السبت , أكتوبر 12 2024

طقوس في عاشوراء لا أصل لها في الشرع

العلامة الأمين: يجب إعادة تنظيم المجالس الحسينية وتقديم قراءتها بأدوات «الإصلاح الداخلي»

الثلاثاء 6 ديسمبر 2011 – صحيفة الوطن البحرانية ـ حاوره – طارق مصباح 
__________

– الوطن :  هل لبعض الطقوس في موسم عاشوراء أصل في الشرع؟

– السيد علي الأمين:  كلا ! فالكثير من الممارسات التي تجري في مناسبة عاشوراء أصبحت على مرور الزّمن من العادات والتّقاليد التي لا دليل عليها في أصل الشّرع، ولم يقم بممارستها أئمة أهل البيت في حياتهم، ويروي أصحاب السيرة الحسينية في مجالسهم وصيّة الإمام الحسين لأخته السيدة زينب وفيها النّهي عن خدش الوجه وشقّ الجيب وغير ذلك من مظاهر الجزع عند المصاب الّتي ورد النّهي عنها في الشريعة.

ـ الوطن:  فما السبب إذن في تكرارها في أماكن العزاء؟

– السيد علي الأمين: لقد ترسّخت هذه العادات عبر قرون عديدة من منطلقات عاطفيّة ! والعلماء بصفة عامة لم يتصدّوا إلى تهذيبها وتعليم النّاس ما ينبغي أن يقوموا به في مثل هذه المناسبات ممّا أوحى إليهم أنها من الأمور المستحسنة شرعاً، بل يظنّ بعضهم أنّها وصلت إلى درجة الواجبات الشّرعيّة !! 

ـ الوطن:  هل هناك من المراجِع من أنكر تلك الأعمال غير المشروعة؟

– السيد علي الأمين:  الكثير من العلماء ومراجع الدّين لا يمارسون تلك الأعمال ولا يحبّذونها، بل يذهب بعضهم إلى تحريم بعضها كإدماء الرّؤوس والأجساد. وذكر العلامة المجتهد الشيخ محمد جواد مغنيّة: (إنّ العادات والتقاليد المتبعة عند العوام لا يصحّ أن تكون مصدراً للعقيدة لأن الكثير منها لا يقرّه الدّين الذي ينتمون إليه حتى ولو أيّدها وساندها شيوخ يتسمون بسمة الدّين. ومنها ما يفعله بعض عوام الشيعة في لبنان والعراق وإيران من لبس الأكفان وضرب الرؤوس والجباه بالسيوف في اليوم العاشر من محرم. فإن هذه العادة المشينة بدعة في الدين والمذهب وقد أحدثها لأنفسهم أهل الجهالة من دون أن يأذن بها إمام أو عالم كبير كما هو الشأن في كلّ دين ومذهب، إذ توجد به عادات لا تقرها العقيدة التي ينتسبون إليها ويسكت عنها من يسكت خوف الإهانة والضرر ولم يجرؤ على مجابهتها ومحاربتها أحد في أيامنا إلا قليل من العلماء وفي طليعتهم المرحوم السيد محسن الأمين الذي ألف رسالة خاصّة في تحريم هذه العادة وبدعتها وأسمى الرسالة “التنزيه لأعمال الشبيه”). انتهى كلام الشيخ مغنية رحمه الله.