الخميس , مارس 28 2024

مقابلة لقناة العربيّة مع العلاّمة المجتهد السيّد علي الأمين على ضوء الأحداث في لبنان

 

الثلاثاء  20مايو 2008م 

اسم البرنامج: مقابلة خاصة
تقديم: ريما صالحة
تاريخ الحلقة: الثلاثاء 20/5/2008
ضيف الحلقة : العلاّمة السيد علي الأمين

الآنسة ريما صالحة: مشاهدينا الكرام أهلا بكم إلى هذا اللقاء الخاص مع مفتي صور وجبل عامل سماحة العلامة السيد علي الأمين، أرحب بك سماحة السيد وأهلا بك عبر شاشة العربية وأبدأ معك هذا اللقاء بأول سؤال، لماذا تم عزلك هل أسباب دينية أم أسباب سياسية؟

السيد علي الأمين:  لا شك بأن أسباب القرارات التي اتُخذت هي ذات خلفية سياسية وليس لها علاقة بالشأن الديني على الإطلاق، ومضافا إلى أن الجهة التي اتخذت هذا القرار هي ليست ذات صلاحية قانونية لأن ولاية المجلس الشيعي قد انتهت منذ وفاة الإمام شمس الدين الرئيس السابق للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، حيث لم تجرِ هناك أي عملية انتخابية داخل هذه المؤسسة الدينية الهامة مع أنّ القانون الداخلي للمجلس ينصّ على إحراء الانتخابات خلال ستة أشهر من الوفاة، مما جعلها واقعة تحت سيطرة قوى الأمر الواقع الحزبية.

الآنسة ريما صالحة: يعني إذا أنت تعتبر الآن عملية العزل هذه هي غير قانونية، وكما ذكرت لنا منذ وفاة الإمام شمس الدين يعني المؤسسة بحد ذاتها المجلس الأعلى تعتبر هي أيضا غير قانونية؟ 
السيد علي الأمين: نعم غير قانونية، وحتى أن
 الشيخ عبد الأمير قبلان نائب رئيس المجلس  بلغ السن القانونية منذ سنوات عديدة، ولم تجرِ أي عملية انتخابية داخل المؤسسة..     مما يعني أن كلّ هيئات المجلس الشرعية و التنفيذية هي غير قانونية.
 

الآنسة ريما صالحة: طيب الآن كيف ممكن أن تُحل هذه المسألة؟ أنت تعلم بأن تعيين المفتي سماحة السيد يكون من قبل السلطات اللبنانية، طبعا والسلطات اللبنانية يكون لديها اسم من المرجعية الدينية، الآن كيف ممكن أن تُحل هذه الأمور؟ وما هو وضعك في الوقت الحالي؟
 

السيد علي الأمين: لا يوجد هناك أي إشكالية في الحل لأن دور المؤسسة الدينية ينتهي بعد تسمية الاسم، ويتم التعيين من قبل الدولة اللبنانية. الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية هي المسؤولة عن هذا الأمر وليست المؤسسة الدينية، ولذلك ما جرى ليس له أي أساس قانوني

الآنسة ريما صالحة: هل ما زلت تعتبر نفسك أنك مفتي صور وجبل عامل؟
السيد علي الأمينيعني أنا بحسب القوانين المرعية نعم، وفي كل الأحوال سيدتي  ليس للقب أي تأثير. وأنا قلت في بعض المناسبات: وليس للمنصب الإفتاء معنى.. سوى اسم لصاحبه يقال، وما للاسم شأن بالمسمى.. ولا بالاسم تشتهر الرجال أو تفتخر الرجال. نحن كنا نعلم عندما اتخذنا هذه المواقف   بأن الثمن الذي سندفعه كبير ولكن المهم أن ندفع الأخطار عن أهلنا ووطننا الذي لا يجوز أن يبقى ساحة للحروب و التجارب.

الآنسة ريما صالحة: أو وما بالاسم تزدان الرجال سماحة السيد.. 
السيد علي الأمين: وما بالاسم تزدان الرجال نعم
.. 

