اننا في لبنان ذقنا المر من افعالهم و اشمئزينا من اقوالهم. على مر عقود طويلة لعبوا دور الملك في لعبة الشطرنج فنشاطهم السياسي و الحربي الظاهر لا يبدو ذات فعالية كبيرة و لكن الكل يتحرك لحمايتهم و منهم تُستوحا الخطط و الإستراتيجيات العسكرية.
قد يعتبرني البعض كافرا" او مشركا" بسبب بعض المواقف الإنسانية و العادلة التي اطلقها. فأنا اليوم اسلم جدلا" انني كافر. فأقول ان هذا الكفر بدينهم و التطرف الى دين الحق و الإنسانية جعلني اليوم اقف عند مواقف رجل رفض السباحة مع التيار و كم هي اصعب من السباحة معه. سماحة السيد علي الأمين، اجبرتني ان احترمك عندما اعطيتني الحق بالعيش بكرامة في دولة علمانية تحترم حقوقي و تفرض علي واجبات عقلانية. في منتدى "ولاية الدولة وولاية الفقيه" السيد علي الأمين: سأل، في دولة تتعدد فيها المذاهب و الأديان، كيف سيكون شكل الولاية الدينية فيها. هل يجب علينا ان نكون عباقرة لفهم هذا الواقع، أسأل؟
مع انني لا أستنضف مواقف رجال الدين السياسية إذ انها كلها تحمل رسائل مبطنة و تغذي الطائفية. لكن مواقف السيد علي الأمين السياسية هي مواقف انسانية اكثر منها سياسية. لا اعتقد ان احد من قادة الشيعة في العالم دعا الحكومة اليمنية الى خرط الحوثيين في الحياة السياسية و الإجتماعية، لكن السيد علي الأمين فعل انطلاقا" من قيمِه الإنسانية. لا أعتقد ان قادة بعض الحركات العسكرية المتطرفة يهمها الوضع الإنساني لهؤلاء، بل انها تستغل هذا الوضع استراتيجيا" لغسل ادمغة اتباعهم و زرع روح الشر و الإنتقام و بذلك يضمنون زعاماتهم الدنيئة. هل الغرب مستفيد من هذه الممارسات و هل هو يريد الغرب المتطرف ايضا" ان يرى شرق اوسط هادئ و يعيش بسلام، أسأل؟
و في لفتة انسانية منه للوضع بفلسطين، قال السيد علي الأمين: …ولا يجوز أن ننشغل بأنفسنا عن عدونا وان نصرف الانظار بتظاهراتنا وتصريحاتنا عن جرائم العدو الاسرائيلي المسؤول وحده عما يجري في غزة بتوجيه الاتهامات الى دولنا وشعوبنا… يموت الألاف كل يوم في العراق و فلسطين بينما القادة السياسيين المغموسين بالدم همهم تسجيل المواقف و النقاط. أليست سخيفة المواقف السياسية عند رؤية دموع الأطفال و الأمهات، أسأل؟
لو اراد السيد علي الأمين الإنضمام الى حزب الله او حركة امل كان وفر على نفسه عناء كبير و لكانت هذه الأطراف رحبت به و فتحت له الطريق كما فعلت مع غيره من عشاق السلطة و المال. و لكنه انقلب على قادة ابناء طائفته الكريمة و ذكرنا بوقفات ابناء الطائفة الشيعية: الوطنية و الشريفة و خاصة ابناء الجنوب قبل ان يسيطر هؤلاء القادة عليها. اتوجه لمن يعتقدون انهم من محبي الإمام موسى الصدر، و ادعوهم الى ان يراجعو لا بل يتطلعو على فكر الإمام المغيب و يقارنه بما يدعي اليه السيد علي الأمين. هل من يدعو الى الوفاق و المحبة و الى بسط سلطة الدولة لكي ينعم المواطنين بحقوق المدنية، هو عميل، أسأل؟
في الختام، اريد ان أسأل: هل الغرب مستفيد من الإنقسامات في الشرق الأوسط؟ اليس من يُغذّي هذه الإنقسامات هو العميل؟ اليس من يطلق الفتاوا الدينية من اجل السيطرة على الشعب و حثهم على الإرهاب هو الشر بعينه؟ أسأل؟؟؟
أبرز مواقف السيد علي الأمين:
– رفض الدعوات لبناء مسجد على مغارة قانا (7-1-1994) إن ارضا وطأها السيد المسيح عليه السلام بقدميه هي بحد ذاتها مسجد لله.
– الدعوة الى إصدار عفو عام عن الحوثيين وإلى مشاركتهم في العملية السياسية وتخليهم عن المواجهة العسكرية.
– الدعوة لجعل الضمان عاما لكل قطاعات الشعب و تأييد مطالب المعلمين في لبنان.
– ان انطلاقة عمل المحكمة الدولية في لاهاي جاءت نتيجة للجهود التي بذلها اللبنانيون الذين وقفوا وراء المطالبة بالحقيقة واستمرّوا في الثبات على مطلبهم رغم كل الصعوبات التي واجهتهم طوال السنوات الاربع الماضية.
– لا يجوز أن ننشغل بأنفسنا عن عدونا وان نصرف الانظار بتظاهراتنا وتصريحاتنا عن جرائم العدو الاسرائيلي.
من أجل لبنان أفضل
By: For Better Lebanon
Sunday, December 26, 2010
الوسومالسيد علي الأمين