الصحيفة السجادية -الصلاة على حملة العرش- الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام
وكان من دعائه عليه السلام في الصلاة على حملةِ العرشِ و كلِّ ملك مقرّب
اللّهمّ و حملة عرشك الّذين لا يفترون من تسبيحك ، و لا يسأمون من تقديسك ، و لا يستحسرون من عبادتك ، و لا يؤثرون التّقصير على الجدّ في أمرك ، و لا يغفلون عن الوله إليك و إسرافيل صاحب الصّور ، الشّاخص الّذي ينتظر منك الإذن ، و حلول الأمر ، فينبّه بالنّفخة صرعى رهائن القبور . و ميكائيل ذو الجاه عندك ، و المكان الرّفيع من طاعتك، و جبريل الأمين على وحيك ، المطاع في أهل سماواتك ، المكين لديك ، المقرّب عندك و الرّوح الّذي هو على ملائكة الحجب ،و الرّوح الّذي هو من أمرك ، فصلّ عليهم ، و على الملائكة الّذين من دونهم من سكّان سماواتك ، و أهل الأمانة على رسالاتك و الّذين لا تدخلهم سأمةٌ من دءوبٍ ، و لا إعياءٌ من لغوبٍ و لا فتورٌ ، و لا تشغلهم عن تسبيحك الشّهوات ، و لا يقطعهم عن تعظيمك سهو الغفلات . الخشّع الأبصار فلا يرومون النّظر إليك ، النّواكس الأذقان ، الّذين قد طالت رغبتهم فيما لديك ، المستهترون بذكر آلائك ، و المتواضعون دون عظمتك و جلال كبريائك و الّذين يقولون إذا نظروا إلى جهنّم تزفر على أهل معصيتك سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك . فصلّ عليهم و على الرّوحانيّين من ملائكتك ، و أهل الزّلفة عندك ، و حمّال الغيب إلى رسلك ، و المؤتمنين على وحيك و قبائل الملائكة الّذين اختصصتهم لنفسك ، و أغنيتهم عن الطّعام و الشّراب بتقديسك ، و أسكنتهم بطون أطباق سماواتك . و الّذين على أرجائها إذا نزل الأمر بتمام وعدك و خزّان المطر و زواجر السّحاب و الّذي بصوت زجره يسمع زجل الرّعود ، و إذا سبحت به حفيفة السّحاب التمعت صواعق البروق . و مشيّعي الثّلج و البرد ، و الهابطين مع قطر المطر إذا نزل ، و القوّام على خزائن الرّياح ، و الموكّلين بالجبال فلا تزول و الّذين عرّفتهم مثاقيل المياه ، و كيل ما تحويه لواعج الأمطار و عوالجها و رسلك من الملائكة إلى أهل الأرض بمكروه ما ينزل من البلاء و محبوب الرّخاء و السّفرة الكرام البررة ، و الحفظة الكرام الكاتبين ، و ملك الموت و أعوانه ، و منكرٍ و نكيرٍ ، و رومان فتّان القبور ، و الطّائفين بالبيت المعمور ، و مالكٍ ، و الخزنة ، و رضوان ، و سدنة الجنان . و الّذين لا يعصون اللّه ما أمرهم ، و يفعلون ما يؤمرون و الّذين يقولون سلامٌ عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدّار و الزّبانية الّذين إذا قيل لهم خذوه فغلّوه ثمّ الجحيم صلّوه ابتدروه سراعاً ، و لم ينظروه . و من أوهمنا ذكره ، و لم نعلم مكانه منك ، و بأيّ أمرٍ وكّلته . و سكّان الهواء و الأرض و الماء و من منهم على الخلق فصلّ عليهم يوم يأتي كلّ نفسٍ معها سائقٌ و شهيدٌ و صلّ عليهم صلاةً تزيدهم كرامةً على كرامتهم و طهارةً على طهارتهم.
اللّهمّ و إذا صلّيت على ملائكتك و رسلك و بلّغتهم صلاتنا عليهم فصلّ علينا بما فتحت لنا من حسن القول فيهم ، إنّك جوادٌ كريمٌ .