العلاّمة السيد علي الأمين:
حصرية السلاح بيد الدولة ضمانة لوحدة لبنان
حوار : الإعلامي الأستاذ نايف الاحمري – قناة العربية – برنامج خارج الصندوق
- حصرية السلاح بيد الدولة خطوة تاريخية لبناء لبنان الجديد
- لا تهميش للطائفة الشيعية في قرارات الحكومة اللبنانية وحصرية السلاح بيد الدولة ضمانة لوحدة لبنان
- خطاب حزب الله لا يمثل الطائفة الشيعية بل فريقاً سياسياً محدداً
- الصراع مع الدولة خاسر ويهدد تاريخ وإنجازات حزب الله
- الجيش اللبناني هو الجهة الشرعية لحمل السلاح والدفاع عن لبنان
- الدولة مسؤولة عن الخدمات لا الأحزاب أو القوى المسلحة
- دعوات تأجيج الشارع تهدف إلى تعطيل قرارات الحكومة
- رسالة العلاّمة الأمين لحزب الله وأمل: تقديم السلاح للدولة لا نزعه، خطوة لإنقاذ لبنان
- رسالة من بيروت إلى النجف: مناشدة بأن تقوم بخطوة من أجل أن تقول لأتباعها ومقلديها بأن يعودوا الى مرجعية الدولة لأجل حماية لبنان من النزاعات والخلافات التي لا يمكن ان نجني منها شيئا.
نص الحوار
حصر السلاح: هل هو تهميش للشيعة أم صراع على الدولة؟
-الإعلامي الأستاذ نايف الأحمري:
العلامة اللبناني سماحه السيد علي الامين سماحه السيد حياك الله معي في خارج الصندوق هذه الليلة يعني تعلم بان ما يحدث في لبنان حول مسالة حصرية السلاح بيد الدولة تقابل برفض كبير من قبل حزب الله الثنائي الشيعي حقيقة وما عبرت عنه تصريحات نعيم قاسم بالأمس. يسال اليوم المتابع لهذا الشأن ويقول يعني هل ما يحدث من حراك هو تهميش او تعمد او اضعاف للطائفة الشيعية في لبنان ممثلة بحزب الله وبحركة امل؟
-العلامة السيد علي الأمين:
حياكم الله استاذ نايف اهلا وسهلا بكم وشكرا على الاستضافة لكم وللعربية.
لا أعتقد بان ما تقوم به الحكومة اللبنانية هو من باب التهميش للطائفة الشيعية باعتبار ان الطائفة الشيعية كغيرها من الطوائف متمثلة بمجلس الوزراء ومتمثلة ايضا بالمجلس النيابي وفي مواقع عديدة في مؤسسات الدولة. ولذلك عندما اقدمت هذه الحكومة على قرارها بحصريه سلاح وعلى قد اي يعني أعلن المجلس النيابي بأكثريته عن تأييد هذه الحكومة بقراراتها ولذلك كيف يكون هناك نظرة تهميش الى الطائفة الشيعية؟
لا اعتقد بأن هناك تهميشا لأية طائفه في لبنان لأن لبنان هو متكون من كل هذه الطوائف وهم متفقون من خلال المؤسسات على اتخاذ القرارات من خلال القوانين التي تحكم تلك المؤسسات. وبذلك ما اخذ من قرارات لا يكون معارضا لطائفة وانما قد يكون معارضا لفريق سياسي أو حزبي له حق المعارضة في المؤسسة التي هو جزء منها ولكنه ليس من حقه ان يحكم تلك المؤسسة وفقا لآرائه وأفكاره.
دعوة للصمود أم عزل للشيعة عن الوطن؟
-الإعلامي الأستاذ نايف الأحمري:
يعني خطاب اي نعيم قاسم الامين العام لحزب الله يوم أمس عبر فيه صراحه عن رفض تام لمسالة تسليم السلاح ويقول اما ارواحنا واما السلاح كما استمعت سماحتك وكان يتحدث عن معركة كربلائية ايضا قبل فترة هل هذا الخطاب برأيكم سماحه السيد يفصل أو يعزل الطائفة الشيعية عن الدولة عن الوطن عن هذا المحيط اللبناني ويجعلها في مواجهه الطوائف الاخرى؟
-العلامة السيد علي الأمين:
هذا الخطاب في الحقيقة هو لا يمثل إلا الفريق المنتمي الى حزب الله ولا يمثل الطائفة الشيعية بأسرها. ولذلك هو كما قلنا، بهذا الخطاب الذي أعلن فيه رفضه لتسليم السلاح، انما هو بذلك يعلن عن رفضه رأي الحكومة التي هو جزء منها وليس ذلك يعني تمثيلا لكل الطائفة الشيعية التي هي مع سائر الطوائف اللبنانية، مع قيامه الدولة وأن السلاح الموجود خارج الدولة ليس أمرا ضروريا لبناء هذه الدولة. هو أمر ضروري عندما يتم تقديمه الى الدولة اللبنانية. وبذلك اعتقد ان حزب الله إذا أقدم على هذه الخطوة خطوة تقديم سلاحه الى الدولة اللبنانية، ستكون منه هذه خطوة يعني تاريخية لبناء لبنان الجديد وبها يحفظ انجازاته التي حققها في طيلة السنين الماضية.
