زار رئيس المجلس الأرثوذكسي اللبناني، روبير الأبيض، المرجع اللبناني الشيعي السيد علي الأمين، على رأس وفد للتضامن معه على خلفية ما تعرض له في الأيام الأخيرة عقب مشاركته في مؤتمر ديني أُقيم في البحرين، وللتباحث في الأوضاع الصعبة التي تمر على لبنان، والتخبط السياسي القائم، وانتفاضة الشعب ضد الفساد المستشري والفشل في إدارة الدولة.
واستنكر المجتمعون اعمال التخريب والاعتداءات التي تنفذها مجموعات معروفة الانتماء وتلصقها باسم الطائفة الشيعية، وشددوا على رفض اعمال العنف القائمة الذي يقوم بها الشباب الطائش في وسط بيروت، محملين مسؤولية من يدعون بانهم يمثلون الطائفة الشعية في لبنان .
وفي الملف الحكومي، رأى المجتمعون ان الأولوية لتشكيل حكومة انقاذية حيادية من أصحاب الاختصاص والضباط المتقاعدين ان امكن، وذلك لفترة زمنية قصيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والعبور بلبنان إلى شاطئ الأمان، كما طالبوا رئيس الجمهورية بإجراء مشاورات مع الكفاءات الاقتصادية والفكرية والمرجعيات الدينية لبلورة الأفكار والمساعدة على تأليف هذه الحكومة.
وتمسك المجتمعون بدعوة اللقاء الوطني اللبناني المطروحة عام 2015 والتي تنص على فصل الدين عن الدولة وتوعية المواطن على حقوقه تجاه الدولة وحقوق الدولة والمؤسسات تجاه مواطنيها من اجل الحفاظ على المواطنة الحقيقية والعيش المشترك والمساواة والعدالة واحترام الآخر .
كما أكد المجلس الأرثوذكسي امام السيد علي الأمين رفضه التام التهجم على رجال الدين، كما حصل مع متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس، المطران الياس عودة، والسيد علي الأمين مؤخرا، مؤكدا وبلسان رئيسه ان الطوائف اللبنانية سواسية في الوطن، ولا يجوز ان تتقدم طائفة على أخرى، فالهدف النهائي حماية لبنان والحفاظ عليه كوطن نهائي لجميع أبنائه.
وشدد رئيس المجلس، بضرورة العودة الى اتباع سياسة النأي بالنفس عن الصراعات في منطقة الشرق الاوسط ورفض اي تدخل خارجي في شؤون الدولة اللبنانية، وتشكيل حكومة كفاءات بناء على طلب الشعب المنتفض تمتلك صلاحيات محدودة ولفترة زمنية معينة لتحقيق الأهداف المرسومة ، فالعالم يراقبنا وسفينتنا تغرق، ثم الذهاب سريعاً الى انتخابات مبكرة على أساس النسبية الموسعة حيث يكون لبنان دائرة واحدة، والعمل على إنشاء مجلس الشيوخ تمثل فيه جميع الشرائح اللبنانية، ونزع صفة التقسيم الطائفي عن المجلس النيابي، فلا يجوز ان يكون حكام الطوائف وزعماء الحرب قادة الدولة ومشرعيّها، يتولون محاسبة انفسهم بأنفسهم دون حسيب او رقيب، ولا نستطيع الخروج من الدوامة التي نعيشها بسبب الصراع على الحصص والمكاسب والمغانم.