الآنسة ريما صالحة: الآن معروف عنك سماحة السيد بأنك تتعاطى الشرع والفقه، لماذا تحولت إلى الأمور السياسية؟
 

السيد علي الأمين: طبعا نحن نتعاطى الشرع والفقه ونتعاطى الأمور السياسية من خلال خطوطها العريضة، لأنه لا يجوز أن يُترك الأمر للواجهة السياسية الشيعية أن تجر الطائفة الشيعية والوطن إلى مخاطر كبيرة، ونحن أعلنا عن مواقفنا قبل حرب تموز وبعد حرب تموز، وقلنا لتلك القيادات السياسية في الطائفة الشيعية بأن ما يجري هو أمر لا يمكننا أن نسكت عليه لأنه يجر الطائفة الشيعية إلى عداوات داخل وطنها لبنان وداخل وطنها العربي الكبير من خلال سياستكم الخاطئة وارتباطكم الخارجي

الآنسة ريما صالحة: طيب قبل أن أتحدث عن هذا الأمر ألست من دعاة إبعاد الدين عن السياسة؟
السيد علي الأمين: أنا طبعا ..  نحن دعوتنا في لبنان إلى الدولة المدنية وليس إلى الدولة الدينية، ولكن نحن مجرد  وعاظ في هذا الشأن، ونحاول أن  نصنع وعيا لدى الرأي العام من أجل أن يوجد حالة من النقد داخل الطائفة وداخل التنظيمات السياسية لتصحيح السياسات الخاطئة التي تعرض البلاد الى الاخطار.

الآنسة ريما صالحةولكن ألا تخشى من أن يقال بأنك خرجت عن خيارات وثوابت الطائفة الشيعية وأنك الآن تغرد خارج السرب؟ 
 

السيد علي الأمين: مع الأسف  ، لا أنا لم أخرج  بالعكس بل هم من خرجوا عن ثوابت الطائفة الشيعية ، الواجهة السياسية للطائفة الشيعية هي خرجت عن ثوابت الطائفة الشيعية، الطائفة الشيعية ثوابتها في العيش المشترك وفي مشروع الدولة اللبنانية الواحدة، وهذا ما أعلنت عنه الطائفة عبر قياداتها الدينية والسياسية منذ عهود وعقود من الزمن، هم بما يقومون به من أداء سياسي متعثر ومن ارتباطات خارجية هم خرجوا عن ثوابت الطائفة الشيعية.

الآنسة ريما صالحة: من تقصد حزب الله وحركة أمل؟
السيد علي الأمين: نعم.. نعم الواجهة السياسية يعني حزب الله وحركة أمل وورثة الإمام الصدر في المجلس الشيعي، الإمام الصدر.. نعم سيدتي.. أنا أريد أن أذكر.. 

ريما صالحة: تفضل سماحة السيد..
السيد علي الأمين: أريد أن أذكر القيادة السياسية في الطائفة الشيعية وفي
 المجلس الشيعي بقول للإمام الصدر قاله في سنة 75 في بداية الحرب الأهلية، عندما قال: إن من يطلق النار على دير الأحمر فإنما يطلق النار على بيتي وعلى صدري، لم نسمع هذه الكلمات من هذه القيادات عندما أُطلقت النار على بيروت وفي الجبل وفي غير مكان، وهم يزعمون بأنهم مع الإمام الصدر. أنا أريد أن أذكر أبنائي وإخواني في حركة أمل بقول الإمام الصدر الذي رفض أن تطلق النار على دير الأحمر وعلى جونية وعلى أي موقع في لبنان، أيرضى الإمام الصدر أن تطلق النار على بيروت؟

الآنسة ريما صالحة: الإمام موسى الصدر تصوره كان سماحة السيد بالنهج الوحدوي على الصعيدين السياسي والوطني، الآن طالما نتحدث عن الساحة اللبنانية وما حصل وما جرى في بيروت، هل ترى بأن ما يحصل الآن في الساحة اللبنانية هو أزمة أم مخاض تحولات أم مشكلات لتدخلات خارجية؟
 

السيد علي الأمين: لا شك بأن الأسباب الأساسية لما يجري في لبنان هي ذات أبعاد خارجية وليس لها من أسباب داخلية، لأن اتفاق الطائف قد أنصف الطوائف اللبنانية وحُلّت المشكلة بين الطوائف وبدأت الدولة بالإنطلاق، ولكن الذي جرى أن التدخلات الخارجية التي تريد أن تبقي لبنان ساحة لنفوذها من خلال السلاح الخارج عن الدولة.. 

الآنسة ريما صالحة: سماحة السيد من تقصد؟ سمِ لي الدول؟
السيد علي الأمين: أقصد بالدرجة الأولى طبعا حزب الله له ارتباطات بإيران.. 

ريما صالحة: يعني أنت تقصد بأن إيران تريد أن تسيطر وهي تتدخل بشكل مباشر في لبنان؟
السيد علي الأمين: طبعا هي تتدخل من خلال حزب الله، وإلا فإن مظاهر المشكلة في لبنان ليست داخلية على الإطلاق

الآنسة ريما صالحة: لماذا يعني دائما عندما نتحدث عن حزب الله دائما يقال بأن هناك تنفيذ لولاية الفقيه في لبنان، هل هذا الأمر تراه أنت صحيحا أم هناك غلط فيما يقال؟
 

السيد علي الأمين: لا شك بأن حزب الله يعلن بأنه مرتبط بولاية الفقيه وأنه مطيع لأوامرها ومنفذ لتوجيهاتها ليس في لبنان فحسب بل في كل المنطقة.. 

الآنسة ريما صالحة: ولكن أنت تعلم تاريخيا الشيعة في لبنان كانوا يرتبطون بالنجف في العراق، والمعروف عن الشيعة بأنهم لا يرتبطون أو لا يعترفون بولاية الفقيه، وإذا ما أخذنا القادة في حزب الله جميعهم مخرجون من النجف وليس من إيران؟
 

السيد علي الأمين: سيدتي  نحن عندما نتكلم عن حزب الله لا نتكلم عن الطائفة الشيعية، حزب الله هو حركة سياسية يعني وجدت ضمن الطائفة الشيعية لكنه لا يمثل وجهة نظر الطائفة الشيعية، الطائفة الشيعية كما قلت لك في بادئ الأمر هي لا تؤمن بمشروع ولاية الفقيه، وإنما تؤمن بمشروع ولاية الدولة اللبنانية عليها وعلى سائر الطوائف، والطائفة الشيعية عموما في الوطن العربي هي لا تؤمن بوجود ولاية سياسية للفقيه أو الفقهاء عليها، وإنما الولاية هي لدولها وأوطانها وليست لولاية الفقيه العابرة للحدود والقارات.

الآنسة ريما صالحة: ولكن حزب الله قال بأنه تخلى عن هذه الولاية منذ عام 82 والآن ولايته للدولة؟
 

السيد علي الأمين:  لو كان يؤمن بولاية الدولة لما أجبرها على التراجع عن قراراتها ولاستجاب لطلبها المتكرر بأن ينضم سلاحه إلى سلاح الدولة اللبنانية، هو لا يقبل بأن تنقل الدولة موظفا من موقع إلى آخر يا سيدتي.

الآنسة ريما صالحة: سماحة السيد علي الأمين ما خلافك بشكل مباشر مع حزب الله؟
السيد علي الأمين: نعم، أنا لا يوجد بيني وبينه قطيعة إلى ما قبل حرب تموز  وكان يوجد لقاءات لي مع قيادات في حزب الله من الصف الأول وغيره قبل حرب تموز، وكان النقاش فيما بيننا يجري حول سبل الأداء وكيفية  الخروج من المشكلة التي وجدت مع الدولة اللبنانية، وأن حزب الله لا يجوز أن ينقلب من صراعه مع العدو الإسرائيلي إلى منطق الصراع على السلطة في الداخل اللبناني، هذا أمر سيفقده الكثير من بريقه.
[
فاصل إعلاني
]

