العلاّمة السيد علي الأمين في الحلقة الأخيرة من حواره:
مسألة أولوية الخلافة والامامة أصبحت من الماضي ولا جدوى من طرحها اليوم
<مصحف فاطمة> لا أساس له ودستورنا القرآن الكريم دون تبديل أو تحريف
التفسير القاصر شوَّه مفهوم التقية في اذهان الناس
تحدث العلاّمة السيد علي الأمين خلال الحلقتين السابقتين التي نشرتا عبر هذا عن كثير من الأمور التي يتساءل عنها الناس دوماً سواء ولاء الشيعة أو قضية ولاية الفقيه وموقعها وأيضاً ضرورة التقريب بين المذاهب ودور العلماء والمرجعيات الدينية في هذا الأمر·
واليوم يدخل السيد علي الأمين في كلامه ليناقش اكثر القضايا الشائكة· حيث بين ان أهم مواطن الخلاف بين السنة والشيعة هي مساءلة الخلافة والامامة بعد وفاة الرسول (ص)، كما يشرح المقصود بمفهوم التقية ويرد على بعض المغالين الذين يدعون ان للشيعة قرآناً (يسمى مصحف فاطمة)·
قضايا شائكة وهامة يطرحها العلامة السيد علي الأمين في المحور الثالث والاخير من حواره اليوم·
يعبتر الشيعة أن الإمامة أصل شرعي يعادل أركان الإسلام فما تفسيركم لخلو القرآن من نص صريح وواضح لهذا الأصل؟
– المشهور عند علماء الكلام الشيعة أن أصول الدين هي خمسة وهي التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد يوم القيامة ولعل كلمة (أصول الدين) كمصطلح كلامي عندهم أوحت للكثير من أهل العلم والعلماء بأن الدين في رأيهم يدور مدار الإعتراف بهذه الخمسة ولكن المستفاد من كلمات جملة من الفقهاء أن أصول الإسلام ثلاثة هي التوحيد والنبوة والإيمان باليوم الآخر فكل من آمن بتوحيد الله تعالى ونبوة محمد بن عبد الله واليوم الآخر فهو مسلم تجري عليه أحكام الإسلام وهو من المسلمين في الصميم له ما لهم وعليه ما عليهم ويستبطن الإيمان بتلك الأصول الثلاثة الإيمان بكل الأنبياء والرسل والرسالات وكل ما أوحى الله به إلى رسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام·
ومقتضى الجمع بين كلمات علماء الكلام وكلمات الفقهاء أن يقال بأن مقصود علماء الكلام ليس ناظراً إلى الأمور التي يتحقق بها اتصاف الإنسان بأنه مسلم وإنما كان نظرهم إلى ما اعتبروه من أسس الفكر الديني التي تحتاج إلى إقامة الدليل عليها لإثباتها والدفاع عنها ولعله لذلك لم يلتزم بها الفقهاء في أحكامهم واستنباطاتهم الفقهية الباحثة عن احوال المكلفين والأحكام اللاحقة لهم في معتقداتهم وعباداتهم ومعاملاتهم· والإمامة كمنصب ديني تحدث عنها القرآن الكريم في آيات عديدة كقوله تعالى: قال إني جاعلك للناس إماماً قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} وقوله تعالى: يوم ندعوا كل أناس بإمامهم} وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} وغيرها من الآيات التي أشارت إلى موقع الإمامة·
ولعله بإعتبار أن الإمامة تشكل في بعض معانيها امتداداً للنبوة في حمل الرسالة والمحافظة عليها ولكن بدون وحي من الله تعالى ولأنها دون مقام النبوة المرتبطة بالوحي الإلهي كان يترك أمر التشخيص في الإمامة إلى النبي (ص) وقد يكون لهذا الأمر أو غيره لم يتعرض القرآن الكريم بشكل واضح وصريح للمسألة والله سبحانه وتعالى هو العالم بحقائق الامور والأحكام·
