وصيّتي إلى شباب الأمّة
– د. عتمان: أطال الله عمركم ونفع بعلمكم، أمة محمد، ووحدة الأمة، سيدي ماذا لو تخيلنا رسول الله اليوم ينظر لأمته وهم يستبيحون أعراض بعض ودماء بعض واموال بعض ويذبحون بعض تحت راية سوداء يكتبون عليها زوراً محمد رسول الله ماهي رسالتكم للأمة والتي تتمنى أن تلقى رسول الله بها؟
العلامة الأمين: لو عاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام لقال لهؤلاء الذين يحملون إسمه ويرفعون رايته لقد خالفتم وصيّتي وتحذيري لكم (لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) و( المسلم من سلم الناس من يده ولسانه) و( كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه) فبأي وجوه سوداء سنقابل الله ورسوله بعد وصفه للرسول وأصحابه (محمد رسول الله والذين معه أشدّاء على الكفار رحماء بينهم) فأين نحن اليوم منهم؟ وهل يصح أن نكون الوارثين لخير أمّة أخرجت للناس؟ وأتوجه إلى شباب الأمّة بالقول: أنتم أمل الأوطان، وأمل الأمة في بناء مستقبلها وتعزيز مكانتها والوصول بها إلى موقعها الريادي اللائق بها في العالم، وأنتم تعلمون – أيها الأمل الواعد – من خلال تاريخنا وقرآننا المجيد أن وحدة الكلمة كانت في أساس البنيان المرصوص لأمتنا كما قال الله تعالى (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) وكما في قوله تعالى: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً)، ولذلك فإن المطلوب منا جميعاً أن نبتعد عن كل عوامل الفرقة والانقسام، وأن ندرك أن وحدة الأمة هي من مقاصد شريعتنا السمحاء، وبهذا المقصد الشريف يعرف شبابنا بطلان كل دعوة تريد جعلنا طوائف ومذاهب متناحرة تحت شعار الدين، فإن الدين هو داعية وحدة وليس داعية فرقة. نسأل الله أن يجعلنا من الّذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.