الجمعة , مارس 29 2024
اميل امين

العلامة الأمين ومقام كايسيد المكين – إميل أمين

العلامة الأمين ومقام كايسيد المكين

كتب إميل أمين – المراقب

عُرف المرجع الديني ،العلامة اللبناني السيد علي الأمين ، بحكمته العالية ، ورؤاه الغالية ، وعاش حياته ممثلا للوسطية ، وساعيا في طريق التعايش الإنساني ، والتلاقي الوجداني بين أبناء الأديان والحضارات المختلفة .
في الأيام القليلة المنصرمة ، استضافت قناة العربية ، وعبر برنامج سؤال مباشر ، سماحة السيد علي الأمين ، وقد تطرق الحوار لقضايا متعددة ، نشر من خلالها أراؤه ذات الملمس والملمح الحضاري .
توقف العلامة السيد علي الأمين عبر الحوار ، مع مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ،”كايسيد “، وكان قد أستضاف سماحته في مقره ببيروت أعضاء منصة المركز ، والتي تضم ممثلين من كافة التوجهات الدينية والفكرية .
أثنى العلامة الأمين على ما يقوم به كايسيد ، معتبرة إياها مجموعة يجمعها حب الله سبحانه وتعالى أول الأمر ، ومن خلال فيوض هذا الحب الروحي ، تنطلق مسيرتها ، تلك التي وصفها بالمباركة .
يعتبر العلامة الأمين أن كايسيد كان سباق دائما في طريق صياغة رؤية عصرانية تجمع أهل الديانات والحوارات والثقافات ، فضلا عن القيادات الدينية ، وتفعيل الدعوة الخالصة من أجل بشرية أكثر إنسانوية ، تعظم من طريق الوفاق ، وتقلل من مساحات الإفتراق ، سيما في عالم يموج بالعنصريات وصحوة القوميات الضارة .
في حواره الراقي ، لفت العلامة الأمين إلى أن نموذج كايسيد بات قيمة عالية وغالية ، يقتدى به في المنتديات الدولية ، وفي الكثير من الدول التي أعتمدت نهجه ، بما يغني ثقافة الحوار والتواصل، ويعزز وشائج المحبة والتلاقي ، لا سيما أن القائمين على كايسيد يبرعون ويبدعون ، يوما تلو الأخر ، في بلورة برامج حياتية ، تنقل أفكار التسامح والتصالح ، من برجها العاجي الفلسفي ، إلى واقعها المعاش على الأرض ، وبخاصة بين الشباب والأجيال الصاعدة .
الذين تابعوا برنامج سؤال مباشر ، على شاشة قناة العربية ، وقر لديهم شعور بمدى الفخر والإعتزاز الذي ابداه العلامة الأمين تجاه كايسيد ، وبصورة خاصة حين قال :” إن الإجتماع مع أعضاء تلك المنصة الإنسانية ، على إختلاف مذاهبهم وأديانهم وثقافاتهم ، ذكرني بالحديث الشريف :” المتحابون في الله على منابر من نور يوم القيامة “.
جاءت تصريحات العلامة الأمين ، لتؤكد رؤيته ومسيرته الإنسانية من جهة ، ولتعزز الإيمان بقدرات كايسيد على تغيير الأوضاع وتبديل الطباع في عالم قلق ومضطرب .
كثيرا ما نادى السيد العلامة بأن خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي هما ضدان لا يجتمعان ، فلا يمكننا الوصول إلى تعزيز التعايش السلمي بين الأمم والشعوب الإ بمواجهة خطاب الكراهية بوصفه مصدرا من المصادر التي تصنع الإرهاب الذي يسعى لتدمير العلاقات السلمية في المجتمعات البشرية ، وقد بات من المعروف أن خطاب الكراهية ، والذي يعني كل عبارة تؤيد التحريض على العدوانية والعنف بين الناس والتمييز بينهم وكل ما يتعارض مع إحترام حقوق الأخرين ، ناهيك عن قيم التعاون والتفاهم والحوار والعيش بسلام وعدالة ، هو مصدر من مصادر ثقافة التطرف والإرهاب ، وهو مما يجب علينا العمل على مواجهته بنشر ثقافة تدعو إلى الأخوة الإنسانية والتلاقي ، تنشر الإعتدال وتعزيز السلم بين البشر .
عبر عقد من الزمن ، هو عمر مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي ، للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ، والجهود التي يبذلها القائمون على المركز من أجل تعظيم حالة الحوار حول العالم ، بات مشهود له من القاصي والداني ، سيما وأن المركز يسعى إلى إدارة التنوع ، وقبول التعددية والعيش في ظل المواطنة المشتركة ، كما يعزز من أواصر التعاون والتفاهم ، ومد جسور التواصل بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات العالمية ، والتوكيد على قيم الأمن والسلام في العالم .
كلمات العلامة الأمين على شاشة قناة العربية ، أعادت إلى الأذهان جهود كايسيد التي نبهت ولا تزال لأزمات الهوية الدينية والطائفية ، عربيا وعالميا ، والتي تستخدم لتبرير العنف ، ورفع منسوب الكراهية ، كما وضحت ومن جديد أن الحوار والجوار ، هما الحل الأمثل لمواجهة موجات الإقصاء والإبعاد ، العزل والنفي ، وجميعها تقود في نهاية المشهد ، لجهة واحدة ..تعزيز الصدام ومن ثم قيام الحروب .
عمل كايسيد ، ويظل يعمل ، على إذكاء الوعي العام بضرورة مكافحة خطاب الكراهية ضد أي رمز من الرموز الدينية في المجتمع العربي أو العالمي .
وبالقدر نفسه بذلت الجهود بشأن إيجاد حلول فاعلة لخطاب الكراهية والتعامل مع مواقع التواصل بطريقة أكثر حذرا ، ومعرفة الطرائق الصحيحة في إستخدامها ، بدلا من الحلول والمسكنات المؤقتة التي لا تفيد في الحال أو الإستقبال .
كلمات العلامة الأمين عن كايسيد كنموذج يجمع البشر في حب الله ، ومنه ينطلقون في زوايا الأرض الأربع ، يسعون لتعزيز الخير العام ، وتضميد جراحات الإختلافات ، جاءت في توقيت مهم وقيم ، حيث العالم يعاني من مخاوف المواجهات الكونية الكبرى .
هل من خلاصة ؟
الحوار والجوار والتعايش الإنساني الذي يقدمه كايسيد هو الحل .