الثلاثاء , ديسمبر 10 2024

العلاقة مع الآخر

العلاقة مع الآخر

– د. عتمان: الآخر سواء كان عقائديا أو مذهبيا، الإنسان بمعنى أشمل.. أين يقع الآخر في فكر سماحتكم؟كيف نتعايش مع الآخر ونقبله دون تفريط في ثوابتنا؟كيف نحقق خلافة الله في أرضه ونعطي رحم حواء صلته؟

– العلامة الأمين: يقول الله سبحانه وتعالى (ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ان في ذلك لآيات للعالمين) وهذا الاختلاف في الآية هو بمعنى التّعدّد والتّغاير وهو سنّة إلهية من سنن الخلق والتكوين فهو بمعنى الاختلاف عن الآخر ولكنه لا يعني بالضرورة الخلاف والاختلاف مع الآخر.

وفي القرآن الكريم ايضاً اشارة جلية الى حقيقة الاختلاف الفكري بين بني البشر كما جاء في قوله تعالى: (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلّا مَن رحِم ربك ولذلك خلقهم..) وقوله تعالى: (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما أتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعاً فينبّئكم بما كنتم فيه تختلفون).  وبالسعي إلى فعل الخيرات يجسّد الإنسان أسمى المعاني لخلافة الله في الأرض، ومن الخيرات بناء العلاقات مع الآخرين على أسس من المودّة والعدالة والإحترام كما جاء في الحديث ( أحبب لغيرك ما تحبّه لنفسك).

فالنّظرة إلى الفرد أو الجماعة أو الأمّة تكون على قاعدة قوله تعالى: (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير) هذا هو الآخر، وهذه هي موازين التعايش معه وإن كان مختلفاً معنا في الدين والمذهب واللغة والعرق واللون، فالآخر يشكل جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الداخلي الذي نعيش معه داخل الوطن أو من المجتمع الدولي الأوسع والذي لا بد من التواصل معه، وهو في كلتا الحالتين فرد من العائلة البشرية الواحدة كما ورد في الحديث (الخلق كلهم عيال الله، وأحبُّهم إليه أنفعهم لعياله) وعن الإمام علي (الناس صنفان، إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، ( عاشروا النّاس بالمعروف معاشرة إن عشتم حنّوا إليكم وإن متّم بكوا عليكم).

 

المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين:  ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )

ص: 190 – 191

الناشر : دار مدارك للنشر