هل نحن أمام مخاطر حرب أهلية جديدة؟
-الإعلامي الأستاذ نايف الأحمري:
يعني برأيكم سماحه السيد هل تمسك حزب الله بالسلاح وعدم حصرية السلاح بيد الدولة قد يفضي الى حرب اهليه حقيقية في لبنان، قد يفضي ربما الى خطوات ربما تشبه ما حدث في السابع من ايار 2008 وهو ذات السبب الذي أخرجتم أنتم سماحتكم من جنوب لبنان وحتى اليوم لم تعودوا الى الجنوب بسبب ما حدث ذلك الوقت. هل سيتكرر المشهد؟
-العلامة السيد علي الأمين:
أنا لا أعتقد بأن هناك حدوثا لحرب أهليه لأنه لا يوجد هناك أحزاب اخرى تحمل السلاح في لبنان. هذا القرار هو في مواجهه الدولة، والدولة أعتقد أن كل الشعب اللبناني معها في تنفيذ قراراتها وأيضا حزب الله يجب أن يتنبه بأن الصراع مع الدولة هو أمر خاسر يؤدي الى العصف بكل انجازاته وبكل تاريخه وعندئذ يثبت بأن هذا السلاح إذا حصل الخلاف الداخلي لا سمح الله هو من أجل الاحتراب في الداخل وليس من اجل الدفاع عن لبنان.
السلاح بإمرة الجيش اللبناني وليس في ذلك أي انتقاص من قدرات المقاومة وتاريخها
-الإعلامي الأستاذ نايف الأحمري:
سماحتكم يقول حزب الله بان هذا السلاح هو سلاح لمقاومة اسرائيل وانت تسمع هذا الحديث وبأنهم هم السد المنيع ضد اسرائيل في لبنان والدولة اللبنانية والحكومة ليست قادرة على مواجهه اسرائيل كما نحن قادرون على مواجهتها هكذا يقول الشيخ نعيم قاسم كيف تردون على هذا الحديث؟
-العلامة السيد علي الأمين:
هذا اعتقد انه من الكلام الذي فيه مبالغة كثيره نظير استحداث التاريخ الديني واسقاطه على الامور السياسية من اجل تعبئة الساحة الداخلية الحزبية لمواجهه القرار التاريخي الذي اتخذته الحكومة اللبنانية.
المقاومة إذا كان الجيش اللبناني يعني عاجزا عن مواجهه الاعتداءات، فعندما تقدم المقاومة سلاحها للجيش، عندئذ يزداد قوه ويصبح هو قادرا على ذلك ولا يوجد في المنطقة العربية كما يقال جيش واحد هو قادر على مواجهة الاعتداءات، ومع ذلك لا يوجد سلاح اخر في تلك الدول. فغير مبرر اذا لم يكن الجيش بمفرده قادرا، أن يكون هناك سلاح آخر، هذا السلاح يفترض أن يكون بإمرة الجيش اللبناني وليس في ذلك أي انتقاص من قدرات المقاومة ولا من تاريخها عندما تكون المقاومة هي التي تقدم هذه القوة إلى لبنان الجديد، إلى دولتها التي هي جزء منها إذ المقاومة جزء من الدولة.
هذا السلاح يفترض أن يكون بإمرة الجيش اللبناني وليس في ذلك أي انتقاص من قدرات المقاومة ولا من تاريخها عندما تكون المقاومة هي التي تقدم هذه القوة إلى لبنان الجديد، إلى دولتها التي هي جزء منها إذ المقاومة جزء من الدولة.
