خطاب الأمين في عاشوراء
-هشام الزياني- صحيفة الوطن-البحرين
توقفت قبل أيام أمام كلمات قالها العلامة اللبناني الشيعــــي السيد علي الأمين تتعلـــق بمناسبــــة عاشوراء، وهي للأمانة كلمات تلامس العقل والمنطق معاً، فقد قال: «لا يريد الإمام الحسيـــن أكفاً تلطم الصدور، وإنما يريد أكفاً تتصافح، ونفوساً تتسامح».
وقال أيضاً: «الحسين ليس ثأراً لبني هاشم، وليس ثأراً لطائفة أو مذهب، والذين قتلوه أصبحوا في محكمة الله تعالى، والله خير الحاكمين».
وقال الأمين أيضاً: «الإمام الحسين لا يريد اللافتات السوداء، وإنما يريد القلوب البيضاء، ما قيمة دمع تذرفه لا يغسل حقداً على أخيك، وما قيمة صدر تلطمه وصدرك مملوء غيظاً على من لا يؤمن بمشروعك»؟
هذا رجل دين شيعي يملك العلم، ويقول كلاماً عاقلاً، كلاماً يجب أن يسمعه الجميع ممن حولوا مناسبة عاشوراء إلى مناسبة لإيغال الصدور والتحريض، والشتم، وضرب الوحدة الوطنية في الدول.
من قال الكلام السابق ليس شخصاً من خارج المذهب الشيعي، وإنما من داخل المذهب، وليس رجلاً من العامة، بل من علماء الشيعة الذين يقولون كلاماً معتدلاً، يجعلك تحترمه، وإن كنت من دين آخر أو مذهب آخر.
ليت من يكتبون لافتات الشتائم والوعيد والانتقام والشحن الطائفي في البحرين، ومن يقسمون الناس إلى معسكرين؛ معسكر يزيد ومعسكر الحسين، كما قال عيسى قاسم ذات مرة في ذات المناسبة، (لكنه قبل أيام غير خطابه).. ليتهم يسمعون خطاب الأمين العاقل.
هشام الزياني
صحيفة الوطن -البحرين-٢٠١٣/١١/١٢/