الثلاثاء , نوفمبر 5 2024

شدد على أنه ليس من مصلحة إيران خسارة التواصل مع العالمين العربي والإسلامي، المرجع الشيعي علي الأمين لـ الوطن: السياسة الإيرانية سبب تشنج العلاقة بين طهران والدول العربية

صورة ايران تراجعت كثيراً لدى شعوب المنطقة والعالم بسبب سياستها

أمريكا تبحث عن مصالحها في المنطقة ولا نستبعد حصول التقارب بين واشنطن وطهرا

طلبت من القيادة الايرانية ان تبادر بالدعوة الى حوار جاد خصوصاً مع الدول الخليجية

حزب الله ساهم في ظهور الفرز الطائفي في المجتمع والسيد حسن نصر الله ليس بمرجعية دينية

يجب إعادة النظر في نشوء الأحزاب السياسية في مجتمعاتنا على أساس ديني أو مذهبي

المطلوب من المجتمع الدولي وقف الزامي لإطلاق النار في سورية

كتب أحمد زكريا:
@ahmad_78

أكد المرجع اللبناني الشيعي السيد علي الأمين ان السياسة الايرانية سبب تشنج العلاقة التي لا تخلو من التأزيم بين طهران والدول العربية، لافتاً الى أنه سبق ان طالب القيادة الايرانية بأن تبادر الى الدعوة الى حوار جاد خصوصاً مع الدول الخليجية، معتبراً ان السياسة الايرانية لا تخدم المصالح المشتركة.
وبين في تصريحات خاصة ل «الوطن» انه ليس من مصلحة طهران ان تخسر بوّابة التواصل بينها وبين العالمين العربي والاسلامي، معتبراً ان صورة ايران تراجعت كثيراً لدى شعوب المنطقة والعالم بسبب سياستها.
وفيما يتعلق بحزب الله اللبناني، اتهم الحزب بأنه ساهم في ظهور الفرز الطائفي في المجتمع، مشدداً على ان أمين عام الحزب حسن نصر الله ليس بمرجعية دينية وما يصدر عنه ليس ملزماً شرعاً.
وحول رؤيته للملف السوري، قال الأمين: الصراع في سورية سيزيد من تعقيدات المشهد المستقبلي وصعوباته والمطلوب من المجتمع الدولي العمل على وقف الزامي لاطلاق النار.وفيما يلي مزيد من التفاصيل.
< كيف تقرأ مستقبل العلاقة بين ايران والدول العربية؟
– العلاقة القائمة غير خالية من التأزم والتباعد خلافاً للقواعد التي يجب ان تكون عليها، فاننا نرى ان العلاقة بين ايران والدول العربية يجب ان تقوم على أساس من الاحترام المتبادل وحسن الجوار وروابط الدين والتاريخ والجغرافيا، وهذا ما يتوافق مع مصلحة شعوب المنطقة كلها، والمطلوب من القيادة الجديدة في ايران ان تعيد النظر في السياسة التي اعتمدها النظام الايراني في السنوات الماضية والتي كانت من أسباب التشنّج وغياب العلاقات الطبيعية بين ايران والدول العربية، وقد انعكس ذلك سلباً على علاقات الشعوب والمجتمعات في منطقتنا، وأوجد المناخ لتصاعد الاحتقانات الطائفية والمذهبية، وقد تأثرت صورة ايران وتراجعت كثيراً لدى شعوب المنطقة والعالم بسبب هذه السياسة، ولذلك كنا قد طلبنا من القيادة الايرانية ان تبادر الى الدعوة الى حوار جاد خصوصاً مع الدول العربية في الخليج لأن ايران دولة مهمة وكبيرة في المنطقة وهذا ممّا يفرض عليها ان تكون مصدراً للاطمئنان والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم وبالخصوص لجيرانها من الدول العربية في مجلس التعاون الخليجي، وليس من مصلحة ايران ان تخسر بوّابة التواصل بينها وبين العالمين العربي والاسلامي.
وكنا قد طالبنا أيضاً وسائل الاعلام بأن تساهم باشاعة أجواء الحوار بين دول المنطقة بالابتعاد عن استنهاض اللغة القومية والمذهبيّة التي تزيد في الطّين بلّة وتزرع الأحقاد وتنكأ جراح الماضي التي لا يستفيد منها الا أعداء أمّتنا الواحدة من العاملين على ضعفها وزرع الفتن بين شعوبها ودولها.

العلاقة بين السنة والشيعة

< الى أي مدى تعتقد بأن المشروع الايراني يضر بمصالح شعوب المنطقة وخاصة فيما يتعلق بالعلاقة بين السنة والشيعة؟
– ان أمريكا وايران كسائر الدول التي تبحث عن مصالحها في المنطقة، ولا نستبعد حصول التقارب بينهما في مستقبل الأيام، ونحن لا نرى ان السياسة الايرانية القائمة تخدم المصالح المشتركة بينها وبين الدول العربية وشعوب المنطقة، ولا نعتقد ان ايران ستكون في منأى عن تداعيات السياسات التي تعمل على استغلال الخلافات التاريخية بين السنة والشيعة وتوظيفها في المشاريع السياسية.
< هل الصراع السني الشيعي يصب في مصالح أمريكا؟
– قد يرى بعض صنّاع السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ان الصراع السني الشيعي يشغل دول المنطقة وشعوبها بأنفسهم، ويستنزف قدراتهم ويصرفها عن بناء دولها بشكل قوي يخيف حليفتها الأساسية اسرائيل، ويجعل من أمريكا موضع حاجة لمختلف الأطراف، وهذا ما يفسّر عدم دعم قوى الاعتدال في المنطقة، ولكن ما نراه ان هذه السياسة خاطئة لأنها ستزيد من عداء شعوب المنطقة لأمريكا، ولن تكون أمريكا ومصالحها بمعزل عن آثار هذا الصراع الذي لن يقتصر على المنطقة وحدها، وهو ما سيزيد من انتشار ثقافة الكراهية التي لم يعد بالامكان منع وصولها الى مناطق أخرى من العالم في ظلّ وسائل التواصل الحديثة، وهذا ما سوف يساهم في تغذية الارهاب عالميّاً وهو ما يعود بالضرر على كل الدول والشعوب.

