الجمعة , مارس 29 2024

التكفير منهج باطل – أزواج النبي من اهل البيت – الإمامة

التكفير منهج باطل

– د. عتمان: نعود بسماحتكم لليوم وحالة الإحتقان والتكفير التي تجاوزت تكفير الشيعة للسنة والعكس للتكفير بين أبناء كل مذهب وبعضهم البعض، حضور شبح الخوارج يتهم كل فريق به الآخر.. هناك أمور شائكة تروج لها الفضائيات وبعض المعممين من الشيعة تؤدي لإحتقان وربما تعاطف من كثير من أهل السنة مع من يكفر الشيعة ويراهم الخطر الأشد على الدين فنرجوا من سماحتكم توضيح موفقكم من تلك الأمور ليتبين لأهل السنة أن هناك أصواتاً أخرى غير تلك التي تبث الحقد المقدس وتشعل الكراهية.. فهل الشيعة كلهم واحد وعقائدهم واحدة؟ وهل مثلي ممن يلتزم المذهب السني ولا يؤمن بالإمامة كافر؟

– العلّامة الأمين: إن منطق السب والتكفير للمسلمين هو منطق مرفوض، ولا أساس له في الفقه، ولذلك فقد نقل الإجماع عن علماء المسلمين قاطبة أنه لا يجوز تكفير أهل القبلة فكيف يجوز التطاول بالسب والتكفير على أئمة المسلمين والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم أجمعين؟!

أزواج النّبيّ من أهل البيت

والطعن في أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها هو من الإثم العظيم والبهتان المبين، والنصوص الدينية في الكتاب والسنة قد عظّمت من شأن أزواج النبي وجعلت منهن أمهّات للمؤمنين، وهنّ داخلات في أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا كما جاء في القران الكريم، وعندما كنا ندرس في حوزات النجف الأشرف الدينية لم نسمع من مراجع الدين الذين يعتدُّ بآرائهم ما يسيء إلى طهر وعفاف أمهات المؤمنين، فالإساءة إليهن مخالفة للقرآن والسنة النبوية، مضافاً إلى أنها تسيء إلى وحدة الأمة الإسلامية التي نعتبرها من مقاصد الشريعة التي يجب السعي إليها والمحافظة عليها.

الإمامة

والإمامة التي اختلف عليها المسلمون ليست من أركان الدين المتفق عليها بينهم، وليست من شروط الإسلام وضرورياته، وهذا الرأي هو ما استقر عليه المذهب الجعفري، وهو ما كانت عليه سيرة أئمة أهل البيت في القول والعمل، فلم يؤثر عنهم سبٌّ وتكفير لمن خالفهم في الإمامة وغيرها من الفروع غير الضرورية، وقد نهى الإمام علي (ع) قوماً من أهل العراق عن السّباب عندما كانوا متوجّهين معه إلى حرب معاوية في صفين وسمعهم يشتمون ويسبّون فقال لهم: (إني أكره لكم أن تكونوا سبّابين…)، وهو بذلك يعمل بالمنهج التربوي الذي سنّه رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله (ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء) وقوله (سباب المسلم فسوق).

المصدر : من كتاب العلاّمة السيد علي الأمين:  ( زبدة التفكير في رفض السب و التكفير )

ص: 165 – 167

الناشر : دار مدارك للنشر