الخميس , أبريل 24 2025
الامين | الأناضول: المرجع الديني اللبناني علي الأمين: المنطقة لا تزال تتجه نحو التصعيد

الأناضول: المرجع الديني اللبناني علي الأمين: المنطقة لا تزال تتجه نحو التصعيد

بيروت ـ من شربل عبود:

حذر المرجع الشيعي اللبناني، العلامة السيد علي الأمين، من أن منطقة الشرق الأوسط «لا تزال تتجه نحو التصعيد»، ودعا تركيا «كدولة كبرى» إلى التقريب بين «الأشقاء في المنطقة»، ما يساهم في «إطفاء نار الحروب والفتن»، وشدد على ضرورة خروج مسلحي حزب الله اللبناني من سوريا.
ومعلقاً على القمة العربية الإسلامية الأمريكية، في الرياض يوم 21 أيار/ مايو الجاري، قال الأمين، وهو عضو مجلس حكماء المسلمين (منظمة دولية يترأسها شيخ الأزهر)، في مقابلة مع الأناضول، إن القمة «شكلت حدثاً مهمّاً في تاريخ العلاقة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة الأمريكية والغرب».
وشارك في هذه القمة قادة ومسؤولون من أكثر من 50 دولة، بينهم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي مثلت السعودية أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، يوم 20 كانون الثاني/ يناير الماضي.
واعتبر الأمين أن هذه القمة «ستكون لها انعكاسات إيجابية على الشعوب، وهي دعوة واضحة إلى التعايش السلمي بين أتباع الديانات والحضارات وإلى نبذ ثقافة التطرف والإرهاب، وفيها رد على دعاة الكراهية والإسلاموفوبيا (العداء للإسلام) والصدام بين الأمم والشعوب».

نحو التصعيد

وعن التطورات التي تشهدها المنطقة، قال المرجع الشيعي اللبناني إن «الأمور في المنطقة لا تزال تتجه نحو التصعيد، ونأمل بعد قمّة الرياض أن يحصل المزيد من التعاون الدولي على إنهاء هذه الصراعات، التي بات خطر استمرارها يهدد العالم بأسره».
ورداً على سؤال بشأن تأثر لبنان بكل ما تشهده المنطقة من أحداث، أجاب بأن «لبنان لن يكون بمنأى عن تداعيات الحروب الدائرة من حوله؛ لأن قسماً من اللبنانيين يشاركون في تلك الحروب، ومنهم حزب الله».
وتابع بقوله: «ولا يمكن أن يجنب لبنان شعبه وأرضه تلك التداعيات، وأن يقول إنه يقف على الحياد مع مشاركة حزب الله في تلك الحروب بمرأى ومسمع من الدولة اللبنانية، وهو جزء من السلطة».
وشدد على أن «المطلوب هو خروج حزب الله من سوريا (حيث يقاتل مع قوات النظام ضد المعارضة)، وأن تقوم الدولة اللبنانية بحماية حدودها من خلال الجيش اللبناني، ليتجنب لبنان امتداد الحريق إلى أراضيه».
ونتيجة مواقفه المعارضة لحزب الله وولاية الفقيه، تعرّض الأمين لتهديدات وهجوم مسلّح على منزله ومقره في مدينة صور (جنوب)، في أيار/مايو 2008، وتمّ تهجيره من الجنوب اللبناني، ليقيم في العاصمة بيروت حتى الآن.

الدور التركي

وبشأن الدور الذي تلعبه تركيا في ظل الأوضاع الراهنة بالمنطقة، قال الأمين إن «تركيا دولة كبرى في المنطقة، ولها علاقات مميزة مع شعوب المنطقة ودولها، وبإمكانها لعب دور مؤثر في تقريب وجهات النظر بين الأشقاء في منطقتنا، ولا شك أن مثل هذا التقارب سينعكس إيجابا؛ لأنه يساهم في إطفاء نار الحروب والفتن».
وأضاف أن «ما يشهده العالم الإسلامي من صراعات داخلية وفتن وحروب في أكثر من مكان يبعث في نفوسنا الأسى والحزن والحسرة على أمة يطلب منها أن تكون رائدة في حمل رسالة المبادئ والقيم، وأن تساهم مع الأمم الأخرى في صنع السلام والحضارة في العالم».
وشدد على أن «غياب العلاقات الأخوية بين دول عربية وإسلامية ساعد على إذكاء الخلافات، وولادة الجماعات التي تعمل على تشويه صورة الإسلام».
وبحزن على الوضع الراهن تساءل الأمين: «ما الذي يمنع الدول العربية والإسلامية من العمل على إيجاد أحسن العلاقات بينها، على غرار العلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي، الذي أنهى كل الصراعات بين دوله وشعوبه؟!.. وما الذي يمنعها من العمل على إيجاد اتحاد فيما بينها يبعد تلك الصراعات ويعزز الروابط ويزيل الاختلافات ويطفئ النيران المشتعلة، التي يستغلها الطامعون لتفكيك الأمة وإضعافها؟!».
(الأناضول)

القدس العربي

شارك المعرفة وانشر