دعوات تأجيج الشارع
-الإعلامي الأستاذ نايف الأحمري:
سماحتكم استمعتم الى دعوات الى تأجيج الشارع الى النزول الى الشارع ربما تم تأجيلها لكنها هي قائمة لم يتم الغائها حقيقة. وهناك ايضا من يقول بان الحاضنة الشعبية الشيعية لحزب الله ولاسيما في مناطق جنوب لبنان هي ليست مؤمنة بالأيدولوجيا بقدر ما هي كانت تتلقى طب مجانية الصحة الخدمات وغيرها فهم يعني لديهم خشيه وعدم ثقة ربما، من ان الحكومة لا تقدم ما كان يقدمه حزب الله في هذه المناطق كيف تعلقون على هذا الحديث سماحتكم؟
-العلامة السيد علي الأمين:
الدولة لابد وأن تتولى هي هذه الامور. لا شك بأن الشعب والطائفة الشيعية وسائر اللبنانيين الذين تضرروا من الحرب، اصيبوا بجراح بليغة ويفترض ان يكون الذي يتولى تضميد هذه الجراح هي الدولة اللبنانية. هي ينبغي عليها ان تقوم بهذا الامر. لكن ما أريد ان اشير اليه ، نحن عشنا فترات في الماضي، في الستينات في الخمسينات في الاربعينات، عشنا وكان السلاح منحصرا بيد الدولة وعاش اهل الجنوب في مدنه وقراه من دون تهجير، يعني حصرية السلاح بيد الدولة ليست هي السبب لتهجير اهل الجنوب واهل القرى من قراهم ومدنهم. فلذلك انا اتعجب من القول بان السبب هو حصريه السلاح. حصريه السلاح هي التي تحدث استقرارا وازدهارا وعمرانا وتمنع من الاعتداءات.
حصرية السلاح بيد الدولة ليست هي السبب لتهجير اهل الجنوب واهل القرى من قراهم ومدنهم
تأجيج الشارع: مواجهة قرار دولة أم محاولة للهيمنة؟
-الإعلامي الأستاذ نايف الأحمري:
ماذا عن تأجيج الشارع وهذه الدعوات لتأجيج الشارع، الخروج بمظاهرات وربما الاصطدام مباشره بالجيش اللبناني اذا ما اقر خطة لنزع سلاح حزب الله سماحتكم؟
-العلامة السيد علي الأمين:
يعني هو كما قلنا بان هذا التأجيج للشارع هو من أجل مواجهة القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية التي يشكل حزب الله جزءا منها. هو موجود في هذه الحكومة. فلذلك نحن لا نفهم كيف يمكن ان يؤجج هذه الامور من اجل أن يواجه قرارا في حكومة هو جزء منها؟ وفي دوله هو جزء منها وفي مؤسساتها في مجلس النواب في مجلس الوزراء وفي سائر مؤسسات الدولة ووظائفها هو موجود. لذلك هو يحاول ان يجعل مانعا من تنفيذ هذا القرار من اجل ان تبقى له الهيمنة على قرارات الدولة وعلى القرارات في بيئته وفي الاماكن التي يتواجد فيها.
رسالة إلى الثنائي الشيعي: خطوة شجاعة لإنقاذ الدولة ومناشدة والمرجعية الدينية في العراق
رسالة من بيروت إلى النجف: مناشدة المرجعية الدينية في العراق بأن تقوم بخطوة من أجل أن تقول لأتباعها ومقلديها بأن يعودوا الى مرجعية الدولة لأجل حماية لبنان من النزاعات والخلافات التي لا يمكن ان نجني منها شيئا.
-الإعلامي الأستاذ نايف الأحمري:
اخيرا قبل ان اختم معك سماحه السيد ما هي رسالتكم انتم كمرجع شيعي لبناني للثنائي الشيعي السياسي والعسكري حزب الله وامل في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في تاريخ لبنان؟
-العلامة السيد علي الأمين:
رسالتي طبعا الى الفريقين والى خصوص حزب الله ان يقوموا بالخطوة التاريخية التي ينتظرها كل اللبنانيين والتي يتطلع اليها اللبنانيون جميعا وهي قيام دوله المؤسسات والقانون التي تكون هي الحاكمة على مختلف الاراضي اللبنانية.
والذي اقترحناه كما قلنا ليس هو نزع السلاح وانما هو ان يقوموا بتقديم السلاح، ولذلك نحن ناشدنا المرجعية الدينية في النجف بأن تقوم بخطوة من أجل أن تقول لأتباعها ومقلديها بأن يعودوا الى مرجعية الدولة التي اتخذت مثل هذا القرار وبذلك نجنب بلادنا النزاعات والخلافات التي لا يمكن ان نجني منها شيئا.
-الإعلامي الأستاذ نايف الأحمري:
شكرا جزيلا لكم على وجودكم معي الليلة العلامة اللبناني سماحه السيد علي الامين المرجع الشيعي اللبناني من بيروت شكرا
الأمين الأمين | موقع العلاّمة السيد علي الأمين