الثلاثاء , أكتوبر 15 2024
سؤال وجواب

اختلاف القومية بين الزوجين

اختلاف القومية بين الزوجين

-ورد السؤال التالي إلى مكتب العلامة السيد علي الأمين

– سؤال: هناك بعض الروايات يستفاد منها التمييز في العلاقة الزوجية على أساس قومي بين المسلمين،ما رأيكم فيها؟

-الجواب:

العدل والمساواة بين البشر في الشريعة الإسلامية

ترفض الشريعة الإسلامية التمييز بين بني البشر باختلاف أقوامهم ولغاتهم وألوانهم،وقد ظهر ذلك من طلبها الحكم بالعدل بين الناس،كل الناس، بلا تفريق بين قوم وقوم، كما جاء في قول الله تعالى:( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) وقوله تعالى: (ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ولا شك بأن العدالة المأمور بها في الآيات القرآنية منبثقة عن المساواة التي ينظر إليها القرآن الكريم مصدر الشريعة الأول على أنها موجودة بين جميع بني البشر الذين كرّمهم الله تعالى، كما ورد في قوله تعالى: (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلا) وعبّر عن المساواة بالخلق فيما بينهم بقوله تعالى: ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم) وقوله تعالى:(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) وهذه المساواة في منشأ الخلق بينهم تتبعها المساواة في الحقوق الإنسانية التي ارتكزت عليها أحكام العدالة، فلا تمييز في الخلق ولا امتياز لقوم على قوم، ولا لفرد على فرد إلا بالعمل الصالح الذي تعبر عنه التقوى.
وهذا المعنى من المساواة بين البشر ورد في السنة النبوية الشريفة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام: ( الناس سواسية كأسنان المشط) و (الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إليه أنفعهم لعياله) و( لا فضل لأحمر على أصفر ولا لأبيض على أسود ولا لعربي على أعجمي إلا بالتقوى).
ومن خلال هذين المصدرين للشريعة الإسلامية المثبتين للمساواة والعدل بين جميع البشر يتم الرفض لكل دعوات التفريق والتمييز بين البشر على أساس اللغة واللون والقوم والعرق، ويتم إبطال بعض الروايات التي يستفاد منها التمييز بين قوم وقوم، لأنها روايات مخالفة للكتاب الكريم والسنّة النّبويّة. والمعروف عند أهل استنباط الأحكام الشرعية من الفقهاء أن كتب الحديث فيها الصحيح وفيها الضعيف، ومن علامات ضعف الحديث وسقوطه عندهم مخالفته للقرآن الكريم والسنّة النّبوية الشريفة.وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، كل خبر خالف الكتاب والسنة فهو مردود، وما خالف قول ربنا لم نقله، ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا وسنّة نبيّنا.
وعلى هذا الأساس الثابت يتم الرفض القاطع والإبطال لما ورد في بعض كتب الحديث من الأخبار التي تحدثت عن العلاقة الزوجية مع إخواننا من الكورد وغيرهم من أهل القوميات الأخرى .وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين،والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.