الآنسة ريما صالحة: هل خلافك أيضا على سلاح حزب الله؟
السيد علي الأمين: نعم الخلاف على  السلاح  بمعنى أنه يجب أن ينتظم مع الدولة اللبنانية، لأن سلاح حزب الله سيدتي بعد التحرير سنة 2000 لم تعد المقاومة المالكة للسلاح  مقاومة شعبية ميدانية، وإنما أصبحت مقاومة دفاعية والمقاومة الدفاعية ليس لها عمل يومي من أجل طرد الاحتلال، فلذلك هي أصبحت كالجيش الثابت النظامي الذي يجب أن ينتظم مع الجيش اللبناني

الآنسة ريما صالحة: ولكن حزب الله يقول سماحة السيد بأن وضع الجيش اللبناني ليس مؤهلا لكي يدافع عن الاحتلال أو ما يحصل في الجنوب اللبناني، ويعتبر مزارع شبعا ما زالت محتلة، هنا كيف ممكن يعني أن يُسحب السلاح من حزب الله وهو يتحدث بهذا المنطق؟
السيد علي الأمين: نحن لم نقل أننا نريد أن نسحب السلاح من حزب الله، وقلنا لهم بأنه إذا كانوا يقولون بأن الدولة اللبنانية  إذا لم تكن قادرة والجيش اللبناني ليس قويا في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، فبانضمام سلاح  حزب الله والمسلحون والمقاومة إلى الجيش اللبناني يصبح قويا أو تزداد قوته في مواجهة الاعتداءات، فلماذا هذه الانفرادية؟ فإن كانوا يقولون بأن الجيش اللبناني قويا فبانضمامهم إليه يصبح أكثر قوة، وإذا كان الجيش اللبناني ضعيفا فبانضمام قواتهم وصواريخهم إلى الجيش اللبناني يصبح ذا قوة في مواجهة الاعتداءات

الآنسة ريما صالحة: ولكن حتى في حرب تموز أنت حملت المسؤولية إلى حزب الله؟
السيد علي الأمين: في حرب تموز حملنا المسؤولية إلى حزب الله مسؤولية عدم الإعداد والاستعداد لأنه أدخلنا في حربٍ غير متكافئة، والبلاد كلها دفعت الثمن، وبقي الجنوب اللبناني ساحة حرب يدفع أهله القتل والتشريد والتهجير والتدمير في حرب غير متكافئة.

الآنسة ريما صالحة: طيب بكلمتين هل خلافك كما أفهم منك الآن مع حزب الله يتعلق بالسياسة، هل أيضا يتعلق بالعقائد؟
السيد علي الأمين:  حزب الله خلافنا معه في المشروع السياسي، وأنه إذا أراد أن يدخل في العملية السياسية يجب أن يبعد الأيديولوجيا الدينية عنها، العمل السياسي في لبنان هو عمل ينبغي  أن ينطلق من خلال الخصوصية اللبنانية التعددية، أما الايديولوجيا الدينية هي أيديولوجيا فكرية لا يمكن أن يطبقها على الأرض، هو من حقه أن يفكر أيديولوجيا كما يريد، ولكن اتخاذ القرارات في لبنان لنا دولة ولها مؤسسات ومن خلالها تؤخذ القرارات

الآنسة ريما صالحة: قبل أن أتحدث عن هذه النقطة أريد أن أسألك سماحة السيد علي الأمين هذا بالنسبة لحزب الله، ماذا عن حركة أمل هل أنت أيضا مختلف معهم؟
السيد علي الأمين:  حركة أمل هي يا سيدتي أصبحت في الرؤية السياسية تابعة لحزب الله بقيادتها طبعا، وإن كان كثير من عناصرها وقواعدها هم يرفضون هذا النهج، لكن يبدو أن قيادتهم تقودهم إلى حيث لا يمكنهم أن يرفضوا أوامرها.

