الثلاثاء , ديسمبر 10 2024

حاضر في كفرنبرخ بدعوة من الشباب التقدمي – العلامة السيد علي الأمين – قيام الدولة المدنية على قاعدة المواطنية وتأليف لجنة لإلغاء الطائفية السياسية تطبيقاً للطائف

المستقبل – الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008 – العدد 3134 – شؤون لبنانية – صفحة 5

 

دعا العلامة السيد علي الأمين الى "قيام الدولة المدنية التي تعتمد على قاعدة المواطنية بعيداً عن الصيغة الحالية القائمة على الانتماء الطائفي والمذهبي، لأن المواطنية يتساوى فيها كل المواطنين على اختلاف انتماءاتهم الدينية والسياسية".
كلام الأمين جاء خلال ندوة أقيمت في بلدة كفرنبرخ ـ الشوف بدعوة من مجلسها البلدي ومنظمة "الشباب التقدمي" بحضور الشيخ سامي أبو المنى والشيخ نصوح حيدر وممثل رئيس "اللقاء الديموقراطي" رضوان نصر وقيادة الحزب التقدمي ورئيس المجلس البلدي لكفرنبرخ الشيخ خالد العماد وأعضاء المجلس البلدي ورؤساء بلديات القرى المجاورة.
وقال: "إن العقلاء تمكنوا من لجم الأحداث الأليمة وإطلاق اللقاءات بالرغم من الجراح البليغة التي حصلت في أيار الماضي من دون أي مبرر لها على الإطلاق، وكانت مخالفة للشرائع كلها سماوية وأرضية ومنافية للمنطلقات الوطنية ومبادىء العيش المشترك".
ولفت الى أن "العقلاء كانوا بين أمرين بين الاستجابة لتلك المنطلقات الغرائزية ذات الارتباطات الخارجية التي تريد أن تجعل من وطننا ساحة لمشاريعها وهيمنتها من خلال أسر الوطن وبين إخراج البلاد من حالة الصراع المسلح الذي يخسر فيه الجميع الى حالة لا يكون فيها صراع ويكون الاحتكام الى الكلمة التي تفتح الطريق نحو الأمن والاستقرار ومعالجة تداعيات الأحداث، وهنا تكمن الحكمة التي تجلت في ما قام به الاستاذ وليد جنبلاط من مساعي التهدئة وفي ما قام به الشيخ سعد الحريري من لقاءات هادفة لتثبيت الهدوء والمصالحات".
واعتبر أن "هذه المساعي الحميمة ساهمت في تخفيف حالات الاحتقان التي تولدت بفعل الأحداث الماضية التي تركت الآثار السيئة"، مشيراً الى أن "المهم في تلك اللقاءات بعد حصول التهدئة ان نصل من خلالها الى تعزيز مشروع الدولة ونهوضها والعودة الى المؤسسات فيها ووضع السلاح جانباً تمهيداً لوضعه بيد الدولة صاحبة الحق والمرجعية الوحيدة في شؤون الأمن والدفاع وسائر الشؤون التي تحفظ وحدة البلاد والشعب".
اضاف: "إننا نضم صوتنا الى صوت الزعيم الوطني وليد جنبلاط في دعوته الى تشكيل لجنة لإلغاء الطائفية السياسية تطبيقاً لاتفاق الطائف. وهذا ما يتفق مع قيام الدولة المدنية التي يتساوى فيها كل المواطنين لعلنا بذلك نواكب العالم بتطور أنظمته السياسية وتقدمه الاجتماعي، ولسنا نبتعد بذلك عن جوهر الدين لأن من جوهر الدين الابتعاد عن العصبية والمذهبية والدعوة الى المساواة في الحقوق والواجبات".
ورأى أن المطلوب من رجال الدين "كسر القيود الطائفية ونبذ المذهبية والتعصب والابتعاد عن التطرف والعمل على نشر ثقافة التسامح والانفتاح، لأن جوهر الأديان واحد في الدعوة الى الله الواحد والعمل من أجل وحدة الانسان والسعي الى تحقيق العدالة له بالحكمة والموعظة الحسنة، ولا يجوز تحويل الدين غطاء لظلم الانسان والاعتداء عليه تحت أي عنوان، ولا يجوز إدخال الدين في الصراعات السياسية التي تؤدي الى النزاعات الداخلية وزعزعة النظام العام كما حصل في أيار الماضي حينما تدخلت بعض المؤسسات الدينية لمنع نقل مسؤول من موقع الى آخر بحجج طائفية، وتسكت عما جرى من مظالم في بيروت والجبل والشمال والجنوب والأعجب من ذلك انهم كانوا يصدرون الفتاوى بتحريم إحراق الدواليب والإطارات في الشوارع ولكنهم سكتوا عن سفك الدماء".
وأوضح أن "المدرسة التي أنشأها الإمام الصدر أرادها أن تكون وطنية جامعة حريصة على مشروع الدولة والعيش المشترك بعيدة عن الحروب الداخلية، ولا شك في أن ما جرى في بيروت والجبل وغيرهما قد آلم قلب الإمام الصدر الذي قال إبان الحرب الأهلية من يطلق النار على دير الأحمر فهو يطلق النار على قلبي وبيتي ومحرابي".
وخاطب سماحته الشباب قائلاً: "عليكم ان تتعلموا وتتسلحوا بمزيد من العلم والمعرفة ولا تنسوا الأخذ بحكمة الشيوخ والاستفادة من تجاربهم لان الأوطان تبنى بالشباب المتمسك بالعلم والمعرفة وحكمة الشيوخ الذين يشكلون جميعاً أسس قيامة المجتمع والحفاظ على الوطن".
وأقام المجلس البلدي لبلدة كفرنبرخ حفلاً تكريمياً للعلامة الأمين والقى رئيس المجلس البلدي كلمة ترحيبية بالمناسبة وقدم درعاً من المجلس البلدي تكريماً لصاحب السماحة