السيد علي الأمين : الأمين على الشيعة
جئت اليك يا دولة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، جئت اليك من الجنوب، جئت اليك وانا احمل باقات من الوفاء من الجنوب الذي لا ينساك، وفيها شقائق نعمان نبتت من مجزرة قانا التي داويت جرحها.
جئتك يا دولة الرئيس لاقول لك في يوم الوفاء بان الجنوب واهله، هم ابدا على الخطى نفسها والنهج الذي انتهجته لاعادة سيادة الدولة واستقلال الوطن، وقليلون يا دولة الرئيس هم الرجال الذين يبقون احياء في ذاكرة شعوبهم وأممهم، وانت ستبقى من ذلك القليل حيّاً في ذاكرة شعبك وأمتك، لانك غدوت مشروع احلام وآمال لكل ابناء وطنك لكل لبنان، لكل فئاته وطوائفه وجماعاته، لانك كنت الرجل الذي عبر حدود المذاهب والمناطق ليصل الى رحاب الوطنية الشاملة والانسانية الجامعة.
ان الاوطان ونشوءها يتم من خلال عاملين مع بقائها واستمرارها، انما هما في الحاجة الى الوفاق والاتفاق، ويحتاج في بقائه واستمراره الى العدالة، وان الاتفاق الذي لا بد منه لقيامة وطن قد صنعه الرئيس الشهيد رفيق الحريري باتفاق الطائف، فهو الذي صنع لنا السلام عندما كانوا يتحاربون، وهو الذي صنع لنا الوفاق والاتفاق عندما كانوا على طول افتراق، وهو الذي صنع لنا البناء والاعمار عندما جروا على البلاد الخراب والدمار.
عن اي شيء سيُسأل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انه لن يُسأل عن دماء سفكها، ولن يسأل عن بلاد خربها، ولن يسأل عن شعب جعله شيعا واحزابا ومذاهب، جعل لبنان الواحد، وأعاد القيامة للوطن الواحد، واطلق مشروع دولة المؤسسات والقانون، ولذلك لا بد من الوفاق والاتفاق، من خلال العودة الى منطق التفاهم والحوار، والى مؤسسات الدولة وتفعيلها، لانه لا يمكن لخلاف او نزاع ان يوصلنا الى شيء، قد ينسف الاختلاف والخلاف كل شيء، ولكننا بالاتفاق قد نحصل على كل شيء”.
“قدرنا في الوفاق والاتفاق، وآلية الوفاق والاتفاق في كل بلاد العالم هي العودة الى منطق الدولة، الى منطق المؤسسات التي تشكل حكما في كل ما نختلف عليه، والعامل الآخر هو عامل العدالة، لا يمكن ان تستمر اوطان وان تبقى دول ومجتمعات من دون العدالة، فان العدالة ركن اساسي في الاستمرار والبناء، ولذلك طالبنا بهذه العدالة، لان العدالة شرط في بقاء الاوطان واستمرارها وشرط في بناء المؤسسات والمجتمعات واستمرارها.
ولذلك، من غرائب الامور ان يقف المرء في وجه عدالة تريد ان تكشف الجناة وان تمنع مخطط الاغتيالات التي لا يستهدف شخصا وانما يستهدف الوطن برمته.
ولذلك نحن نقول بان العدالة المتمثلة بالقوانين وبمؤسسات الدولة وبالمؤسسات الدولية هي التي تشكل قانونا وضمانة لتحقيق هذه العدالة ولمعاقبة الجناة.
ليس الهدف ان يكون هناك ثأر او انتقام، وانما الهدف كما قال الله سبحانه وتعالى “ولكم في القصاص حياة يا أولي الالباب” بان تستمر حياة المجتمعات لانه من دون قصاص لا يمكن ان تكون هناك حياة”.
لذلك نطالب بهذه العدالة انطلاقا من كل الاعراف والقوانين الدولية والمبادىء الدينية، ففي وصية الامام علي لولديه الحسن والحسين “كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا”، وقال الامام علي “ان في العدل سعة ومن ضاق عليه العدل كان الجور عليه أضيق”.
راجع مجلة الشراع الصادرة السبت
في 16.2.2007 صفحة 3 العدد 1276- افتاحية العدد
كلمة العدد – حسن صبرا – و هي نص الكلمة التي ألقاها
العلامة المجتهد السيد علي الأمين
في ساحة الشهداء في يوم الوفاء للرئيس الشهيد رفيق الحريري