الجمعة , أكتوبر 11 2024
sayyed ali al amin

العلّامة علي الامين: دَاعِية الكرامة الوطنيّة – أحمد ياسين

العلّامة علي الامين: دَاعِية الكرامة الوطنيّة
أحمد ياسين

برز العلامة السيد علي الامين – وبصفته عالما من علماء الدين العامليّين ، العاملين الأعلام – بأنه الدَّاعية للكرامة الوطنية بامتياز ، في ميدان التبليغ الدّيّني ، ولقد تجلّى ذلك ، في مواقفه الدينية (التبليغية ) والسياسية والاجتماعية . سواءٌ في خُطبه على المنبر الحسينيّ ، والمنبر المناسباتيّ (العائد بطبيعته إلى مناسبات مختلفة ، سياسية واجتماعية وثقافية الخ…) ، وفي مؤلفّاته .

لن يحمينا سوى الإنصهار الوطنيّ والدولة العادلة .

الإصلاحيّ النّهضويّ المستنير

فهو واحد من الدعاة الدينيين المستنيرين ، الذين امتازوا بفكرهم الإصلاحيّ النهضويّ ، والذين استطاعوا أن يُخرجوا ، بإجتهادهم الرّساليّ ، مفهوم الدّاعية الديني ، من إطاره الضيق/ المحدود ، أيْ إطاره الطائفيّ والمذهبيّ ، إلى رحابٍ إنسانيّةٍ مطلقة .

من الخصائص الفكرية للسيد الامين

وهذا ما يحيلنا على معرفة الخصائص الفكرية للعلامة السيد علي الامين ، (الذي يعدّ واحداً من الذين حملوا لواء التحرّر الوطنيّ الشامل ، ولواء التّقريب بين المذاهب الإسلامية في آن معاً .) . فنرى إليه أنه ، وعلى الصعيد الوطني ، على وجه التحديد ، يُمَاهي الدين بالوطن والوطن بالدين ، ف ” المُتَهاوِنُ بوطنه متهاونٌ بدِيْنِهِ حتماً ” . وهذا الإشهار هو المُرتَكَزُ الأساس في المنظومة الفكرية / الدينية للسيد علي الامين ، هذه المنظومة التي تشكل بعضَ جوهريةِ مكوِّناتِها المرتَكزات الآتي نصّها :

المذاهب والأديان والأوطان

“علاقاتُ المذاهبِ والأديانِ لا تكون على حساب الأوطان “.
” المذاهبُ ليست قدَرَاً لا يمكن تجاوزه “.
” إذا كان التَّسنُّنُ هو الإيمان بسنة رسول الله ، فكل المسلمين سُنّة ، والتشيع إن كان حبَّ أهل البيت فكل المسلمين شيعة ” .
“لن تحمينا مذاهبُنا ولا طوائفُنا ولا أحزابُنا ولا جماعاتُنا ، بل الإنصهارُ الوطنيُّ والدولةُ العادلةُ ” .
” العلاقة مع الآخَر تكون من خلال منظومة القِيم والمبادئِ الإنسانية ، التي تجعل الناس سواسيّة ، لا تُفَرِّق بينهم أعراقٌ وألوانٌ ، ولا تمنحهم الإمتيازاتِ أنسابٌ وأديان ” .
” ليست المنفعةُ تأتي من إسلامية النظام ، كما لا تأتي المَضَرَّة من مسيحية النظام ، إنما تتولّد المنفعةُ من عدالةِ النظام، ومن جَوْرِه تأتي المَضَرَّة ، وهكذا الحال بالنسبة إلى الحاكم ” .

اتهام جائر ثبت بطلانه

إذن هذه هي أبعاض معالم هوية التجذر الوطني والإنساني(هوية الإنتماء الحقيقي لصاحبها )لكن، وبما أنها هي هوية المنتمي الى وطن الطائفية السياسية التي على ما ظهر ويظهر أنه محرم إلغاؤها بالمطلق، فلقد لفق “هذا الوطن “للعلامة السيد علي الأمين لكونه الداعية للكرامة الوطنية تهمة نشرتها الوكالة الوطنية للإعلام في لبنان بأنه “عميل إسرائيلي”.وذلك بناء على ظهوره في صورة تجمعه بعدد من الشخصيات الدينية، من مختلف الأقطار العربية والطوائف الإسلامية والمسيحية واليهودية، في مؤتمر ديني في البحرين.

