السبت , ديسمبر 14 2024
الامين | رفض قرار الحكومة سحب الجيش اللبناني من قرية طيردبا-قضاء صور-

مسؤولية أهل القلم والعلم عن الإصلاح

وهذا ما يشير إلى أن مسؤولية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي مسؤوليات الجماعات والأفراد ويؤيّد هذا المعنى من المسؤولية العامّة ما ورد في السنّة النبويّة الشريفة :< كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته>·

مسؤولية أهل القلم وأهل العلم:

وقد يحاول البعض الفرار من هذه المسؤولية في الحياة الدنيا وكأنّه يؤجّلها إلى عالم الاخرة حيث تنتفي الحاجة إليها ويعتذرون عن تحمّل هذه المسؤولية في مجتمعاتهم بدعوى خوف الضرر على أنفسهم من أصحاب السلطة والسّطوة ولكن الهدف في الحقيقة عند هؤلاء هو المحافظة على مصالحهم الشخصية وهي لن تكون في سلامة عندما تتعرّض المصالح العامّة للمجتمع إلى الخطر إذا تركت الصراعات والنزاعات تعصف به وتخلّى المصلحون عن دورهم ومسؤولياتهم فإنّ ذلك سيؤدي إلى الظلم وهلاك المجتمع كما قال الله تعالى: وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} هود 117·

وقد جاء في الحديث عن هؤلاء الذين تركوا هذه الفريضة العظمى أنهم (قوم لا يوجبون أمراً بمعروف ولا نهياً عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير) مع أن كلمة الحق هي من أفضل الجهاد كما ورد في الأحاديث فهي لم تكلّفهم أن يحملوا سيفاً داخل المجتمع لإصلاح ذات البين وإنما كلّفتهم بالكلمة الّتي تصوّب المسيرة وتمنع من تراكم الأخطاء التي تؤدي إلى فساد العلاقات· وقد جاء في العديد من الروايات: ( ما من رجل ينعش بلسانه حقاً فعُمل به بعده إلاّ يجري عليه أجره إلى يوم القيامة ثمّ وفَّاه ثوابه يوم القيامة) كنز العمال· و(أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) وفي بعضها <كلمة عدل هي من أعظم الجهاد> و<إنّ الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيّرونه أوشك الله أن يعمّهم بعقابه>·

وعن ابن مسعود (إنّ أوّل ما دخل النقص على بني اسرائيل كان الرجل يلقى الرجل فيقول يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنّه لا يحلّ لك ثم يلقاه من الغد فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض، كلاّ والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على أيدي الظالم ولتأطرنّه على الحق أطرا أو ليضربنّ الله بقلوب بعضكم على بعض ثم يلعنكم كما لعنهم)·كنز العمال·

وقد وصفهم القرآن الكريم بأنهم كانوا قوماً لا يتناهون عن منكر فعلوه وكان ذلك سبباً من أسباب فقدان الأمن في المجتمع وضعف تماسكه وانهياره بانهيار المثل والقيم التي تخلّوا عن التمسّك بها والإحتكام إليها·

فمتى تقال هذه الكلمة التي تحفظ بها سلامة المجتمع والأمّة؟! وقد جاء في الحديث (مثل العلم الّذي لا يقال به، مثل الكنز لا ينفق منه)·

وإذا لم تظهر هذه الكلمة عند تعرّض المجتمع لأفدح الأخطار والأضرار، فأي قيمة لها في غير وقتها وعند انعدام الحاجة إليها؟! وهل يكون الإصلاح إلا عند ظهور الفساد؟· هذا موقف بعض أهل العلم والقلم وبعض المثقّفين الخائفين على أنفسهم وأرزاقهم مع أنّ الروايات قد طمأنت هؤلاء عندما قالت لهم (إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقرّبان أجلاً ولا يقطعان رزقاً)، ولكنّها السكرة الّتي تغشى على الأبصار فتمنع من رؤية الحقيقة كما جاء في الحديث النبوي: (غشيتكم السّكرتان: سكرة حبّ العيش وحبّ الجهل فعند ذلك لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر والقائمون بالكتاب والسنّة كالسابقين من المهاجرين والأنصار) كنز العمّال·

وعن الإمام علي (ع) : (وإن العالم العامل بغير علمه كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله بل الحجة عليه أعظم والحسرة له ألزم وهو عند الله ألوم)· وقد تحدّث الشاعر الجواهري عن هؤلاء:

http://www.alamine.net/t273-topic

 

شارك المعرفة وانشر