في ظل الشحن الطائفي في منطقة الشرق الأوسط، من في رأيكم المحرك الرئيس للصراع في بلداننا؟ و كيف يمكن أن نواجهه؟
ـ إن المحرّك الرئيس لظهور الشحن الطائفي في مجتمعات بلداننا يعود إلى الصراع على السلطة والنفوذ بين الأحزاب الدينية والجماعات السياسية في الداخل وبين دول اقليمية على مستوى الخارج، وقد زاد من حدّته غياب العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والإسلامية في المنطقة خصوصاً بعد أحداث العراق.
وقد عاشت مجتمعاتنا قروناً عديدة بعيداً عن هذا المنطق الطائفي الظاهر اليوم ولم نكن نسمع بهذه الاختلافات والآراء الشاذة التي نبشت من بطون التاريخ ليستغلها أعداء أمتنا في صناعة الفرقة والبغضاء بين أبنائها، ولم يكن هناك صراع على السلطة والحكم بين الأحزاب الدينية وغيرها من أنظمة الحكم والجماعات السياسية وكانت الدعوة هي الغالبة على توجه الحركات الدينية، والمسلمون في أوطانهم مع غيرهم من المواطنين كانت تجمعهم القضايا العامة كالدّفاع عن الوطن الإسلامي ومكانته في العالم، وقضاياهم الخاصة الوطنية والحياتيّة المشتركة.
والمطلوب لمواجهة هذه الحالة الطائفية الطارئة التي تهدد الاستقرار في بلداننا أن يتحرك – بالدرجة الأولى – ولاة الأمر والحكام في دولنا العربية والإسلامية -لانهم يمتلكون إمكانات المواجهة- بالعمل على ترسيخ قواعد المواطنية التي تقوم على العدل والمساواة بين المواطنين، وبدعم قوى الاعتدال الديني وتنظيم التعليم الديني وإقامة المعاهد الدينية المشتركة، واعتماد الوسائل الإعلامية والقنوات التلفزيونية التي تنشر فكر الوسطية والاعتدال في المجتمع وبذلك نعزّز ارتباط المواطن بالوطن والدولة ومؤسساتها.
________
مقابلة الأيام البحرينية مع العلامة السيد علي الأمين
الطائفـيــة في مجتمعاتـنــا.. إلـى أيــن؟
العدد 8863 الثلاثاء 16 يوليو 2013 الموافق 7 رمضان 1434