في حوار أجرته قناة (الآن) الفضائية مع العلامة السيد علي الأمين، تعرض لاحقاً، ما ملخّصه:
– (داعش) لا تمثل الإسلام بكل مذاهبه وطوائفه
– دعوة المرجعيات الدينية إلى مؤتمر فقهي
– دعوة السيد نصرالله للحوار الوطني حول الإنسحاب من سوريا
– إستمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية يعطي صورة سيّئة عن لبنان
_______
إن (داعش) تنظيم حزبي من الأحزاب التي اتخذت من الدين وسيلة لتحقيق مآربها السياسية بالطرق غير المشروعة ديناً وقانوناً، واعتمدت على الإرهاب غير عابئة بالمقدسات الدينية والكرامة الإنسانية
وهذه الصيغة الحزبية أفرزتها عدّة عوامل، أهمّها:
-ضعف الدولة في أماكن تواجدها، كما حصل في العراق وسوريا، وقد ساهمت السياسة غير العادلة لتلك الدول في إيجاد البيئة الحاضنة للتطرّف، ويضاف إليها الثقافة الدينية الخاطئة التي تقوم على توظيف الدين في مشاريع السلطة والحكم والتي تولّدت من مناهج التعليم الديني التي تنتج الفرز الديني والطائفي في المجتمع.
وقد تخلّت (داعش) وغيرها من أحزاب دينية عديدة عن منطق الدعوة والرسالة في عملها وأخذت بمنطق الصراعات المسلّحة في الوصول إلى السلطة والحكم وجعلت منهما غاية لتبرير الأساليب الهمجيّة والجرائم الوحشيّة في سبيل تحقيق المآرب تحت شعار الدين والخلافة.
وما رأيناه من الرفض العارم من المرجعيات الدينية، ومن الدول الإسلاميّة والعربية وشعوبهما لتلك الممارسات اللادينيّة واللاإنسانية من داعش وغيرها خير دليل على عدم امتلاك تلك التنظيمات للشرعية الدينية، وأنها لا تمثل الإسلام بكل مذاهبه وطوائفه، وهو خير دليل على بطلان الخلافة المزعومة والقائمة على القهر والبغي والعدوان. وقد صحَّ فيهم القول:
أَبِالشُّورَى مَلَكْتَ الأَمْرَ فينا = وَصِرْتَ خَلِيفَةً لِلْمُسْلِمِينَا
فَكَيْفَ جَرَتْ وَأَهْلُ الرَّأْيِ غَابُوا= وَمَا كَانُوا عَلَيْهَا شَاهِدِينَا
وَإنْ أَعْلَنْتَهَا بِالسَّيْفِ بَغْيَاً = فَأَنْتَ مِنَ الْبُغَاةِ المُفْسِدِينَا
فَمَا في الدّين إِكْرَاهٌ لِنَفْسٍ = وَتَطْلُبُ أَنْ نُطِيعَكَ مُكْرَهِينَا!
وقد خرجت (داعش) عن ثوابت القرآن الكريم في دعوته للتعايش السلمي بين الشعوب وفي دعوته لنفي الإكراه في الدين كما جاء في قول الله تعالى(لا إكراه في الدين)وقوله تعالى(لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحبّ المقسطين).
واستكمالاً لهذا الرفض العارم ندعو المرجعيّات الدينية لمختلف المذاهب الإسلامية إلى إقامة مؤتمر فقهي تقام فيه الأدلّة الشرعية من الكتاب والسنّة على بطلان هذه الظاهرة التي شوّهت صورة الإسلام وأساءت للمسلمين في العالم، ويخرج المجتمعون بوثيقة يتم تدريسها في المدارس والجامعات تشكل أساساً لتصحيح مناهج التعليم الديني.
– وحول سؤاله عن مشاركة حزب الله في القتال على الأراضي السورية، وعن توجيه نداء إلى السيد نصرالله، قال العلامة الأمين: نحن قد عبرنا عن رفضنا لهذا التدخل من أول الأمر، إن النداء الذي نوجهه إلى سماحة السيد نصرالله هو الدعوة إلى حوار وطني بين اللبنانيين للإجابة على سؤاله الذي طرحه قبل شهرين تقريباً وهو : هل إنسحاب حزب الله من سوريا يحمي لبنان؟
ومع غض النظر عن الدخول في النقاش حول خطأ التدخل وصوابه، فإننا اليوم نواجه خطر انتقال القتال إلى داخل الحدود اللبنانية، ونقول نعم إن انسحاب حزب الله من سوريا ووقوفه مع اللبنانيين وراء الجيش اللبناني يحمي لبنان، ويمنع من انتقال الأحداث السورية إلينا، وحزب الله الذي قال إنه ذهب لمقاتلة داعش والتكفيريين أصبح بإمكانه الخروج من سوريا لأن التحالف الدولي أصبح في مواجهة داعش، وبخروجه من سوريا ينخفض الإحتقان المذهبي في المنطقة، ويبطل حجج تدخل داعش وغيرها في بلادنا، لأنه ليس من المنطقي أن نقاتل الآخرين داخل حدودهم ونطلب منهم عدم الإختراق لحدودنا.
– وحول سؤاله عن الفراغ في رئاسة الجمهورية، قال العلامة الإمين: إن المسؤولين اللبنانيين أظهروا أمام شعبهم والعالم أنهم غير مبالين بالأخطار المحدقة بوطنهم وشعبهم وأعطوا صورة سيّئة عن لبنان من خلال عدم احترامهم للدستور الذي يمنع من حصول الفراغ في موقع الرئاسة.