العلاّمة السيد علي الأمين:
ما الذي صنعوه لهذا الشعب سوى الوعود التي لا نرى لها تحققاً على الأرض؟
يصعدون إلى المنابر، ونحن اخترناهم وانتخبناهم لينتقدوا حكومة هم ألفوها وهم يشكلون أجزاء منها.
يصعد النائب إلى المنبر ويبتدئ بانتقاد الحكومة، نسأله: أليس انت الذي أعطيت الثقة للحكومة؟! فيجيب : نعم!. أليس أنت الذي شكلت الحكومة؟! فيجيب: نعم!
أليس انتم الذين وافقتم على برامج الحكومة؟! فيجيب: نعم!.
إذن لماذا تشتكون لنا؟! نحن اخترناكم من أجل أن تكونوا أصواتاً لنا هناك ( في المجلس النيابي) وليس أصواتاً في منابر الحسينيات والمساجد.وكأنه ما ينقص النواب إلا أن يصلوا على الميت بعد !يأتون ويعزون ويسبقون الناس على التعازي، ماذا نريد من تعزيتك؟ أريد أن تحقق لنا قضايا، إنجازاتك لهذا الشعب ما هي؟ ماذا حققت لهم؟ أما انتقاد على الحكومة وانت جزء منها وتمثلها؟!وشعبنا عندما يصعد النائب وينتقد الحكومة يقول له صلوات!
هؤلاء يجب ان نحاسبهم لا أن نرمي لهم الصلوات، هؤلاء يجب أن يحاسبوا، ويجب أن يراقبوا ، ويجب أن يطالبوا، والوعي هو الذي يدفعنا إلى هذا الشيء، اما أن نقول له “صلوات” بلا مبرر فمعناه ليس عندنا وعي ومعناه ان الغوغاء هي التي لا تزال تقودنا.
نامي جياع الشعب نامي
حرستك آلهة الطعام
نامي فإن لم تشبعي
من يقظة فمن المنام
ولذلك إذا أرادوا ان يسكتوا الشعب، فإنهم يدخلون الأحزاب في السلطة، دعاة الإصلاح والتغيير يدخلونهم في السلطة، والأحزاب ممسكة بالشعب، فكيف سيتحرك الشعب؟
نامت جماهير شعبي عن مطالبها
فاستفحل الشر والإفساد في البلدِ
صر نائباً مرة للشعب في بلدي
تكسب معاشاً طويل العمر والأمدِ
يعتبرون إذا حلت مشاكلهم فقد حلت مشاكل الشعب! كما يقول المثل( شربت “حنجولة”، ردّوا العجّال)!! وإذا وجد شعب لا يتحرك ، فهنيئاً لهم!
ولكن المشكلة أنه على الأقل وصل هؤلاء إلى السلطة بشعار الإصلاح والتغيير، أين الإصلاح والتغيير؟ منذ سنة 92 وأنتم دعاة إصلاح وتغيير:
أين هي التشريعات التي تساوي بين حاكم ومحكوم على الأقل؟ أين هي؟ تشريعات على الورق على الأقل.
أين هو الضمان الذي يطال كل الشعب؟ فترى النائب مضمون وابنه يعلمه في احسن الجامعات ولكن أنتم فارتاحوا أيها الشعب!
لماذا يا اخي لا يكون التعليم مجانياً للجميع؟
لماذا هذه المنح المدرسية التي تعطى إلى النواب والوزراء وكبار الموظفين وهذا الفقير الذي يزرع نبتة التبغ ليس له منحة مدرسية؟ أحتى ذاك يعلم ابنه في أرقى الجامعات وهذا يعلمه الحراثة والفلاحة؟
من هو الذي سيطالب بهذه الحقوق؟! أليس نوابنا المحترمون؟! أين هم يا أخي؟
أين هي التشريعات كما يقولون؟
على الأقل ساووا لنا بين حاكم ومحكوم: ( ولا تكونن عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أُكُلَهم، فإنهم صنفان: إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق – الإمام علي عليه السلام).
الجنوب – لبنان – 2005