الجمعة , أكتوبر 11 2024

العلامة المجتهد السيد علي الأمين – جريدة الشرق الاوسط

العلامة السيد علي الأمين: أين اعتدال السيستاني مما جرى في البحرين؟.. والشيعة المعتدلون يتعرضون للقمع


دعا لإشراك «الشيعة المعتدلين» في الحكومة اللبنانية.. وهاجم تناقض «مرجعية النجف».. وانتقد تصريحات النواب الإيرانيين حول العمرة






الرياض: تركي الصهيل
شن المرجع الشيعي اللبناني علي الأمين، هجوما على آية الله علي السيستاني، نافيا صفة «الاعتدال» التي يروج لها مريدوه عنه، قائلا إن «الاعتدال عمل ومسيرة ومسار.. وليس دعاية فقط».

وانتقد الأمين في لقاء مع الصحافيين تم في منزل القاضي السعودي الشيخ عيسى الغيث، سكوت آية الله علي السيستاني عن الأحداث الطائفية التي جرت في كل من لبنان والعراق وأخيرا البحرين.


وقال: «السيستاني لم يقم بدوره لا في لبنان ولا في العراق ولا في البحرين ولا حتى في الكويت، لم نسمع له تصريحا يقول أنا لست مع النفوذ الإيراني في لبنان أو العراق، فكيف هو الاعتدال إذن؟!».


وتعتبر هذه من المرات النادرة التي يهاجم فيه رجل دين شيعي، مرجعية شيعية بحجم السيستاني.


وأبدى علي الأمين وهو مفتي صور وجبل عامل الأسبق، امتعاضه من عدم قيام المرجعية الشيعية في النجف بدعوة الشيعة في البحرين إلى الكف عن التظاهر، كما فعلت ذلك في بغداد حينما أصدرت فتوى تحرم التظاهر، على الرغم من أن العراقيين خرجوا للمطالبة بحقوق مشروعة، واصفا سلوك مرجعية النجف بـ«المتناقض».


وأعرب المرجع الشيعي اللبناني استغرابه من عدم صدور أي موقف من آية الله علي السيستاني جراء الأحداث التي شهدها عدد من البلدان العربية، وبالأخص البحرين لإزاحة الاحتقان في تلك البلدان، قائلا: «متى سنسمع هذا الموقف من السيستاني.. يوم القيامة؟!».


وسرد الأمين قصة حدثت له مع رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، حينما أفصح الأخير عن رغبته بزيارة المرجعية الشيعية في النجف، لتهدئة الاحتقان الذي نشأ في أعقاب أحداث بيروت التي سفكت فيها الدماء من حركات تقلد السيستاني، إذ اعتبر رجل الدين الشيعي التواصل مع المرجعية أمرا جيدا، ولكن موقفها كان سلبيا من أحداث لبنان، حيث لم يصدر عنها أي قول يحرم سفك الدماء بين المسلمين.


ورأى المرجع الشيعي اللبناني، أن آية الله علي السيستاني كان يشجع بسكوته ما جرى في أكثر من بلد عربي.


وفي دعوة مبطنة لإيجاد مرجعية شيعية جديدة، اعتبر الأمين أن هناك ضرورة بأن تكون هناك مرجعية شيعية معتدلة، تسهم في لم شمل المسلمين وعدم تفريقهم، قائلا إن المرجعية «ليست منزلة من السماء، وإنما يصنعها علمها ودورها والفريق الذي يتعامل معها».


ورأى رجل الدين الشيعي اللبناني، أن الأصوات الشيعية المعتدلة، تتعرض لممارسات قمعية من الأصوات الشيعية المتطرفة، لافتا إلى أنه تعرض للهجوم بعد الأحداث اللبنانية الأخيرة من بعض التابعين للحركات المقلدة للسيستاني لأنه نهى عن الفتنة، وحرمها.


وأوضح علي الأمين، أن حزب الله وحركة أمل، لا يمثلان غالبية الشيعة في لبنان، داعيا إلى ضرورة أن يكون هناك تمثيل لـ«الشيعة المعتدلين في الحكومة اللبنانية».


وروى تفاصيل قصة حدثت بعد انسحاب وزراء من حزب الله وأمل من الحكومة اللبنانية، حيث أشار إلى أن فؤاد السنيورة رئيس الحكومة اللبنانية السابق، رفض إشراك المعتدلين الشيعة في حكومته بعد انسحاب وزراء الحركتين.