الآنسة ريما صالحة: يعني هل حركة أمل خرجت عن نهج الإمام موسى الصدر؟
السيد علي الأمين: أنا قلت أن الإمام الصدر قال يا سيدتي وأبناء أمل يعرفون ذلك، الإمام الصدر قال بأنه كان يطالب بالجيش اللبناني منذ السبعينات أن يكون في الجنوب، بينما أبناء أمل وقفوا عائقا من خلالقيادتهم ضد انتشار الجيش في الجنوب اللبناني بعد سنة 2000 وقبل 2000 وبعد حرب تموز، وأيضا الإمام الصدر كان يقول يعني يرفض الحرب الداخلية بكل عناوينها، العناوين السياسية أو الطائفية وكان يؤكد على مشروع الدّولة الواحدة وإلغاء كلّ الدويلات وقد قاتل أبناء حركة أمل في الماضي من أجل قيام الدولة و اليوم تدفعهم قيادتهم لإسقاط الدولة و المنع من قيامها!
الآنسة ريما صالحة: سماحة السيد هل تعتبر نفسك رجل دين شيعي ثائر بهدوء على الشيعية السياسية في هذا الزمان؟
السيد علي الأمين:  أنا أعتبر نفسي ناقدا ومصلحا في هذا الشأن، وداعيا  للحوار بأنه يمكن أن يصل الجميع إلى معظم ما يريدون بدون لغة السلاح، أما لغة الحرب بين الإخوة وبين الأهل هي لغة لا نحفظ بها الموجود ولا نسترد بها المفقود.

الآنسة ريما صالحة: ولكن ما تقوله الآن وما كنت تردده سابقا يقال يعني بأن موقفك المعارض هذا يرد عليه باتهامات بأنك تسعى إلى إغراءات سياسية؟
السيد علي الأمين: طبعا مسألة الدعايات هذه كثيرة يا سيدتي، ونحن نعلم أن كل من يتبنى قضية دفاع عن أهله وشعبه وهي لا تروق للواجهة السياسية سيقولون عنه الكثير، وأنا قلت سابقا لبعضهم أنه ليس المهم أن يقال أن فلان ماذا يريد وماذا أخذ وماذا قبض؟ انظروا إلى الموقف وإلى الكلمة، إذا كانت صحيحة فالمواقع السياسية والإغراءات لن تجعلها باطلة، وإذا كان الموقف خاطئا ًوالكلمة باطلة فلن تجعلها الاغراءات و الاموال صحيحة على القاعدة التي ذكرها الامام علي عليه السلام أنظروا إلى ما قيل و لا تنظروا إلى من قال.

الآنسة ريما صالحة: ماذا الذي يجمعك بـ 14 آذار؟ 
السيد علي الأمين: الذي
 يجمعني ب14 آذار وبكل الأفرقاء الآخرين هو مشروع الدولة اللبنانية وضرورة قيام الدولة، لأن الدولة الواحدة هي التي تدفع عنا منطق الدويلات وما يتولّد منها من نزاعات وأخطار على الوطن.

الآنسة ريما صالحةالأحداث الأخيرة التي جرت في بيروت وفي الجبل وفي طرابلس وفي صيدا، هل ترى بأن لها انعكاسات مذهبية ستكون على الأرض؟
السيد علي الأمين:  يا سيدتي أنا قلت في بعض التصريحات بأني  أتفاجأ من أقوال  بعض رجال الدين وبعض رجال السياسة أن ما وقع لم يكن فتنة مذهبية ولم يكن حربا طائفية وغير ذلك من العناوين، نحن قلنا بأن الصراع بين الإخوة.. الصراع المسلح وليس السياسي.. الصراع المسلح بين الإخوة هو من أعظم المحرمات  تحت كل  العناوين أو المسميات، حتى لو لم  يكن هذا فتنة مذهبية لكن هل يجوز ما جرى؟  فإنّ الحروب بين الأهل كلها شرورٌ وفتنٌ وآثام بعضها مفتوحٌ أبوابه على البعض الآخر، في العراق يا سيدتي بدأ الصراع المسلح على السياسة وعلى السلطة وانتهى إلى ما انتهى إليه من فتن طائفية ومذهبية لأن الحروب بين الأهل يوصل بعضها الى البعض الاخر وتؤسس لحروب طائفية ومذهبية البعض الآخر..