مواطن الخلاف
هل تحدد لنا مواطن الخلاف بين السنّة والشيعة وما يحول دون التقارب بين المذهبين؟
– إن من أهم مواطن الخلاف بين السنّة والشيعة هي مسألة الخلافة والإمامة بعد وفاة الرسول (ص) ومسألة من كان الأولى والأفضل للقيام بمهام الخلافة والإمامة والذي نراه أن هذه المسألة ومتفرعاتها أصبحت من الماضي الذي لا موضوع له في حياة المسلمين اليوم بل منذ انتهاء عصر الخلافة والإمامة وأصبح البحث في مثل هذه الأمور والخلاف عليها بدون نتيجة فلم يعد بامكاننا أن نسترجع حق الفاضل من المفضول بعد ذهاب كل منهما ولا تعني أولوية أحدهما بالخلافة والإمامة أولوية للأشياع والأتباع خصوصاً وأن الذين نختلف على أفضلية بعضهم على البعض الآخر قد جمعهم الفضل وأوجدوا صيغة فريدة للتعايش فيما بينهم حفظت الأمة من التفرق والإنقسام·
وهناك جملة من مسائل التاريخ وبعض الحوادث التي دوِّنت فيه يجب إعادة النظر في دراستها وكيفية الإستفادة منها وفي كل الأحوال يجب إبعاد هذه المسائل عن عملية إستنباط الأحكام الشرعية المعروفة المصادر والأدلة التي تشكل القواسم المشتركة الكثيرة بين مختلف المذاهب الإسلامية المتفقة على اكثر الأحكام وإن اختلفت في القليل منها فهو خلاف موجود بين فقهاء المذهب الواحد·
وقد حال إقحام بعض مسائل التاريخ في عملية الإستنباط دون التقارب المطلوب في معرفة وفهم أحكام الشريعة التي إكتملت وتمت في عهد صاحب الشريعة وقبل الولادة المتأخرة لعصر المذاهب· وقد ذكرنا في الإقتراحات السابقة في التقارب تعديل المناهج الدراسية لأن عدم الجرأة على تعديل مناهج الدراسة الدينية بما في ذلك الأحداث التاريخية التي وقعت بين المسلمين في الصدر الأول قد أفسح المجال للموروثات أن تلقي بظلالها الثقيلة على العلاقات المشتركة وأن تتحكم فيها، وعلى كل حال فان المسلمين مخاطبون ومكلفون بقوله تعالى: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون} فعلينا أن نقتدي بجميل أفعالهم وأن نستفيد من مواطن اختلافهم بإجتنابها وعدم تكرار أسبابها·
علماء الشيعة يقولون بالولاية التكوينية للأئمة (الإمام الخميني في كتابه الحكومة الاسلامية ص 52) وثبوت الولاية التكوينية لا يعني تجرده عن منزلته التي هي له عند الله··· فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، ما هو تعليقك؟
– إن ثبوت الولاية التكوينية للأئمة من المسائل التي لم يتعرض لها معظم علماء الشيعة وإذا ذهب إلى هذا الرأي بعض العلماء فهو رأي ينسب إليه وحده ولا ينسب إلى المدهب الشيعي باعتبار أن باب الاجتهاد مفتوح وكل مجتهد هو الذي يتحمل مسؤولية الرأي الذي توصل إليه لأن اجتهاد شخص لا يكون حجة على اجتهاد شخص آخر· والمأثور عن أئمتنا أنهم كانوا لا يرون لأنفسهم هذه الأوصاف ولم يكونوا يقبلون بها وقد روي عنهم القول (والله ما عندنا براءة من النار) وقد كان الإمام زين العابدين معلقاً بأستار الكعبة يبكي ويستغفر الله فقال له بعض من رآه أنت ابن رسول الله وتفعل ذلك! فقال أما قرأت قول الله تعالى: فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذٍ} وقوله