سماحة العلاّمة السيد علي الأمين يلتقي الكاردينال البطريرك الراعي في الديمان
سماحة العلاّمة السيد علي الأمين من #الديمان بعد لقائه الكاردينال البطريرك الراعي:
تشرفنا بلقاء صاحب الغبطة #الكاردينال_الراعي وكان الحديث حول موقفه الوطني الجامع الذي دعا فيه الى #حياد_لبنان الدولة، وهو فيما يعنيه الحياد الذي يجعل من #لبنان شخصية مستقلة ودولة مستقلة ووطناً خارج دائرة الصراعات والنزاعات الخارجية.
فما يقصد منه، من الحياد، هو تلك الدولة التي تفرض سيادتها وسلطتها على كامل أراضيها وتكون مرجعية لجميع الفئات والقوى والأحزاب الموجودة فيها. هي خارج دائرة الهيمنة، هذا المقصود من لبنان الحياد ولبنان السيادة الذي نُخرج الوطن من كونه ساحة لصراعات أجنبية وخارجية وليسى بمعنى، كما يحاول أن يفهمه البعض، أن الحياد هو حياد بين حق وباطل، أو بين ظلم أو بين عدل، ولا حياد بين ظلم وعدل وبين حق وباطل، ليس المقصود هذا المعنى، وإنما المقصود كما قلنا هو الشخصية المستقلة التي تُخرج الوطن من كونه ساحة للصراعات والنزاعات
ولا يوجد لدينا إلا مرجعية الدولة الوحيدة التي تفرض سلطتها وسيادتها العادلة على كل أراضيها .
وهذه الدعوات التي نسمعها، دعوات أن هناك أكثرية وأن القمقم خرج ولن يعود ثانية، هذه شعارات في الحقيقة شعارات طائفية.
المنطق الأكثري هو منطق طائفي رفضناه قديما وقلنا بأنه يجب أن نخرج جميعاً من أسوار الطائفية والمذهبية إلى رحاب الوطن الواسعة التي تتسع للجميع ولا يجوز أن يدعي شخص ان هذه الطائفة أكثر او تلك الطائفة أكثر ..
هذا المنطق رفضته الطائفة الشيعية قديما وسائر الطوائف اللبنانية الذين آمنوا بنهائية الوطن وآمنوا بالعيش المشترك بين جميع طوائفه.
الشعب اللبناني بكل طوائفه هو كلٌ لا يتجزأ ولا يوجد فيه جزءٌ أكبر من جزء ادأو جزءٌ أصغر من جزء.
نحن كلنا في الوطن اللبناني شعبٌ واحد لا نتجزأ ليس فينا كثيرٌ يهيمن على القليل ولا قليل بالنسبة إلى ذلك الكثير.
كلنا كلٌّ لا يتجزأ.
نرفض منطق الاستقواء بالأكثرية وبالعددية والذي نطلبه هو مرجعية الدولة ذات الشخصية المستقلة الخارجة من الهيمنات الحزبية والطائفية.
وفي جوابه على سؤال:
ماذا تقول للذين ينتقدون موقف البطريرك ؟
أجاب سماحته: نقول لهم للذين ينتقدون من حقهم أن ينتقدوا لا شك لكن إنما يجب أن يبينوا ما هي وجوه الانتقاد المضمون، لا أن يُحرَّف المضمون .. بعضهم فهم من الحياد معنىً كما تقدم، هي نقطة الوسط بين الحق والباطل وأنه لا حياد لدى السيد المسيح ولا لدى النبي محمد عليهما السلام فإذاً كيف نحن نطالب بهذه الحيادية … الحياد الذي نقصده كما قلنا، ليس الحياد بين الحق والباطل. نحن دائماً منحازون الى الحق، لكن الحياد هي الشخصية المستقلة، السياسة المستقلة، الدولة المستقلة التي تُخرِجُ وطنها عن دائرة الصراعات والنزاعات الخارجية .
من الحق أن ينتقدوا لكن عليهم أن يدركوا أن المقصود من الحياد ليس هو الإنحياز الى باطل او الى ظلم وانما هو انحياز إلى الكيان المستقل والى الشخصية المستقلة للوطن والدولة .