الخميس , مارس 28 2024

العلاّمة السيد علي الأمين: نجاح الدعوة إلى الوحدة والحوار يكمن في إعادة الإعتبار لمرجعية الدّولة ومكانتها

حاضر بدعوة من “روّاد الكشّاف المسلم”

العلاّمة السيد علي الأمين

: نجاح الدعوة إلى الوحدة يكمن
في إعادة الاعتبار لمرجعيّة الدولة ومكانتها

المستقبل – السبت 24 آذار 2007 – العدد 2567 – شؤون لبنانية – صفحة 6

ر.ي

شدّد مفتي صور وجبل عامل العلاّمة السيّد علي الأمين على “انّ سبل النجاح في الدعوة إلى الوحدة والمطالبة بها تكمن في إعادة الاعتبار لمرجعيّة الدولة ومكانتها”، مشيراً إلى ان تحقيق ذلك “يستوجب إجراء جملة من التغييرات على صعد السياسات الإدارية، والمناهج التعليميّة والبرامج التربويّة، وقوانين تشكيل الأحزاب السياسيّة”.
كلام الأمين جاء أمس، في محاضرة ألقاها في لقاء نظمته “جمعية روّاد الكشّاف المسلم” في لبنان، في اوديتوريوم حسانة فتح الله الداعوق، بحضور مدير الشؤون القانونية في رئاسة مجلس الوزراء عثمان دلول ممثلاً رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، ومفتي صور ومنطقتها الشيخ محمد دالي بلطة ممثلاً مفتي الجمهورية، وعضو كتلة “المستقبل” النيابيّة النائب محمد قباني ممثلاً رئيس الكتلة، والأمين العام لـ”جمعية روّاد الكشّاف المسلم” يوسف دندن وأعضاء الأمانة العامة ووجوه اجتماعية وثقافية.
افتتح اللقاء القارئ الشيخ محمد البيلي ابراهيم بتلاوة آيات من القرآن الكريم، مهداة إلى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
وقدم المحاضر قاضي الشرع الشيخ مصطفى شحادة، ثم تحدث الأمين عن “التحدّيات الخطيرة التي تواجه لبنان والمنطقة”، مشيراً إلى “ضرورة التسلح بمزيد من الوعي واليقظة والاستعداد لمواجهة التحدّيات الخطيرة وتجنّب أخطارها، وأولى هذه الخطوات هي التمسّك بالوحدة الوطنيّة ومكوّناتها الأساسيّة التي قامت عليها عند تأسيس الكيان اللبناني واستقلاله، والمتمثلة بالعيش المشترك، ونظام الدولة الواحدة التي تشكل المرجعية الوحيدة في الفصل في الخلافات واتخاذ القرارات”.
وأكد انه “لا يمكن إيجاد وحدة داخل المجتمع المتعدّد من خلال شكل واحد لطرف خاص أو جماعة خاصة، وإنما من خلال الدولة التي تشكل الجامع بين كل الصيغ مهما تعدّدت الآراء”.
وأشار إلى “ان الدولة الناظمة تجعل الوحدة قائمة وناجزة بين مختلف الأعراق والجماعات والطوائف والأديان”.
وطرح أمثلة في هذا الاطار من التاريخ العربي والإسلامي ومما يظهر في الدول المعاصرة التي قامت وحدة شعوبها على نظام الدولة الواحدة.
ورأى “ان سبل النجاح في دعوتنا إلى الوحدة والمطالبة بها تكمن في إعادة الاعتبار لمرجعيّة الدولة ومكانتها في إدارة مختلف الشؤون التي تديرها الدول في شعوبها وأوطانها، وأكدت على مرجعيّة الدولة ومركزيّتها من خلال وثيقة الاتفاق الوطني في الطائف التي أجمع عليها اللبنانيون”.
وأوضح “انّ تثبيت مرجعيّة الدولة في نفوس المواطنين يحتاج إلى إجراء جملة من التغيرات على مستوى الممارسات القائمة والتي تضعف مرجعيّة المواطن”، فشدّد على ضرورة “إعادة النظر في بعض السياسات الإدارية المعتمدة منذ فرة طويلة من الزمن، والتي جعلت ولاء المواطن لطائفته أو لزعيمها لأن الدولة جعلت من زعيم الطائفة وحزبها مصدراً لكل الخدمات التي تقدم إلى أبناء هذه الطائفة، وبهذا يتحوّل الولاء من الدولة إلى شخص الزعيم أو الحزب، أو التنظيم السياسي”، داعياً إلى “إصلاح هذا الخلل بإخراج الخدمات من أيدي الأحزاب والزعامات وحصرها بالدولة ومؤسساتها”.
ولفت إلى “إلغاء التعليم الديني في المدارس لتنحصر مهمتها في التربية والتعليم والتنشئة الوطنية، أما التعليم الديني فهو مهمّة الكنائس والمساجد ورجال السلك الديني المحتاج إلى الإعداد لينسجم مع روح العيش المشترك”، مؤكداً انه “لا يصحّ في الدولة الواحدة أن يكون لكل حزب أو طائفة مدارسها الخاصة واعلامها الخاص مما يعيق الانصهار الوطني”.
ودعا إلى “منع قيام الأحزاب السياسية على أسس دينية أو طائفية بل إعادة النظر في قوانين تشكيل الأحزاب السياسية وجعلها على أسس البرامج السياسية والاجتماعية التي تهمّ كل المواطنين لتكون تمثيلاً لهم سياسياً واجتماعياً وثقافياً ووطنياً”، مشيراً إلى ان هذا “يبعد شبح الانقسامات وتعزز حالة الانصهار الوطني والتنافس الديموقراطي في عملية بناء الدولة وتثبيت مرجعيتها ونواجه بها الأخطار”.
وختم مؤكداً “ان العيش المشترك لا تحفظه إلا الدولة الواحدة”، داعياً الشعب إلى “نهي السياسيين عن الاختلاف المضرّ بمصلحة البلاد وعدم الانجرار وراء رغباتهم ومطامعهم”، وذكّر بقول السيد المسيح: “إذا انقسمت مملكة ما على ذاتها فإنها لا تقدر أن تصمد، وإذا انقسم بيت ما على ذاته فإنه لا يقدر أن يصمد”.