سماحة العلامة السيد علي الأمين حفظه الله تعالى وأدام عليه لباس الصحة والعافية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم مني تحيات تحمل في طياتها عبير الود والحب والتقدير والإحترام سائلاً المولى أن تكونوا بخير وعافية وكذلك الأهل جميعاً والأحباب
سماحة السيد :
لكم يثور في عروقنا روح الفخر والإعتزاز بمواقفكم الوطنية المشرفة ، وبأفكاركم التي تشكل نبراساً نسير على هديه لكل من ينشد الوحدة الإسلامية .
إن أمتنا الإسلامية في ظل التطرف المذهبي القاتل لن ترتقي من هبوط ولن تقوى من ضعف ولن تستفيق من غفوة إلا بوجود أمثالكم ، فبمثلكم نستقوي على الفتن ، وبتوجيهاتكم نسير في طريق الأمان بعيداً عن التطرف .
إن الملايين من أهل السنة تحديداً والغيورين على الأمة العربية والإرث الإنساني النبيل يثمنون جهودكم في إزالة الإحتقان المذهبي ، وإنني شخصياً أتطلع إلى مبادرة وطنية شيعية ( رغم وجود العوائق ) تتمثل في تكتل شيعي للصوت الحر في لبنان ، لإخراج الطائفة الكريمة من فزاعة السلاح ، تكتل سلمي سلاحه الولاء للوطن أولاً ، فنحن نتألم كثيراً للصورة التي البسها البعض للطائفة الكريمة ،
لماذا يريدون أن يظهروا أن الشيعي هو المتمرد على القانون وفوقه ؟
لماذا يجعلون من الشيعي جسماً منفصلاً عن المجتمع اللبناني ؟
لماذا يصوروا للشيعي أنه دائماً في خطر وأن رئته التي يتنفس منها هي السلاح ؟
لماذا يظهرون الشيعي وكأنه لا يؤمن بالولاء للوطن وأن مصلحته الضيقة فوق كل شيء ؟
لماذا يتاجرون بعواطف الناس فيستثيروا جراح الماضي وكأنها بالأمس ؟ ثم يدعون أنهم دعاة وحدة ولم الشمل ؟
سماحة السيد نفعنا الله ببركاته :
إنكم مطالبون مع كل الشرفاء إلى العمل على أن تتصالح الطائفة مع محيطها ، سماحتكم والأسعد وبيضون والسبع وصقر وغيرهم كثير كثير من سياسيين واعلاميين وأحرار ، ونعلم أنه غير مسموح لكم بالتنفس ولكنها صرخة أطلقها لأنني ( كمسلم سني ) لا أجد لبنان جميلاً إلا بتنوعه المتعاون والمتحابب ، فالله الله يا عترة رسول الله .
والسلام عليكم ورحمة الله
المملكة العربية السعودية
جواب سماحته:
( بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ علي خالد سالم حفظه الله. عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لقد سررت كثيراً برسالتكم شاكراً لكم ما فيها من ثناء ومشاعر صادقة سائلاً الله تعالى أن يجمعنا بكم على الخير و الهدى.
أخي العزيز لقد سعينا خلال السنوات الماضية أن نجمع صفوف الإعتدال الشّيعي ولكنّنا لم نجد مساعدة في ذلك من الحكومة اللبنانية التي أعطت كل مقومات الدعم لقوى الأمر الواقع التي تحاول اختزال الطائفة الشيعية بها والرافضة لوجود الرأي الآخر داخل الطّائفة مع أنّ الطائفة الشّيعيّة على العموم تريد بناء دولة المؤسسات والقانون وتريد الحفاظ على العيش المشترك بين مختلف الطوائف اللبنانية وترفض منطق الإرتباط بالخارج ولكنّ هذه الأكثريّة الصامتة تُركت وحدها بدون دعم ولا تشجيع لا من الدّاخل ولا من الخارج والمساعدات العربيّة الّتي جاءت إلى لبنان بعد حرب تموز ذهبت في معظمها إلى قوى الأمر الواقع الّتي عادت وأمسكت بالطائفة من جديد بفضل تلك المساعدات التي كانت تصل إليها من خلال الحكومة اللبنانية وبذلك تعزّز ارتباط المواطن بتلك الأحزاب لأن خدمات الدولة له لا تأتي إلا عن طريق تلك الأحزاب المسيطرة
ولذلك طالبنا مراراً بأن تكون علاقة الدّولة بالمواطنين علاقة مباشرة بدون واسطة الأحزاب والزّعامات لأجل تعزيز علاقة المواطنين بدولتهم ووطنهم ونحن على رغم الصّعوبات سنبقى ندعو إلى وطن العيش المشترك وإلى دولة المؤسسات والقانون وإلى جمع كلمة المسلمين واللبنانيين جميعاً على تلك المبادئ ومن الله نستمدّ العون والتوفيق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.)
إنتهى .