الآنسة ريما صالحة: هل ما جرى ممكن أن يكون له انعكاس على حزب الله نفسه أم ممكن أن يكون ورقة ضغط لصالح حزب الله على الأرض؟
السيد علي الأمين: لا شك بأن ما قام به حزب الله كان خطيئة كبيرة، وأفقدته  نقاط الامتياز التي كان يتمتع بها وهي صراعه مع العدو الإسرائيلي، أما عندما انقلب حزب الله إلى فريق سياسي يصارع على السلطة وعلى المواقع بالسلاح، وكما جرى في بيروت من أعمال عسكرية وفي الجبل هذه طبعا جعلته كبقية الأحزاب والميلشيات الموجودة في لبنان والتي ظهرت مؤخرا وأصبح لا يختلف عنها.

الآنسة ريما صالحة: سماحة السيد يعني أنت تعرضت لمشكلة في الأحداث الأخيرة عندما تم الدخول إلى منزلك، هل أنت مهدد الآن؟
السيد علي الأمين: يا سيدتي  طبعا توجد تهديدات، والتصرفات التي جرت لأنهم دخلوا إلى دار الإفتاء الجعفري بصور الموجود فيه منزلي ومكتبتي ومكاتبي وأولادي وأخرجوهم بقوة السلاح، وجردوا قوات الحرس الموجودة من عناصر الدرك من سلاحها هناك وأخرجوها، طبعا هذا عمل وقع في منطقة جنوب الليطاني التي يفترض أن تكون مجرّدة من السلاح لوجود الجيش اللبناني و قوات الطوارئ الدوليّة ولم أعرف ما علاقة دار الافتاء الجعفري ومنزلي بقرارات الحكومة اللبنانية كما لم أعرف ما علاقة قرارات الحكومة ببيروت و الجبل وعلى كلّ حال هذه ترجمة عملية لتهديداتهم السّابقة. 
 

الآنسة ريما صالحة: سؤال أخير هل تلقيت تهديدا مباشرا؟
السيد علي الأمين: نعم تلقيت مرارا وتكرارا لكن هذا كله لن يثنينا عن أن نمضي بمواقفنا لأن مصلحة أهلنا ووطنا نراها في العيش المشترك، وفي مشروع الدولة اللبنانية التي تشكل مرجعية لكل اللبنانيين،و لن تحمينا في لبنان إلاّ دولة المؤسسات و القانون فهي ضمانة لجميع اللبنانيين.

الآنسة ريما صالحة: هل ممكن أن تعود وتجلس مع حزب الله؟
السيد علي الأمين: أنا مستعد. وطبعا أنا منذ اتخذت هذه المواقف قلت أنا مستعد للحوار وللتفاهم وللتناقش، وقلت لهم كيف تطالبون  بالمشاركة في السلطة وفي الحكومة وترفعون هذا الشعار، وعطلتم البلاد سنوات تحت شعار المشاركة، وأنتم ترفضون المشاركة بالرأي داخل الطائفة الشيعية.  أنا مع الحوار ومع أن نجلس سوية وأن نتفاهم لأنه لا يوجد لنا طريق إلا الحوار من أجل أن نجنب أهلنا ووطننا المزيد من العثرات والأخطاء.

الآنسة ريما صالحة: سماحة العلامة السيد علي الأمين مفتي صور وجبل عامل شكرا جزيلا لك على هذه المشاركة من العربية
السيد علي الأمين: شكرا لك سيدتي وأتمنى للعربية أن تبقى منبر الكلمة الحرة ومنبر
 العرب الأحرار وشكرا لكم.

ريما صالحة: شكرا