الخميس , مارس 28 2024

العلامة السيد علي الأمين لـلمستقبل: الإساءة إلى النبي مستنكرة وتعبئة الشوارع مرفوضة

العلامة السيد علي الأمين لـلمستقبل: الإساءة إلى النبي مستنكرة وتعبئة الشوارع مرفوضة

 

كارلا خطار – المستقبل – الاربعاء 19 أيلول 2012 – العدد 4464 – شؤون لبنانية – صفحة 2

"لبيك يا رسول الله" عنوان التظاهرة التي أطلق فيها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مواقفه من الفيلم المسيء الى الإسلام والمسلمين.. فمن الضاحية الجنوبية أطلق نصرالله مواقف عدة هدد فيها الولايات المتحدة الأميركية، معلنا أن "التحركات يجب أن تتواصل على مستوى الأمة كلها"، داعيا الى "تشكيل فرق تخطيط وعمل".

ازاء مواقف نصرالله، دعا العلامة السيد علي الأمين الى "تجاهل المسيئين الى الإسلام" ورافضا "تعبئة الشوارع واستقطاب الناس وتحريك العصب الديني" ومقدّما الحلول المجدية في هذه القضية.
تبعاً لمواقف نصرالله، فإن التظاهرة لن تمرّ "مرور الكرام" ولا بدّ أن تتغيّر التكتيكات في التحركات المقبلة، كما أن مواقفه تفتح باب المواجهة بين الداعين الى تحركات في الشارع، والمطالبين بالإحتجاج بطرق حضارية. فكيف إذاً يكون لبنان حضاريا في الرد على هذه الإساءة؟ وما هي الحلول التي تُبعد صورة لبنان عن مشاهد القتل العنيفة التي عرضت على الشاشات من ليبيا وغيرها من الدول؟
يؤكد العلامة الأمين لـ"المستقبل" أن "الإساءة الى رسول الله وكل الرموز الدينية أمر مرفوض ومستنكر ويجب أن نقوم بالإحتجاج والإستنكار بطريقة حضارية، لا أن نستغل المناسبة من أجل تجمعات سياسية". وتابع "رسول الله له من الأتباع ما يزيد على المليار ونصف المليار، ولا يحتاج الى أن نقوم بأعمال من أجل أن نظهر رسالته بغير الشكل اللائق بها، التي كانت رحمة للعالمين".
ولفت الأمين الى أنه "علينا أن نأخذ دروسا من صاحب الرسالة الذي واجه كل الإساءات وكل الإستهزاءات بثبات إيمانه بالله الذي قال له بأن من يستهزئون بك وبرسالتك يريدون أن يطفئوا نور الله". وما هو دور فرق التخطيط والعمل في الردّ على الفيلم؟ يجيب الأمين "لا علاقة لهذه الفرق بالإساءة الى رسول الله، وهذه محاولة لإستغلال المناسبة لأعمال حزبية وتعبئة شعبية باتجاه تنظيمات وأحزاب وقيادات".
وما علاقة ذلك بالعيش المشترك والتعايش بين المسلمين والمسيحيين؟ يردّ الأمين بأن "العيش المشترك يكون بتلاقي المسلمين والمسيحيين على مستويات رفيعة وواعية من النخبة على بيان يندد بهذه المناسبة، وأن تعبئة الشوارع واستقطاب الناس وتحريك العصب الديني أو المذهبي أو الطائفي لا يخدم العيش المشترك والعلاقات السلمية بين المسيحية والإسلام في العالم". ويضيف "كل الذين يقومون بهذه الإساءات يريدون تعكير صفو العلاقات بين أتباع المذاهب والديانات".
ويختم الأمين مقدّما الحلول المجدية "المطلوب أن نتجاهل مثل هؤلاء المسيئين وأن نسلك الطرق المتعارف عليها في إقامة الدعاوى في هذه القضية من دون استغلالها من أجل تجميع أحزاب واختراع مناسبات تهدف الى استقطاب الجماهير، ويجب أن نتعلم من الرسول أن الدين هو المعاملة وهو الخلق الكريم وهذا ظاهر في قوله "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، مذكرا بقول الإمام علي بن أبي طالب "رويدا، إنما هو سبّ بسبّ أو عفو عن ذنب".