الصحيفة السجادية – الصلاة على محمد وآله- الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام
وكان من دعائه(عليه السلام) بعد هذا التّحميد الصّلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله)
الصلاة على محمد وآله
و الحمد للّه الّذي منّ علينا بمحمّدٍ نبيّه صلّى اللّه عليه و آله دون الأمم الماضية و القرون السّالفة ، بقدرته الّتي لا تعجز عن شيءٍ و إن عظم ، و لا يفوتها شيءٌ و إن لطف . فختم بنا على جميع من ذرأ ، و جعلنا شهداء على من جحد ، و كثّرنا بمنّه على من قلّ .
اللّهمّ فصلّ على محمّدٍ أمينك على وحيك ، و نجيبك من خلقك ، و صفيّك من عبادك ، إمام الرّحمة ، و قائد الخير ، و مفتاح البركة . كما نصب لأمرك نفسه و عرّض فيك للمكروه بدنه و كاشف في الدّعاء إليك حامّته و حارب في رضاك أسرته و قطع في إحياء دينك رحمه . و أقصى الأدنين على جحودهم و قرّب الأقصين على استجابتهم لك . و والى فيك الأبعدين و عادى فيك الأقربين و أدأب نفسه في تبليغ رسالتك و أتعبها بالدّعاء إلى ملّتك . و شغلها بالنّصح لأهل دعوتك و هاجر إلى بلاد الغربة ، و محلّ النّأي عن موطن رحله ، و موضع رجله ، و مسقط رأسه ، و مأنس نفسه ، إرادةً منه لإعزاز دينك ، و استنصاراً على أهل الكفر بك . حتّى استتبّ له ما حاول في أعدائك و استتمّ له ما دبّر في أوليائك . فنهد إليهم مستفتحاً بعونك ، و متقوّياً على ضعفه بنصرك فغزاهم في عقر ديارهم . و هجم عليهم في بحبوحة قرارهم حتّى ظهر أمرك ، و علت كلمتك ، و لو كره المشركون .
اللّهمّ فارفعه بما كدح فيك إلى الدّرجة العليا من جنّتك حتّى لا يساوى في منزلةٍ ، و لا يكافأ في مرتبةٍ ، و لا يوازيه لديك ملكٌ مقرّبٌ ، و لا نبيٌّ مرسلٌ . و عرّفه في أهله الطّاهرين و أمّته المؤمنين من حسن الشّفاعة أجلّ ما وعدته يا نافذ العدة ، يا وافي القول ، يا مبدّل السّيّئات بأضعافها من الحسنات إنّك ذو الفضل العظيم .