دمر الجيش الصهيوني منزل السيد علي الامين في صور كليا في حرب تموز 2006

وبالرغم من أن الأمين أكد في مؤتمر صحافي عقده في بيروت لهذه الغاية ،وذلك بعد حملة مركزة عليه، بأنه لم يكن يعلم بهويات وجنسيات رجال دين من اليهود في مؤتمر البحرين وهل هم من داخل الكيان الصهيوني أو خارجه.
وما أكد على أن هذه التهمة هي تهمة باطلة الإعتذار الصريح والعلني التي صرحت به الوكالة المذكورة متذرعة بأنها وقعت في الالتباس في هذه المسألة…فتأمل!

سيرة

وُلِدَ السيد علي الامين ، في بلدة قلاويه (في جنوب لبنان ) سنة 1952 م . هاجر إلى النجف الأشرف في العراق ، في ستينات القرن العشرين . وبلغ مرحلة الإجتهاد الشرعي في سنٍ مبكرة ، بعد أن تلقى علومه الشرعية على يد علماء الحوزة في النجف ، منهم آية الله الفيلسوف السيد محمد باقر الصدر .
درَّس مادة أصول الفقه وبحثِ الخارج في حوزات النجف وقم ولبنان ، ودَرَسَ عنده المئات من طلاب العلوم الدينية من مختلف أنحاء الدول الإسلامية والعربية .
داعية تَعايُشٍ بين الطوائف اللبنانية ومُقرِّبٌ بين أتباع الديانات .
عضو ” مجلس حكماء المسلمين ” (وهذا المجلس هو منظومة دولية يرأسها شيخ الازهر).
مرجع ديني شيعي وأديب وشاعر .
وهو المفتي السابق لمدينة صور وجبل عامل .

“المُتَهاوِنُ بوطنه متهاونٌ بدِيْنِهِ حتماً”.

شهد نشاطه السياسي الكثير من المواقف والنشاطات ولا زال . في الثمانينات من القرن العشرين ، جاء من النجف الى لبنان ، واقام في بيروت ، وترأس حوزة المعهد الشرعي في حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت . ثم ترك بيروت وأنشا في مدينة صور (في الجنوب) معهدا عاليا للعلوم الدينية ، اطلق عليه تسمية معهد ” الامام الصدر للدراسات الاسلامية ” .
قصف المنزل الذي كان يسكنه في مدينة صور خلال حرب تموز 2006 ودمر كليا .
له بحوث علمية ومئات التسجيلات في مادة أصول الفقه وبحث الخارج (الإستدلال) . كما وله مئات الندوات الفكرية والمحاضرات في مختلف الدول العربية والقارات في أوروبا وإسكندينافيا وأستراليا وأميركا .
عام 1990 ، دعا إلى تنظيم السلك الديني بالشكل الذي يعزز الولاء للوطن ، وإلى إنشاء كولوكيوم ديني يخضع فيه رجال الدين لامتحاناتٍ قبل مزاولة واجباتهم ولتحديد اختصاصهم .
وفي العام 1990 ، أيضا ، دعا إلى إنشاء معهد ديني واحد يجلس فيه الخوري والشيخ معا على مقعد واحد . يدعو إلى إلغاء التعليم الديني من المدارس الأكاديمية ، واستبداله بكتاب يعزز القيم وأخلاق الأنبياء ويعزز الولاء للوطن .
مجددٌ في الفكر الديني والسياسي والإسلامي . يدعو إلى إنشاء كتاب ديني موحد في لبنان .

من مؤلفاته

السنة والشيعة أمة واحدة (إسلام واحد واجتهادات متعددة) .
الأحزاب الدينية بين شهوة السلطة ورسالية الأئمة .
ولاية الدولة ودولة الفقيه .
كيف نفهم الثورة الحسينية .
خطاب الإعتدال في مواجهة ثقافة التطرف والإرهاب .
* له قصائد متفرقة وغير مجموعة في ديوان واحد .