تعالى: وقفوهم إنهم مسؤولون}· والصحيفة السجادية المروية عن الإمام زين العابدين شاهدة على نظرة العبودية الخالصة لله تعالى وأنهم ليسوا فوق مستوى البشر· وقد أكرمهم الله تعالى بالقربى من رسول الله وحكمها المودة كما في قوله تعالى: قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى} وأما مكانتهم فقد اكتسبوها من المجاهدة في الله كما في قوله تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله لمع المحسنين}·
مفهوم التقية
هل أن حقيقة التقارب بين المذهب وسماع بعض الآراء المعتدلة يعود إلى التقية التي هي جزء من عقيدتكم وهذه إشكالية كبيرة في التقدم بالحوار الإسلامي الإسلامي، فهل ما يقوله علماء الشيعة للتقارب هو من باب التقية فقط؟
– يتحمل التفسير الفقهي المشهور عند الفقهاء مسؤولية التشويه لمفهوم التقية حيث انطلقوا في تعريفهم لها من منطلقات الخوف الشخصي والضرر الفردي مما أوحى أنها طريقة سرية لحفظ الشخص بإظهاره شيئاً لا يبطنه ولذلك أخذ الفقهاء في تفسيرها دفع الضرر مع أنه لم يرد له ذكر في النصوص الواردة في التقية والتي أعلن عنها الأئمة عليهم السلام بشكل علني وظاهر ولم تكن طريقة سرية وإنما كانت حكماً شرعياً يكشف عن تجاوز الأشكال المختلفة في أداء العبادات والمعاملات إلى وحدة الجوهر والمضمون الذي ينطبق على كل الأشكال والأفراد فليس جوهر العبادة ومضمونها في شكلها وإنما هو قائم في حقيقة المعبود الواحد والأمة الواحدة، فالتقيّة تريد أن تقول للجماعة التي اعتادت على شكل خاص في العبادة مثلاً أن هذا الشكل ليس نهاية العبادة التي لا تنحصر بهذا الشكل وبهذه الشروط بل هي واسعة تشمل هذا الشكل وغيره من الأشكال الأخرى التي تتكافأ في الصحة ولذلك لم تكن الدعوة إلى الإتيان بها مخصوصة بظروف طارئة وإنما كانت دعوة شاملة لحالات الإرادة والإختيار فالإمام الصّادق كان يدعو أصحابه وشيعته للذهاب إلى مساجد المختلفين معهم في شكل العبادة وإلى عشائرهم والصلاة بصلاتهم وقال إن المصلي خلفهم كالمصلي خلف رسول الله في الصف الأوّل وأنه كالمجاهد في سبيل الله وهكذا كان الحال بالنسبة إلى الصوم وأداء مناسك الحج ولذلك لم يرد عن الأئمة وجوب الإعادة لتلك العبادات بعد ارتفاع الظرف الذي استدعى إظهار الموافقة وهذا يعني أن التقية ليست طريقة ظرفية سرية وإنما هي الطريقة الدائمة للبحث عن المشتركات والإبتعاد عن مظاهر الإنقسام والإختلاف حفاظاً على وحدة الأمة والجماعة ومن المعلوم أن حاجة الأمة إلى الوحدة ليست حاجة ظرفية وإنما هي حاجة مستمرة ودائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولعله لأن الغاية من التقية هي الوحدة التي تتجلى في البحث عن المشتركات والأخد بها عبر الإمام الصادق عنها (التقية ديني ودين آبائي) (ومن لا تقية له لا دين له) لأن الذي يرفض العمل بالتقية بهذا المعنى يرفض المشترك ويرفض الآخر وهو بذلك يخالف الوحدة التي تقع في طليعة الاهداف الدينية·
ولذلك نقول إن ما يعمل له بعض علماء الشيعة وغيرهم حول التقارب ليس أمراً عابراً وظرفياً إنه تكليف شرعي يجب القيام به والإستمرار عليه وفيه استجابة لقول الله تعالى: ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}·
