الدعوة إلى الحوار والإبتعاد عن سفك الدماء
العلامة السيد علي الأمين لقناة المستقلة/٢٣ نيسان ٢٠١١-
دعوة النظام السوري إلى الحوار والإستجابة للإصلاح والإبتعاد عن العنف !
س ـ ما تعليقك على ما يجري على الأراضي السورية ؟
ج ـ نحن نتألم ونتوجع عندما نسمع بأن هناك دماء تسفك، وهذا من الأمور التي لا يمكن أن يسكت عليها الإنسان لأنها دماء تسفك بغير حق والشعب عندما يخرج بطريقة سلمية المطلوب أن يُصغى إلى صوته وأن ينظر الحاكم إلى مطالبه المشروعة وأما القمع والقهر أنا أعتقد أنه يزيد الطين بلة ويذهب بنا إلى أمورٍ قد لا تحمد عقباها، ولذلك أعتقد كما قال أجدادنا العرب ( الدم يستسقي الدم ). وعندها ستزيد الإضطرابات والنزاعات والمحن .. والمفروض أن يصغي الحاكم إلى رأي الشعب عندما يخرج إلى الشارع يستمع إلى ما يريدون، ونحن لسنا من دعاة الثورة على الحاكم، ولكن الهدف من أي تحرك شعبي يجب أن يكون ناظراً إلى الإصلاح، والإصلاح يجب أن يكون بالوسائل التي يمكن أن تحقق هذه المطالب بعيداً عن سفك الدماء، ويجب على الحاكم أن يستمع لأصوات الشعب ويعمل على التواصل بينه وبين الناس وبذلك يمكن التوصل إلى الكثير من التطلعات والإنجازات ونبعد عن شعوبنا وأوطاننا ومجتمعاتنا شرور النزاعات والإنقسامات .
الإبقاء على الحراك السّلمي
س ـ سماحة السيد ما لديك من فائدة أو نصيحة يمكن أن تقولها حول الثورة في سوريا ؟
ج ـ هذه التحركات لا يجوز حرفها عن وجهتها الأصلية وجهتها الأصلية، هي حركة شعبية تريد إصلاحات وحريات والحركة الشعبية الموجودة في سوريا ليست موجهة ضد إيران ولا ضد حزب الله ولا ضد الشيعة والعلويين .. يجب الإستماع لهذه الحركة الشعبية ويجب على الحاكم أن يستجيب لمطالبها وأنا أرى كما قال الشاعر :
أرى تحت الرماد وميض نار ـــــ
ويوشك أن يشب لها ضرام
إذا لم يطفها حكماء قوم ـــــــ
يكون وقودها جثث وهام
المرحلة الآن تحتاج إلى حكمة وإلى عقل ونحن ندعو الرئيس بشار الأسد إلى حوار مباشر وسريع مع ممثلي هذه التحركات الشعبية ويجب الإبتعاد عن مسألة العنف والقهر وسفك الدماء وأقول للمسؤولين فليقرأوا شيئاً من عهد الإمام علي (ع) لمالك الأشتر عندما ولاه على مصر فيقول له :
فَأَصْحِرْ لَهُمْ بِعُذْرِكَ وَاعْدِلْ عَنْكَ ظُنُونَهُمْ بِإِصْحَارِكَ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ رِيَاضَةً مِنْكَ لِنَفْسِكَ وَرِفْقاً بِرَعِيَّتِكَ وَإِعْذَاراً تَبْلُغُ بِهِ حَاجَتَكَ مِنْ تَقْوِيمِهِمْ عَلَى الْحَقِّ
ثم يقول له :
إِيَّاكَ وَالدِّمَاءَ وَسَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنِقْمَةٍ وَلَا أَعْظَمَ لِتَبِعَةٍ وَلَا أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَةٍ وَانْقِطَاعِ مُدَّةٍ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِئٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ فِيمَا تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَا تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَمٍ حَرَامٍ فَإِنَّ ذَلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ بَلْ يُزِيلُهُ وَيَنْقُلُهُ .
هذه أمور يجب أن يتنبه لها الحكام والمسألة تحتاج إلى السرعة وعدم التأخر فهذه الثورة لها ممثلون فليفتح معها الحوار بشكل مباشر من أجل أن نقطع الطريق على الفتنة ونحقق الإصلاحات المطلوبة.