ولادة المذاهب
س-ترددون دائماً بأن «المذاهب ليست قدراً لا يمكن تجاوزه»، كيف يمكن تجاوزها؟
العلامة السيد علي الأمين:
-المذاهب هي عبارة عن اجتهادات وآراء وأفكار، كيف نشأت هذه المذاهب؟ لم تكن في صميم الدين، لأن الدين هو واحد في الرسالات السماوية المختلفة. لكن عندما يأتي بعضهم في مرحلة متأخرة ليفهم هذا الدين، بعد أن ابتعد عن عصر النص الديني، تبدأ هناك أفكار واجتهادات في فهم النصّ الديني يتبناها بعض العلماء والكبار، وعندئذ يصبح لهم أشياع وأتباع في آرائهم وأفكارهم وعلى مرّ الزمن تنشأ المذاهب. والدليل أن عصر المذاهب في الإسلام جاء متأخراً في القرن الثاني والثالث ليكتمل في القرن الرابع الهجري،فلم يكن في القرن الأول من مذهب سوى الإسلام،ولذلك فإن المذاهب لم تكن موجودة في الأصل،وهذا يعني أنها ليست قدراً لا يمكن تجاوزه، ويمكن أن نصل في مرحلة من المراحل الى القول إننا مسلمون من دون مذاهب، لأن الاسلام الذي جاء به النبي محمد بن عبدالله كان إسلاماً واحداً، وهذه المذاهب عبارة عن اجتهادات لفقهاء وليس من الضروري أن تتعدد المذاهب بتعدّد الاجتهادات، كما في تعدد الإجتهادات داخل المذهب الواحد،لأن الأمة هي أمة واحدة لا تفرّق بينها تلك الآراء وتبقى مجتمعة تحت راية الدّين الواحد.
س-كيف السبيل للوصول الى هذه المرحلة؟
العلامة السيد علي الأمين:
بعد ذلك، ينطلق المتخرجون من هذه الجامعة الى أوطانهم وشعوبهم ليبشّروا بذلك، كذلك نحتاج الى بعض وسائل الإعلام،لا سيما الفضائيات،لنشر الوعي عند عموم المسلمين ولمنع استغلال هذا الاختلاف في مشاريع التطرف والارهاب والسياسة…
__________جريدة الجريدة- العدد 399 – 02/09/2008
بيروت -ليال أبورحال-