مصحف فاطمة
هناك قضية مفصلية وهي تحريف القرآن الكريم الذي يقول به بعض أئمتكم هل تحدثنا عن هذه القضية من وجهة نظرك؟ الشيعة تقول بمصحف فاطمة، هل هناك مصحف بهذا الأسم لديكم غير مصحفنا الذي نتداوله ونعرفه؟
– إن القرآن الكريم هو كتاب الله المنزل على نبيه محمد بن عبد الله وهو الموجود بين أيدي المسلمين بدون زيادة ولا نقصان فهو الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وقد بلّغه الرسول بتمامه وهو الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى هذا ما يعتقده المسلمون الشيعة قولاً واحداً وهذا ما كان عليه أئمة أهل البيت في شتى الأعصار ومختلف الأمصار وإذا وجدت بعض الروايات تنقل خلاف ذلك فهي باطلة ومردودة لأن أئمة أهل البيت قد ثبت عنهم القول (بأن ما خالف قول ربنا لم نقله) (وكل حديث مخالف لكتاب الله هو مردود وزخرف باطل) ورواياتهم بهذا المعنى متواترة، وليس للمسلمين الشيعة من كتاب منزل من عند الله على رسول الله غير القرآن الكريم·
وأما ما يقال عن وجود مصحف لفاطمة عليها السلام فهو مما لم أعثر على نسخة منه ولا هو موجود بين أيدينا ولم نقرأه في حوزاتنا العلمية ومدارسنا الدينية ولم نجد فيها من مصاحف غير القرآن الكريم المنتشر في كل بيوتنا وأماكن عبادتنا وهو المعروف والمسمى بمصحف عثمان برواية حفص عن عاصم وهو المطبوع مراراً في المملكة العربية السعودية والمنشور في كل البلاد الاسلامية، وهناك مؤلفات عديدة في تفسير القرآن الكريم لعلماء كثر من المسلمين الشيعة منذ مئات السنين ليس في آياته زيادة أو نقصان عن النسخ الحالية للقرآن الكريم·
ولا يوجد لديهم تفسير واحد لمصحف فاطمة الذي قد يكون المقصود منه الأدعية والأوراد والأذكار التي كانت تقوم بها في عباداتها، ولعل منشأ الدعايات في الماضي كان من قلْة الإطلاع الذي يعود لأسباب مختلفة كانت تمنع من حصول التواصل العلمي بين مختلف الأطراف·
نرى أن هناك إهمالاً للقرآن الكريم لدى المسلمين الشيعة ويقول بعض المراجع أنه يفاجأ بأن الحوزة العلمية في النجف أو في قم لم تمتلك منهجاً دراسياً للقرآن، إلى أي حد يمكن أن يصل عدم إلتزام القرآن في المدارس الحوزوية الشيعية؟
– إن وجود إهمال لدراسة القرآن الكريم في مدارسنا الدينية وحوزاتنا العلمية بالحد المذكور في السؤال هو أمر مبالغ فيه، فنحن عندما كنا في النجف كانت توجد دروس لتفسير القرآن الكريم، وكنا نحضر بعضها وفي الدراسة الفقهية كان الإعتماد على آيات الأحكام باعتبار علاقتها بالإستدلال على الأحكام الشرعية ونحن لا ننكر بأن المنهج الذي كان موجوداً لم يكن كافياً لحفظ القرآن الكريم وتجويده وقد كانت علوم التفسير تعتمد على الجهد الشخصي لطلاب العلم وليس على وجود منهج دراسي يلزم الطلاب بدراسته ومع ذلك فقد وجدت عشرات التفاسير القرآنية التي ألفها العلماء الموجودون في الحوزات العلمية التي تقوم على الدراسة الحرة ولا تعتمد في الأصل على نظام دراسي محدد وإن اختلف الوضع قليلاً في زماننا·
