القرآن واحد عند كل المسلمين
وما عدا ما تقدم من تلك الأركان المتفق عليها بين المسلمين وإن وقعت فيها الإختلافات بين الفقهاء ولكنها لا تضر في صحّة الإنتماء للإسلام، وهناك بعض من أقاويل تصب في الشائعات التي قد يطلقها البعض دون تدبّرٍ لزرع الفرقة بين المسلمين. فالقرآن الكريم هو كتاب الله الذي أوحى به الله إلى رسوله محمد عليه الصلاة والسلام، وهو حق من عند الحق، لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، وعلي بن أبي طالب كان يصف رسول الله بأنه أمين وحي الله، وخاتم رسله وبشير رحمته ونذير نقمته. وليس عند المسلمين على اختلاف مذاهبهم نسخة أخرى عن القرآن الكريم غير الموجود بين أيديهم في مساجدهم ومدارسهم وبيوتهم وفي حاضرهم وماضيهم، وإن كان هناك من قائل فيما مضى بنقصه فهو قول شاذٌّ ومهجور ومعلوم البطلان، ولا يعبر بذلك إلا عن نفسه وفساد رأيه واختلال منهجه وليس عن عموم مذهبه، لأنه قول مخالف لإجماع الأمّة بكل مذاهبها في شتّى الأمصار ومختلف الأعصار.
المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين: ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )
ص: 171
الناشر : دار مدارك للنشر