أخبار الخليج
برعاية وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف تبدأ اليوم فعاليات منتدى «وثيقة المدينة: عقد المواطنة الأول»، الذي تنظمه إدارة الشؤون الدينية بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، وذلك في تمام الساعة التاسعة صباحًا بقاعة أوال بفندق الخليج، بمشاركة عدد من أصحاب الفضيلة العلماء والدعاة والمتخصصين من داخل المملكة وخارجها.
صرَّح بذلك وكيل الوزارة للشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور فريد بن يعقوب المفتاح، وقال: من المقرر أن يبدأ المنتدى بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم للقارئ علي صلاح عمر، بعدها سيلقي الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف كلمة الوزارة، ثم تنعقد الجلسة الأولى للمنتدى بمشاركة سماحة العلامة السيد علي الأمين المرجع اللبناني عضو مجلس حكماء المسلمين، وفضيلة الأستاذ الدكتور محمد عبدالغفار الشريف أستاذ الفقه وأصوله بكلية الشريعة بجامعة الكويت، وفضيلة الأستاذ الدكتور قيس بن محمد آل مبارك أستاذ الفقه المشارك بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فيصل بالمملكة العربية السعودية وعضو هيئة كبار العلماء بالمحكمة سابقًا، فيما سيشارك في الجلسة الثانية كل من: فضيلة الشيخ عدنان عبدالله القطان رئيس الدائرة الشرعية بمحكمة التمييز، والدكتور مال الله الحمادي المستشار القانوني والأكاديمي، وسماحة الشيخ محمد حسن عبدالمهدي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.
وقال: إن وثيقة المدينة تضمنت في اثنتين وخمسين مادة تشريعية حقوق المسلمين فيما بينهم، وحقوق غير المسلمين، وطريقة التعامل سلمًا وحربًا، وأصول وقواعد الاختلاف إن حدثت، وضمانات كل طرف من الأطراف الموقعة على الصحيفة، وكذلك ما على كل طرف من استحقاقات وواجبات ومسؤوليات، كما تضمنت الصحيفة شروطًا جزائية على من يخالف بنودها، ويتنكر بعد توقيعه عليها، حفاظًا على وحدة المجتمع وأمنه وتماسكه وتعايشه.
وأوضح وكيل الشؤون الإسلامية أن صحيفة المدينة أسست للمجتمع المدني أو للدولة المدينة -كما في التعبير الحديث- التي يعيش في ظلها تنوع بشري متعدد الديانات والثقافات والمذاهب والأعراق، وأرست الصحيفة قواعد دولة المواطنة، التي يستظل بظلها كل من يعيش على أرضها، بغض النظر عن دينه وثقافته وعرقه ومذهبه، حيث جاء أول بنود الصحيفة: «أنهم أمة واحدة من دون الناس»، كما أسست صحيفة المدينة لجعل العُرف الذي لا يخالف الشرع أساسًا فيما تكون عليه المعاملات والعلاقات بين الناس، ومرجعًا عند عدم وجود نص شرعي يُرجع إليه، حيث ذُيلت بنود الصحيفة بهذه العبارة: «كل طائفة تفدي عانيها بالمعروف، والقسط بين المؤمنين وغيرهم»، مشيرًا إلى أن صحيفة المدينة أرست ميزان العدل أساسًا في الحكم بين الناس في ظل الإسلام، كما أقامت أسس المساواة بين الناس -كما في تعبيرنا الحديث- وأسست لتعايش سلمي بين المسلمين وبين غيرهم من أتباع الديانات الذين كانوا يعيشون في مجتمع المسلمين، فجاءت الصحيفة لتحافظ على حقوقهم وتنصر ضعيفهم.