهدف إلى المزيد من الإحتقانات المذهبية والطائفية في المنطقة وفي داخل تلك الدول نفسها لأن إيران ليست كلها شيعية ولا العراق كله شيعي وكذلك سوريا ليست كلها شيعية أو علوية والمطالب كما رأيناها وسمعناها هي مطالب شعبية ووطنية لا تخص طائفةً ولا مذهباً ولا منطقة خاصة .
ـ وعن مستقبل إيران في المنطقة : قال العلامة الأمين :
إن المطلوب أن تعيد إيران النظر في سياستها في المنطقة خصوصاً في الخليج العربي الذي يعتبر بوابة إيران إلى العالمين العربي والإسلامي فليس من مصلحتها أن تربح إيران بعض الجماعات في البحرين وتخسر علاقتها مع العالم العربي والإسلامي ونحن نرى أن المصلحة لإيران ودول الخليج في قيام أحسن العلاقات فيما بينهم لأن ذلك هو الطبيعي بين الدول التي تجمعها روابط الدين والتاريخ والجوار وبذلك تقطع الطريق على النافخين في أبواق المذهبية والطائفية في منطقتنا وتمنع من التدخلات الأجنبية في شؤوننا.
*صوت لبنان – لقاء الأحد – تقديم واعداد جيزيل خوري
* جريدة اللواء http://aliwaa.com/default.aspx?NewsID=238972
* جريدة المستقبل http://almustaqbal.com/storiesv4.aspx?storyid=484347
*مقابلة شاملة مع سماحة العلاّمة الأمين – صوت لبنان 93.3 – برنامج لقاء الأحد 06 / 09 / 2011