حزب الله

< هل أضر حزب الله اللبناني بالتشيع وهل استخدامه للشعارات الدينية أمر سلبي أم ايجابي؟
– ان توظيف الشعارات الدينية في السياسة يؤدي الى الاضرار بالدين، والشعارات المذهبية تساهم في زرع الفرقة بين المذاهب وعزل الناس بعضها عن بعض، ولذلك كان رأينا اعادة النظر في نشوء الأحزاب السياسية في مجتمعاتنا على أساس ديني أو مذهبي، لأن دور الأحزاب السياسية يقوم على أساس البرامج الاصلاحية التي يحتاجها المجتمع من خلال تطوير الدولة والمؤسسات مع المحافظة على وحدته الوطنية وعيشه المشترك.
وحزب الله بسياسته التي اعتمدها لم يعط صورة متميّزة في المشهد السياسي لا على مستوى الاصلاح في الدولة أوالادارة، ولا على مستوى العلاقة في المجتمع بترسيخ الوحدة بين مكوّناته، بل ساهمت سياسته في ظهور الفرز الطائفي في المجتمع، وهذا ما وقعت فيه الأحزاب الدينية عموماً عندما قامت على أساس الدعوة الدينية الجامعة وانغمست في صراعات السلطة والحكم مما انعكس سلباً على صورة الدعوة والدعاة.
< ما رايك فيمن يعتبر آراء أمين عام حزب الله حسن نصر الله ملزمة شرعياً؟
– بالاصطلاح الديني والفقهي لا يعتبر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مرجعية دينية تصدر عنها التكاليف الشرعية من خلال موازين الاجتهاد الشرعي، ولذلك ما يصدر عنه من آراء دينية ليس لها صفة الالزام الشرعي، وهو عندما يأخذ قراراً بالتدخل في الأحداث السورية مثلاً، انما يأخذه بوصفه قيادة حزبية وليس بوصفه مرجعية دينية.

سورية

< هل تعتقد أنه يمكن للرئيس السوري ان يكون جزءا من المشهد المستقبلي لسورية؟
– ان ما نتمنّاه ان يتوقف نزيف الدماء في سورية ومسلسل الدمار والخراب، ولا شك بأن استمرار الصراع في سورية سيزيد من تعقيدات المشهد المستقبلي وصعوباته، والمطلوب من المجتمع الدولي العمل على وقف الزامي لاطلاق النار واعطاء الفرصة الحقيقية للشعب السوري التي تتيح له التعبير عن رأيه بحرية عن مستقبل سورية

أرفض نشر التشيع في مصر لأنه يحدث الفرقة بين المسلمين

رداً على سؤال حول رأيه في نشر التشيع في مصر قال المرجع الشيعي السيد علي الأمين «نحن كان لنا موقف منذ سنوات عديدة رفضنا فيه ما يسمى بالدعوات المذهبية لأنها تحدث الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة وهو أمرٌ لم يعتمده السلف الصالح من الأئمة والعلماء، وهذا من توظيف المذاهب في عالم السياسة وليس له علاقة بالدين لأن الدين الاسلامي الواحد يجمع بين كل المذاهب التي تشكل مصدراً لثروتنا الفكرية والفقهية وكلها تعبر عن آراء واجتهادات في فهم الشريعة الاسلامية.وقد رفض أئمة أهل البيت عليهم السلام الدعوة لأنفسهم كما رفضوا الدعوة الى التّشيُّع وجعله اطاراً خاصّاً بجماعات طائفية معزولة عن محيطها وقومها، أو حزباً سياسياً يطرح المشاريع السياسية الخاصة التي تدخل أتباعه في لعبة الصراع على السلطة، وهو مما يعمّق الشرخ والانقسام داخل الأمة الاسلامية ومجتمعاتها».
وأردف «وهذا ما يستفاد من سيرة الأئمة العملية ومن الأخبار الكثيرة المروية عنهم بهذا الشأن، ومنها على سبيل المثال أنهم كانوا يطلبون من الشيعة ان يكونوا دعاة لهم بأعمالهم وسلوكهم وأن يكونوا زيناً لأئمتهم لا ان يكونوا شيناً عليهم، وأن يكونوا بركة على من جاوروا وسلماً لمن خالطوا وأن يقيموا أفضل العلاقات مع خلطائهم بالصلاة في مساجدهم وأداء الأمانة اليهم وعيادة مرضاهم وتشييع موتاهم والشهادة لهم وعليهم، وقد ورد عن الامام الصادق عليه السلام ان المصلي خلفهم كالمصلي خلف رسول الله في الصفّ الأوّل».
وأضاف الأمين «لذلك نحن نرفض العمل التبشيري المذهبي في مصر وغيرها لأنه من الأعمال التي تحدث الفرقة بين المسلمين، ولا نرى له أي مردود من الناحية الدينية لأن انتقال المسلم من مذهب الى مذهب آخر هو كنقل الماء من ضفة النهر الى الضفة الأخرى وليس انتقالاً من الكفر الى الاسلام ولا من الفسق الى الايمان!.والواجب هو العمل على تقارب المسلمين ووحدتهم وليس العمل على ما يحدث الفرقة ويزيد الانقسام بينهم».