السبت , ديسمبر 14 2024

العلاّمة السيد علي الأمين : قرار أهل الجنوب للدولة اللبنانية والعيش المشترك

العلاّمة السيد علي الأمين : قرار أهل الجنوب للدولة اللبنانية والعيش المشترك

أرشيف الديار – 12 -1 – 1990

الامين
والقى السيد علي الامين كلمة اكد فيها ان »الدفاع بالكلمة والعمل الصامت، كما انتم اصحاب الارض الفعاليات الكريمة الذين تشكلون المدافع الصامت بفكركم وبعملكم كل في ميدانه: المدرس في المدرسة والعامل في المصنع۔۔۔ لبناء المجتمع الواحد، لبناء الوطن والدولة الواحدة۔ وهذه من التقوى، فليست التقوى شكلا ولباسا وثوبا بل هي في الممارسة من اجل البناء والدفاع كل في موقعه.
وننطلق الى الفتنة العمياء التي استهدفت ارضنا الطاهرة، لم تستهدف حركة امل وانما تستهدف كل الارض وكل الشعب في جنوبنا الصامد والعزيز ولا تستهدف الجنوب وحده وانما تستهدف لبنان بأسره۔ فالحرب في اقليم التفاح ليست حربا شيعية – شيعية بل حرب على الشيعة وليست لبنانية – لبنانية بل حرب ضد لبنان وضد تعريب القرار وهي قتل للأمل الذي انبثق من اتفاق الطائف والذي ننتظره جميعا في دولة واحدة موحدة لمواطنين احرار۔
اننا مرارا وتكرارا توجهنا بالنصيحة سرا وعلنا الى الجمهورية الاسلامية في ايران بأن للجنوب اهله -وانتم الحاضرون اهله- وان للجنوب قرارا واصحاب القرار الساكنون على هذه الارض على اختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية ونسيت تلك الجماعة التي معها تتعاملون وتغذّون أنها لا تمثل الجنوب واهله وانما تمثل نفسها بنفسها، وفعاليات هذه الارض هم اهلها واصحاب القرار عليها ولا يمكن لأحد ان ينتزع منهم القرار لا بحرب ولا بسلم ولا بمجاملة ولا ببيع ولا بشراء، وقرار الارض لاهلها۔
لعلكم قرأتم قرار الطفيلي الواضح يقول نرفض القرار 425۔ اذن الحرب ضد القرارو ليست حربا من اجل جنة ونار، ليس حتى في الدين اليهودي مثل هذه الانتهازية۔
المعركة ليست معركة امل حدها بل معركة جميع اللبنانيين وليست معركة فئة واحدة معركة كل انسان يريد دولة واحدة۔ ومؤمن بالمواثيق الدولية وقراراتها وصيغة العيش المشترك الحضاري على الساحة اللبنانية ومؤمن بهذا البلد۔ كجنوبيين ولبنانيين، لسنا جنوبيين بالهواء الطلق نحن عرب جنوبيون وعرب لبنانيون لانرضى بأي صيغة غيرها حتى لو ألبسوها اية جبة دينية وعمامة۔ نحن عرب مسلمون ومسيحيون في هذا البلد۔ الوطن هو لكل الطوائف والمذاهب ولكل الاحزاب والتنظيمات للجميع تحكمه صيغة عيش مشترك لابنائه على قاعدة العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات۔
كيف تنتهي هذه الفتنة؟۔۔۔ بأن ينسحب المعتدي من ارض دخلها بقوة السلاح فورا، كأنهم يفكرون اننا لا نفهم اللغة العربية قد يكونون معذورين! ولكن نحن نفهم اللغة العربية جيدا نحن ابناؤها۔
نطلب من الوفد الايراني الذي لم يكن بالمستوى المطلوب ويقولون نحن مهتمون بالمسلمين:
لو كنت مهتما لاطلعت كل الدنيا على الحشودات وكان بالامكان ارسال ايران وفد إلى جباع وعين قانا كما فعلوا في زمن حرب المخيمات فاجلسوا وفدا داخل الرشيدية واخر خارجها۔
والان يطلبون من الفلسطينيين الانسحاب من مواقع هم سلموها لهم سابقا۔ نعم سلموها لهم لايقاع حرب جديدة بين الجنوبيين والفلسطينيين، وليعلموا انها لن تقع وذهبت الحرب معهم الى غير رجعة بل نحن لهم عون على انتفاضتهم داخل ارضهم، لان الحرب التي تدور في اقليم التفاح هي حرب ضد الانتفاضة وليست لمساعدتها«۔

من أرشيف الديار

شارك المعرفة وانشر