الثلاثاء , مارس 19 2024
يوم عرفة - الحج الأكبر

يوم عرفة

يوم عرفة

 

العلاّمة السيد علي الأمين:
#يوم_عرفة يعتبر يوما مشهودا يجتمع فيه الحجيج من كل الاقطار في وقت واحد وفي يوم واحد ويتوجهون إلى ربهم الواحد وإلى خالقهم سبحانه وتعالى بقلوب مؤمنة وبألسنة ناطقة بحمده، يرفع الحجيج الشعار الذي يقول لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك.
يجتمعون على هذا الشعار الواحد متوجهين إلى الله الواحد ليؤكدوا بذلك وحدتهم وتوجههم الواحد نحو خالقهم الواحد سبحانه وتعالى.
يجتمعون على اختلاف لغاتهم والوانهم وأجناسهم وبلباس موحد في مشهد مهيب وكأنه مشهد من مشاهد يوم القيامة يجتمع فيه العباد لينالوا جزاء أعمالهم في الدنيا.
يجسدون بذلك قول الله سبحانه وتعالى (وإن هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون). هذه تجسد وحدتهم من خلال هذا الموقف الواحد ومن خلال دعائهم وصلاتهم وتبتلهم الى الله سبحانه وتعالى.
انهم بذلك الاجتماع يجسدون التعارف والتواصل ويرفضون كل تمييز بين فرد واخر بين إنسان وآخر وبذلك يحصلون على مقصد من أهم مقاصد هذه العباده وهو التقوى (إن اكرمكم عند الله اتقاكم) هذه التقوى التي تعني العمل الصالح والتي تجعل من صاحبها إنسانا صالحا في مجتمعه وفي وطنه وللانسانية.
يتجاوز هذا العمل الصالح الأطر الضيقة المناطقيه والعرقيه وغيرها ليعود بذلك انسانا صالحا للإنسانية جمعاء.
ولذلك ورد في كتاب الله سبحانه وتعالى: ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ). هذه التقوى التي يسعى إليها الحاج من أجل ان يحققها هي التي تصل إلى الله سبحانه وتعالى والتي كما قلنا تجعل منه الانسان الصالح التي تتجاوز كل الأطر الضيقة وكما جاء في النصوص الدينيه لا فضل لأصفر على احمر او لاحمر على اصفر ولا لابيض على أسود ولا لعربي على عجمي إلا بالتقوى.
هذه التقوى هي المقصد وهي الغاية
التي تصنع منه الانسان السوي والانسان المستقيم والانسان الصالح كما قلنا لمجتمعه ولأمته ولوطنه وللانسانيه جمعاء. انهم يجتمعون في هذا اليوم، متابعين في ذلك خطى خليل الرحمن أبي الانبياء إبراهيم الذي وطأ تلك الديار المقدسة، ويتابعون بذلك مسيرة خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام عندما أدى تلك المناسك هناك وجمعهم وخاطبهم بقول الله سبحانه وتعالى بأنه لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى وعندما اوصاهم بان يكونوا يدا واحده وان يرفضوا التفرق والبغضاء والعداوه كما جاء في قول الله سبحانه وتعالى:( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) اذا هذه من الدروس التي تؤخذ من هذا المؤتمر الروحي السنوي الذي يجمع المؤمنين بالله
ويجمع المسلمين لياخذوا منه هذه القيم وهذه الدروس الغنيه ويعودوا بها على مجتمعاتهم واوطانهم من اجل ان يواصلوا مسيرة الصلاح والاصلاح في انفسهم وفي مجتمعاتهم وفي اوطانهم. ونحن لا يسعنا في هذه المناسبة المباركة الا ان نتوجه بالشكر الجزيل للهيئة الناظمة لشؤون الحاج في المملكة العربية السعودية على رعايتها الدائمة والمتواصله لهذه المناسك وللحجاج القادمين من أجل ان يؤدوا هذه العباده بيسر وبسهولة كما نشكر قناه الام بي سي على متابعتها ايضا للحجيج في هذه المناسبة المباركة ونقل احتياجاتهم ونقل كلماتهم وتمنياتهم ونشكر الجميع على ما يؤدونه من خدمات سائلين الله سبحانه وتعالى أن يتقبل عمل الجميع.
حجّا مبرورا وسعيا مشكورا والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته