الأربعاء , أبريل 17 2024

جريدة الوطن البحرينية – أماني خليفة العبسي – نقطة حبر: السيد علي الأمين وولاية الفقيه

أماني خليفة
العبسي
 جريدة الوطن البحرينية
نقطة حــبر 
السيد علي الأمين
وولاية الفقيه..
لم
تكن ولاية الفقيه بالقضية التي
تسمع الناس يتكلمون عنها،
أو تطرح إعلامياً عندنا
في
البحرين، وحتى
وقت ليس ببعيد لم أفكر ولم أتعب نفسي
ومثل
كثيرين من أبناء جيلي
في محاولة فهم شكل النظام الذي يتبنى
فلسفة حكم الدين وولاية الفقيه،
حتى إنني كنت أفكر أنه ما الضرر من الحكم بالشريعة الاسلاميةطالما أن إقامة شعائر الدين ونشر مبادئه وأخلاقه وسماحته هو
الهدف الأوحد
فديننا فيه خير وصلاح لكل
المجتمعات
.

 

المشكلة
التي
استوعبتها فيما بعد أنه ليست كل المجتمعات مسلمة، وليست المسلمة منها من مذهب إسلامي واحد، وفي المجتمع الإسلامي الذي من مذهب واحد توجد اختلافات أكثر من مجتمع يدين بعدة ديانات، هذا واقع،
وكل هذه الاختلافات لا يمكن
تجاهلها مهما كان المبدأ براقاً،
خاصة وهذا المبدأ
ليس بالبريق الذي
تتخيله للوهلة الأولى.  

 

في محاضرة
المرجع الديني
اللبناني العلامة السيد علي الأمين أول أمس بجمعية
المنتدى
 ”ولاية الدولة وولاية الفقيهلخص سماحته في كلمات هذه
الفكرة التي
يتجاهلها البعض، كيف تنشأ دولة يحكمها فقيه
مسلمٍ
من مذهب معين، إذا كانت تدين بعدة ديانات ومذاهب، أي
قانون سيسري في دولة كهذه؟ وتبعاً لأي
فئة أو مذهب؟.

 

من
جهته،
اختار الغرب العلمانية ربما أساساً كمهرب من تبعات الصراع الديني في ميدان السياسة، أما نحن في
هذه البقعة من العالم، ووفقاً
لظروفنا، فأمام حل وحيد
لتكريس الاستقرار والحفاظ على مكتسبات مجتمعاتنا،
وهو الاستفادة من فكرة المجتمع المدني وضمانات
الحريات التي
يقدمها، مع صون قيمنا ومعتقداتنا، خاصة وأننا
لازلنا نتخبط بين فكرة حكم الدين،
وفكرة دولة
قانون،
ومؤسسات تعطي الكل نفس الحقوق، وترعى مستوى معين من
الحريات،
وهذا ما لن يتحقق في ظل حاكم ديني، والحل كما قال سماحة السيد علي الأمين، يكون في تقارب الدولة مع مواطنيها دون وساطة الحركات الدينية، وأن تنهض بصلاحياتها، وتنصت
للمطالبات مباشرة،
وأضيف أن على المجتمع قبل أن
يتقبل أي فكرة أن
يسأل نفسه إن كان يمكن
وصفها بأنها بناءة على مستوى وطني
وعلى صعيد
الوحدة الوطنية التي
تعتبر أساس تماسكه واستقراره.    

 

سماحة
العلامة الأمين طرح السؤال القديم الجديد،
من أعطى
ولاية الفقيه هذه الشرعية؟،
ومن ربط شرعية الدولة
بوجود فقيه؟،
ولماذا كانت الدولة الإسلامية في
بدايتها تفصل بين العالم والحاكم؟، وأصبح الحاكم وفقاً لهذه
النظرية بالضرورة
يجب أن يكون عالماً، وهو يتنبأ بأن نظرية ولاية الفقيه غير قادرة على الاستمرار نظراً لكونها
نظرية مذهبية،
والأخوة الشيعة أنفسهم غير متفقين عليها.  

 

الواقع
أنه
يهمنا ألا تكون فلسفة أي عنصر
من عناصر الأمة من شيعة أو سنة أو
غيرهما قائمة
على مبدأ رفض الآخر،
وفرض النظريات بمعزل عن
الآخرين،
ودون وضعهم في الاعتبار، واحترام كياناتهم وسيادة
دولهم،
فكما يمكن
تصدير فكرة كولاية الفقيه بالدعم المادي
والمعنوي،
يمكن أيضاً أن تخرج
مستقبلاً
أفكار مضادة تغزو ولاية الفقيه وتفندها
وتدحضها،
ونحن كأمة الخاسر الأوحد من هدر وقتنا
وجهودنا التي
نحتاجها في معركة الوجود والبقا