الثلاثاء , أكتوبر 15 2024

الخلاف حول الإمام المهدي و الروايات

 

الخلاف حول الإمام المهدي والروايات 
 
الشبكة الليبرالية السعودية تحاور العلامة السيد علي الأمين 
بتاريخ تموز 2011 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
س ـ لماذا إختلف المسلمون في قضية الإمام المهدي ؟ 
 
واعلم أن الخلاف حول الإمام المهدي بين الشيعة الإمامية وبين غيرهم من المسلمين المؤمنين به هو خلاف في حصول ولادته وعدمها وليس في أصل فكرة الإمام المهدي وخروجه وليس في دوره المنوط به تحقيقه في آخر الزمان . فقد روى الترمذي في صحيحه: أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي. 
وروى الإمام أحمد في مسنده أنه قال: لا تنقضي الأيام ولا يذهب الدهر حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ إسمه إسمي. وروى هذا المعنى غيرهما أيضاً. 
وكتب التاريخ وجامعي الأحاديث والرواة تعتبر عندنا من مصادر العلم والمعرفة بالكثير من الأحداث والوقائع والأشخاص على الرغم من عدم معاصرتنا لتلك الأحداث ولا لأصحابها. 
– وأما حديث(من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية) فالأقرب في تفسيره أن يقال أنه من باب التحذير من الفراغ في القيادة السياسية الذي يؤدي إلى النزاع ووقوع الفتن واختلال النظام العام.
والآية المباركة في قول الله تعالى(فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) هي ناظرة إلى شهادة الأنبياء على أممهم وشعوبهم ومنها شهادة خاتم الأنبياء على أمّته المسلمة. 
-تتمة- 
قال الشيخ عثمان الخميس في كتابه (متى يشرق نورك أيها المنتظر ؟!)ص-١٨- 
-لقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة ذكرُ المهدي، فمنها ما أخرجه الإمام أبو داود في سننه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتي ، يواطئ إسمه إسمي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً).وجاء كذلك عند أبي داود قول النبي صلى الله عليه وسلم( المهدي من عترتي، من ولد فاطمة).. 
وذكر في-ص-١٩- من الكتاب المذكور(ولذلك قال الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى:( والأحاديث الواردة في المهدي التي أمكن الوقوف عليها منها خمسون حديثاً، فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر، وهي متواترة بلا شك ولا شبهة…). 
-ومما تقدم من روايات صحيحة ومتواترة في خروج الإمام المهدي في آخر الزمان ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً يظهر لنا أنه لا خلاف يستحق الوقوف عنده في هذه القضية التي يجب أن تكون من عوامل التوافق والتقارب وليست من مسائل الخلاف والتباعد. ولا يصح لدى العقول بعد الإيمان بأصل خروج الإمام المهدي وبالدور الذي يقوم به أن نختلف على الإسم تارة وعلى حياته ومقدار عمره أخرى وعلى مشاهدته ثالثة! فإن هذه الأمور لا علاقة لها بالمضمون الذي نؤمن به ونعتقده ، ولا فائدة تذكر من الإختلاف عليها! فنحن نعتقد استمرار حياة كثير من المخلوقات كالملائكة وغيرها دون أن نشاهدها ، وإذا رزقنا الله تعالى البقاء إلى زمان ظهوره ومنّ علينا برؤيته والإنضواء تحت رايته يمكننا أن نسأله عن مقدار عمره وزمن ولادته وعن إسمه واسم أبيه رغم معرفتنا بجملة من ألقابه وأوصافه .
 
– علامات الظهور-
 
– وأما الحديث عن علامات ظهور الإمام المهدي فلا نرى فيه كبير فائدة خصوصاً وأن أكثر الأخبار التي تتحدث عنها ضعيفة السند وصحة مثل هذه الأخبار التي تتحدث عن الوقائع ترتبط بحدوث مضمونها وليس للإمام المهدي وكلاء بيننا باسمه ينطقون .هذا مضافاً إلى أن تلك الأخبار لا تغير شيئاً من التكاليف الملقاة علينا في إقامة الفرائض والعبادات وفي سعينا لتحقيق العدل في مجتمعاتنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل على ما فيه خير البلاد ومصلحة العباد بالدعوة إلى وحدة كلمتهم وإبعاد الفتن عن صفوفهم فإن كل هذه الأمور من الأهداف التي نؤمن بأن الإمام المهدي يعمل لتحقيقها في دولة العدل الإلهي فهو يخرج في الأرض ليملأها قسطاً وعدلاً ولا يحصل ذلك بالسعي لإشاعة الفرقة والبغضاء والفتن العمياء فإن طلب العدل لا يستقيم بالظلم ولا يقوم،والحكم مع الجور لا يدوم ولا يرضى به الحيّ القيّوم ! فمن ينتظر العدل الشامل لا يمكنه إلا أن يكون ساعياً لتحقيق العدل في مجتمعه ووطنه ومحيطه!.
 
قالوا الظهور متى يا قومُ موعدهُ / قلْ عند ربّي، لديه العلم والخبرُ
 
والحكم فيه إلى الرحمن مرجعهُ / يقضي بما شاء لا ما شاءه البشرُ