الخميس , مارس 28 2024

التّشيّع الجعفري والتّشيّع الصّفوي – نواصب وروافض

التّشيّع الجعفري والتّشيّع الصّفوي

– د. عتمان: هل هناك فرق بين التشيع الجعفري وما يسمي التشيع الصفوي إن جاز التعبير؟ وما هي مواقفقكم من مصطلحات الروافض والنواصب والتي يرددها البعض دون معرفته بالآخر؟

– العلّامة الأمين: إن بعض المصطلحات ولدت في الماضي، ومنه ما جرى بين الدولتين الصفوية والعثمانية من صراع على السلطة والنفوذ في العالم العربي، وكان من أسباب الإثارة لنعرات طائفية ومذهبية لم تكن موجودة في العهود السابقة خصوصاً في عهود معاصرة أئمة أهل البيت لمعظم الحكام والخلفاء في الدولتين الأموية والعباسية، ولا شك أن الصراع بين فريقين وخاصّةً الدموي منه يولد ثقافة فيها الكثير من مدح الذات والجماعة والكثير من الكراهة والبغضاء للآخر وإظهار معايبه وكتم فضائله وتغييب المشترك معه وظهور العنصريات، قال الشاعر:

وعين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ    كما أنّ عين السخط تبدي المساويا

والمطلوب في عملية التصحيح أن نبتعد عن استنهاض تلك اللغة العنصرية والمذهبية بالعودة إلى ينابيع الإسلام الأصلية من الكتاب والسنّة وعرض موروثاتنا العقدية والفقهية عليهما عملاً بقوله تعالى: (… فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا…) والردّ إلى الله يكون بالعودة إلى القرآن الكريم والرد إلى رسوله يكون بالرجوع إلى سنته الجامعة غير المفرقة.

نواصب وروافض

وبعض المصطلحات مثل (ناصبي ورافضي) التي تدخل في باب التنابز بالألقاب والّتي تطلق في أيامنا لزرع الفرقة بين المسلمين دون معرفة أسبابها وتاريخها، فإنها صدرت تعبيراً عن صراع في مرحلة معينة انتهى منذ زمن بعيد، فلا يوجد في المذاهب الإسلامية كلها من ينصب العداء لأهل البيت عليهم السلام. وأولئك الذين رفضوا الإنضمام إلى الإمام زيد في معركة الكوفة عندما رفض الطعن بالشيخين بقوله: ما سمعت من آبائي عنهما إلا خيراً!. هؤلاء أيضاً قد انتهوا وانتهت الحادثة التي كانت سبباً لتسميتهم الشخصية بها فلا تنطبق على ذراريهم الذين لم يكونوا في تلك الحادثة كما لا ينطبق عنوان الناصبي على ذرية من نصب العداء لأهل البيت وحاربهم في تلك الفترة لأن العناوين ذات الأحكام والأوصاف لا تنتقل عن موضوعاتها بدون الفعل الذي قام به صاحب ذلك الوصف والعنوان.

 

المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين:  ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )

ص: 163 – 165

الناشر : دار مدارك للنشر