الإمام الخميني يذكر في أحد كتبه أن جبريل نزل على فاطمة وحدثها لما يجري لها ولذريتها ودوّن هذا كله الإمام علي بن أبي طالب ما رأيك؟
– إن المعروف لدينا أن جبريل كان هو الواسطة في نزول الوحي من الله على النبي محمد (ص) وقد جاء في القرآن الكريم (وكذلك أوحينا إليك قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها) (قل إنما أنا بشر يوحي إليّ انما إلهكم إله واحد) (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك) وغيرها من الآيات التي تحدَّثت عن نزول جبريل بالوحي على النبي وأما نزوله على غير رسول الله فليس عليه دليل من كتاب الله·
وأما الروايات والأخبار ففيها الصحيح وفيها غيره الكثير ولا ندري ما هي الفائدة من إطلاع فاطمة الزهراء على ما يصيب ذريتها بعدها وتدوين الإمام علي لتلك المعلومات؟! والله تعالى يقول في كتابه لنبيه قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن انا الا نذير وبشير لقوم يؤمنون}·
ولذلك قلنا في الجواب على بعض الأسئلة السابقة يجب إعادة النظر في جملة من مسائل التاريخ والروايات وقد قال بعض الشعراء على سبيل المبالغة:
وما كتب التاريخ في كلّ ما حوت
لقرَّائها إلاَّ حديث ملفَّقُ
نظرنا بأمر الحاضرين فرابنا
فكيف بأمر الغابرين نصدِّقُ!
التبشير الشيعي
بعض علماء السنة ممن بدأ الحوار مع الشيعة من زمن بعيد (الشيخ القرضاوي) اعترض على مسألة التبشير الشيعي الايراني في البلاد السنية ما رأيكم بذلك؟ وهنالك بعض التقارير التي تذكر ذلك؟
– لقد رفض أئمة أهل البيت الدعوة لأنفسهم ورفضوا الدعوة إلى التشيع حتى لا يجعل البعض منه جماعة أو حزباً سياسياً قد يستخدمه البعض لمشاريع سياسية خاصة وطموحات سلطوية تعمق الشرخ والانقسام داخل الأمة الإسلامية ومجتمعاتها وهذا ما يستفاد من سيرة الأئمة العملية ومن الأخبار الكثيرة المروية عنهم بهذا الشأن ومنها على سبيل المثال أنهم كانوا يطلبون من الشيعة أن يكونوا دعاة لهم بأعمالهم وسلوكهم وأن يكونوا زيناً لأئمتهم لا أن يكونوا شيناً عليهم· ولذلك نحن نرفض العمل التبشيري لأنه يحدث الفرقة بين المسلمين وليس له أي مردود من الناحية الدينية لأن انتقال المسلم من مذهب إلى مذهب آخر هو كنقل الماء من ضفة النهر إلى الضفة الأخرى والواجب هو العمل على تقارب المسلمين ووحدتهم وليس العمل على ما يحدث الفرقة ويزيد الانقسام بينهم·
كيف يتم جمع الأمة على كلمة سواء؟
– إن الدول الاسلامية وولاة الأمور فيها يتحملون المسؤولية الكبرى في العمل على جمع الأمة الاسلامية على كلمة سواء لأن المقدرات والإمكانات موجودة بين أيديهم وعليهم دعم وتظهير قوى الاعتدال في المجتمعات الاسلامية وهذه الأمة لا يزال الخير موجوداً فيها إلى يوم القيامة ولا يصلح أمر هذه الأمة اليوم إلا بما صلح عليه أولها فقد اعتصموا بحبل الله جميعاً ولم يتفرقوا وأصبحوا بنعمة الله إخواناً واستجابوا لنداء الله والرسول عندما دعاهم لما يحييهم وانتهوا عن الخلاف والنزاع فقويت ريحهم وارتفعت رايتهم وجعلوا لأمتهم المكانة اللائقة بين الأمم وغدوا بحق خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويؤمنون بالله·
حوار: بهاء الدين سلام