وقال: «بعد عدوان يوليو (تموز) نشأت خلافات بعد قصة المحكمة أدت لاستقالات وزراء الشيعة التابعين لأمل وحزب الله، فذهبت إلى السنيورة، وطلبت منه أن نرشح وزراء معتدلين من الشيعة ليشغلوا حصة الشيعة في الحكومة، حيث يجب أن تشعر أمل وحزب الله بأنهم يخسرون عندما يخرجون من الدولة، أما إذا كانوا على حصتهم يحصلون وهم خارجون وهم داخلون إذن لن يفرق معهم بناء الدولة، فلم يستجب السنيورة لهذا الأمر ولم يوافق».


وبعيدا عن الشأن اللبناني، انتقد رجل الدين الشيعي اللبناني، السياسة الإيرانية في المنطقة العربية، وبالأخص في البحرين. وقال: «التدخل الإيراني في البحرين أمر مرفوض.. المطلوب من إيران أن تكون عنصر اطمئنان في المنطقة، فهي دولة مهمة في المنطقة.. ليس مطلوبا من البحرين أن تطمئن إيران، وإنما المطلوب من إيران أن تطمئن الدول الموجودة في المنطقة بعدم تدخلها في شؤون الآخرين، ولكي لا تخسر بواباتها على العالم العربي والإسلامي».


وانتقد الأمين بشكل كبير السياسة الإيرانية في التعاطي مع الحالة البحرينية. وقال: «البحرين مساحتها أقل من 500 كيلومتر وفيها أقل من مليون نسمة، يعني إيران بتدخلها ستربح قسما من أهل البحرين ولكنها ستخسر مليار مسلم فالخليج بوابتها إلى العالم العربي كله، فلماذا تريد أن تخسر بهذه السياسة غير المفهومة مليار مسلم وتزيد حالة الاحتقان بين المسلمين، فهذه سياسة أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها غير حكيمة وليست لمصلحة إيران وشعبها وهذه السياسة تتحمل مسؤوليتها الإدارة الإيرانية وليس الشعب الإيراني».


وتندر المرجع الشيعي اللبناني على موقف إيران من دخول قوات درع الجزيرة إلى البحرين. وقال: «غريب الموقف الإيراني من اعتراضها على دخول قوات سعودية وقوات درع الجزيرة للبحرين.. فهذه القوات قوات شقيقة، ولم تدخل غازية ومحتلة، وهذا لا ينبغي أن يشكل عائقا ومانعا من قيام أحسن العلاقات بين إيران والبحرين وكل دول الخليج، فنحن نرى بين العراق وإيران أفضل العلاقات على الرغم من وجود الجيش الأميركي في العراق، فهذه سياسة غير مقبولة وغير مفهومة»، مضيفا: «المطلوب من إيران الآن أن لا تكيل بمكيالين في المنطقة».


ودعا المرجع الشيعي اللبناني، طهران، لأن تدعو دول الخليج إلى جلسة مصارحة لحل كافة الأمور الخلافية، معتبرا أن هذه الطريقة هي أفضل سبيل لإحباط أي مؤامرة أميركية متوهمة تسعى للإيقاع بين إيران والدول الخليجية كما يعتقد الإيرانيون.


وقال: «إذا سلمنا بصدق إيران بأن هناك مؤامرة أميركية في المنطقة، فلتحبط هذه المؤامرة الأميركية وتدعو كل الأطراف الموجودة في دول الخليج إلى جلسة مصارحة وأن نضع نقاط الخلاف حتى يبعث الاطمئنان في النفوس ونزيل الاحتقانات الموجودة في المنطقة، وبالتالي نبطل أي مؤامرة متوهمة تريد أن توجد وقيعة بين دول المنطقة وإيران».


ولم يفت الأمين أن يوجه انتقادا لتصعيد بعض النواب الإيرانيين بكشفهم عن نيتهم الطلب من المعتمرين الإيرانيين عدم الذهاب إلى موسم العمرة. وقال: «هناك نائب إيراني يقول إنهم سيطلبون من المعتمرين الإيرانيين عدم الذهاب إلى مكة لأداء العمرة فهذا نوع من أنواع التصعيد، وزج بعبادات مقدسة في عالم التجاذبات السياسية، وهي من التصريحات التي تسيء للعلاقات بين المسلمين، فهذه العبادات جعلت من أجل أن يتواصل المسلمون مع بعضهم البعض».


وأضاف: «منع الناس من الذهاب إلى العمرة هو تدخل بأمر ليس من اختصاصات النائب الإيراني الذي دعا لهذا الأمر، لأن أحكام الشريعة بواجباتها ومندوباتها وأحكامها لا علاقة لها بالخلافات السياسية أو التوافقات السياسية، فهي أحكام قد شرعت للمسلمين وهي سابقة على خلافات السياسي أو اتفاقات السياسي».


http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=618532&issueno=11834


http://www.alriyadh.com/2011/04/23/article626100.html