السبت , ديسمبر 14 2024

تجاوز الخلافات

تجاوز الخلافات

– د. عتمان: لن أخوض في مرحلة الفتنة ولكل من الشيعة والسنة رواياته حول تلك الحقبة ولكن هل من المقبول أن تتحمل الأجيال بعد ما يزيد عن 1400عام تبعات تلك الحقبة؟ وما السبيل لتجاوز تلك الحقبة وعند الله ترد المظالم؟

– العلّامة الأمين: ليس بين المذاهب الإسلامية كلها خلاف حول أركان الإسلام التي يجمعها الحديث المروي عن رسول الله عليه الصلاة (الإسلام ان تشهد ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت له سبيلا).

والخلافات التي حصلت في تلك الحقبة وما بعدها بين المسلمين ليس لنا بها علاقة، ولسنا مسؤولين عن حصولها، ولا يصح أن تلقي بظلالها على حياتنا، وعلينا أن نبني علاقاتنا على ضوء ما أرشدنا إليه الله تعالى في قوله {تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون} فعلينا أن نقتدي بجميل أفعالهم وأن نستفيد من مواطن اختلافهم بإجتنابها وعدم تكرار أسبابها.

ونحن نرى إن جوهر المشكلة التي يعاني منها المسلمون اليوم في علاقاتهم يكمن في الصراع على السلطة والنفوذ، ولا يكمن في تعدد المذاهب، ولا في الإختلاف على تفسير بعض المسائل الفقهية والتاريخية التي أصبحت في ذمة التاريخ، فمثل هذه الأمور كانت موجودة في الماضي القريب والبعيد ولم تكن سبباً لسوء العلاقات بينهم، ولم تمنع تلك الإختلافات الإجتهادية لعلمائهم من الإنصهار الوطني في البلاد التي تضمّهم، ولم تمنعهم من المصاهرات والقرابات في الكثير من العائلات والقبائل والمجتمعات والتي تعكس مدى تأثير المشتركات الدينية الكثيرة على سلوكياتهم الوحدوية المنطلقة من عمق إيمانهم بالدين الواحد الذي آمنوا به والأمّة الواحدة التي ينتمون إليها.

المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين:  ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )

ص: 159 – 160

الناشر : دار مدارك للنشر

 

شارك المعرفة وانشر