الأحد , مارس 23 2025

الاحزاب لا تمثّل المذاهب والطوائف

الأحزاب لا تمثّل المذاهب والطّوائف

العلاّمة الأمين : … ويقف المرء متعجّباً أمام هذا التحشيد الطائفي على الرغم من أن منطقتنا في تعددّها الطائفي وتنوّعها الديني والقومي تعدّ فقيرة من حيث التعددّ والتّنوّع بالقياس إلى أمم كثيرة ودول عديدة في العالم، ففي اميركا وحدها يقال بأن فيها ما يقارب أربعماية جماعة دينية وطائفة، وفي الهند يقال بأن فيها ما يتجاوز الألف من الطوائف والقوميات تتعايش معاً، فما بالهم لا يتصارعون! ولا يقتل بعضهم بعضاً، ولا يطلبون التقسيم والإنفصال عن بعضهم في العصر الحديث؟!. فما بالنا نحن المسلمين اليوم، ونحن نزعم بأننا الورثة لخير أمّة أخرجت للناس! ونحن من خلال واقع التاريخ والحاضر نرى أن نهج بعض الأحزاب الشيعية لا يمثل المذهب الشيعي، ولا يمثّل كلّ الشيعة، ونهج داعش لا يمثل المذهب السنّي، ولا يمثّل كلّ السنّة، وليس هناك من ثورة للسنّة على الشيعة، وليس من ثورة للشيعة على السنّة، ولكن كما قلنا هناك احتقانات طائفية ولدتها الصراعات القائمة في المنطقة على النفوذ والسياسة من دول وأحزاب تطغى أصواتها على مذاهبها وطوائفها لأنها هي الموجودة وحدها في الواجهة في ظلّ تغييب أصوات الإعتدال، ولكن على كل حال لا يصح اختـزال الشعوب والمذاهب بدول وأحزاب وجماعات، فإن حزب الإخوان المسلمين في مصر هو من أكبر الأحزاب الدينية في مصر والعالم الإسلامي ولكنه لم يكن ممثّلاً لكل الشعب المصري ولم يكن أيضاً ممثّلا لرؤية المذهب السنّي في العالم الإسلامي.

– د. عتمان – وماذا ترى بشأن ما تم مؤخراً بصنعاء من قبل جند الله؟

– العلامة الأمين : إننا نرى في أحداث اليمن تصعيداً خطيراً يهدد الأمن والإستقرار في اليمن والمنطقة وينذر بمزيد من الإحتقانات الطائفية في الأمّة، وإن من حق الحركة الحوثيّة أن تكون حركة سياسية لها مطالب في السلطة والنظام ومن حقها السعي الى تحقيق مطالبها بالوسائل السلميّة السياسية التي يقرها النظام والقانون، وليس لها أن تفرض مطالبها بقوّة السلاح، فإن الخروج المسلّح سيؤدي حتماً إلى ايقاظ الفتن النائمة وهي حالقة للدّين وحارقة للدنيا وذلك هو الخسران المبين. والمطلوب من الحوثيين وغيرهم من تنظيمات وأحزاب أن يتخلوا عن المواجهة العسكريّة فيما بينهم، وأن يبتعدوا عن التحرّكات التي تؤدي إلى النزاعات وتعطيل النظام، وعليهم أن يدخلوا جميعهم في العمليّة السياسيّة والإلتـزام بمرجعيّة الدولة والمؤسسات، والحفاظ على الوحدة الوطنية والسّلم الأهلي الذي يشكل القاعدة في عمليّة الإصلاح والتطوير.

شارك المعرفة وانشر